أكد وزير المياه والبيئة المهندس عبد الرحمن فضل الارياني اليوم أن الأجيال القادمة ستعاني من نقص حاد في المياه إذا لم يبذل الجميع جهودا صادقة للخروج من أزمة المياه والسعي الجاد إلى ترشيد استخدام المياه وأتباع الإرشادات التي تقدمها الجهات المختصة في الوزارة ونشرها في وسائل الإعلام بحيث يعرف الجميع المشكلة ويدركون الخطر الذي يهدد الجميع ومن ثم البحث عن الحلول. وشدد الارياني على أهمية تظافر الجهود بين كل أبناء المجتمع من أجل الحفاظ على الموارد المائية من الاستنزاف الجائر والحد من عملية الحفر العشوائي للآبار، مشدداً على ضرورة أن يعمل الجميع للحد من زراعة القات الذي تزيد عملية التوسع فيه بنسبة 10 في المائة كل عام ويستنزف كمية كبيرة من المياه المستخرجة التي تستخدم لزراعته بنسبة 93 في المائة فيما لا تتجاوز نسبة المياه المستخدمة للشرب منها سوى 7 في المائة فقط. وأشار الوزير في كلمته التي ألقاها بمناسبة اليوم العالمي للمياه تحت شعار مواجهة ندرة المياه" من خلال إبراز أهمية إدارة المياه الإدارة السليمة الرشيدة إلى أن اليوم سيكون يوماً مفتوحاً بهذه المناسبة في حديقة السبعين بصنعاء بغرض نشر الوعي المجتمعي والتركيز على الأسر في هذه الحملة. من جانبه استعرض وكيل الهيئة العامة للموارد المائية المهندس عبد الله محمد الذاري أبعاد المشكلة ومسبباتها المتمثلة في عدم إدارة موارد المياه الإدارة الحكيمة وترشيد الاستخدامات ومواصلة البعض في محافظات الجمهورية للحفر العشوائي دون الرجوع إلى الهيئات المختصة فضلاً عن موقع اليمن الجغرافي.. منوهاً بالإنجازات التي تحققت في هذا الجانب بالتعاون مع المانحين من منظمات وحكومات صديقة وعلى رأسها البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والحكومة الهولندية. وحث الذاري كل أبناء الوطن على الإسهام في حماية هذا المورد الحيوي الهام والذي يمثل عصب الحياة في أي زمان ومكان خصوصاً وان الهيئة تواجه بعض الإشكالات في البناء المؤسسي وتطوير قدرات العاملين والقوى البشرية , الى جانب بعض الصعوبات في تطبيق التشريعات المائية خاصة المتعلقة باستخدام المياه الجوفية . من جانبها قالت السيدة فلافيا بانسيري الممثل المقيم لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي بصنعاء : إن الأممالمتحدة تركز في احتفالها بالمناسبة هذا العام، على موضوع "التعامل مع مشكلة ندرة المياه" التي يمكن أن تكون ذات طبيعة مادية أو اقتصادية أو مؤسسية.. وذلك بعد أن توقع تقرير صادر عن الأممالمتحدة زيادة الطلب على المياه في المستقبل من أجل زراعة المحاصيل الغذائية وتوفير مياه الشرب النقية وخدمات الصرف الصحي وتشغيل الصناعات ودعم المدن الآخذة في التوسع مما يهدد التنمية الاقتصادية والاجتماعية والاستدامة البيئية . وفي خطاب له وجهه إلى العالم بهذه المناسبة ناشد أمين عام الأممالمتحدة السيد بان كى مون منظومة الأممالمتحدة وجميع أصحاب المصلحة، العمل على إقامة شراكات أمتن واتخاذ إجراءات أكثر تظافراً ليس في هذا العام فقط ولكن طوال العقد للعمل بمبدأ "الماء من أجل الحياة". وتشير الإحصاءات العالمية إلى أن الذين يعانون من مشكلة ندرة المياه يبلغون /700/ مليون شخص من /43/ بلداً ، وتوقع تقرير صادر عن الاممالمتحدة ان يرتفع الرقم بحلول العام 2025م إلى ثلاثة بلايين شخص , في الوقت الذي لايزال فيه وضع المياه في العالم يتسم بالهشاشة مما يستدعي تبني نهج متكامل ومستدام لإدارة موارد المياه في ظل تنامي عدد السكان وأنماط الاستهلاك غير المستدامة والممارسات الإدارية السيئة والتلوث وعدم كفاية الاستثمارات في الهياكل الأساسية وتدني مستويات الكفاءة في استخدام المياه .