وجه مشاركون في ندوة (أحوال ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين في العراق) التي نظمتها جمعية كنعان لفلسطين بصنعاء نداءً إلى القادة العرب والمجتمع الدولي "من أجل إنقاذ حياة اللاجئين الفلسطينيين في العراق"، داعين إلى نقلهم إلى أماكن آمنة لحين التوصل إلى حل تتفق عليه الجامعة العربية والأمم المتحدة، في نفس الوقت الذي حملوا الولاياتالمتحدة المسئولية الأولى، واتهموا قطاعات مسلحة تابعة للحكومة العراقية بالمشاركة في تلك العمليات. وذكر المشاركون في ما أسموه ب(نداء صنعاء): إن الحقد الأسود الذي يطارد اللاجئين الفلسطينيين في العراق وينال منهم تقتيلاً وتعذيباً وتشريداً في الصحراء يحرك الضمائر الساكنة والمشاعر المتبلدة إزاء هذه الجرائم، جرائم الإبادة الجماعية التي لا ترحم طفلاً ولا شيخاً أو امرأة والتي يجري اقترافها بإصرار غريب لا تستطيع أن تقوم به سوى ذئاب بشرية متعطشة للدم والقتل. وحمَّل النداء الولاياتالمتحدةالأمريكية غفي المقام الأول، بصفتها دولة احتلال مسئولية ما يحيق باللاجئين الفلسطينيين في العراق من قتل ودمار شامل، ثم الحكومة العراقية المسئولية في عدم اكتراثها لما يجري، متهمة "قطاعات مسلحة تابعة لها " بالمشاركة في "عمليات القتل والتعذيب دون إبداء أي مسوغ أو سبب واضح". وناشد المشاركون القمة العربية قائلين: "نتوجه إليكم بنداء الاستغاثة هذا من أجل وضع حد لما يجري والذي يصفع كرامتنا الإنسانية، ولدينا اليقين بان الأمة العربية والمجتمع الدولي قادرون على إنقاذ حياة أطفال ونساء وشيوخ ورجال أبرياء أمام الله والتاريخ وكل ذنبهم أنهم فلسطينيون". هذا وقد استهلت الندوة أعمالها بكلمة مقتضبة للأستاذ يحيى محمد عبد الله صالح- رئيس جمعية كنعان- أشار فيها الى أن الندوة تهدف الى إلقاء الضوء على حياة ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين في إطار تحضير الجمعية للمؤتمر الدولي من اجل حماية الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين عموماً ، وأمام تعاظم خطر الموت المتربص بكل اللاجئين الفلسطينيين في العراق، واصفاً ما يحدث بأنه "مأساة ما زالت تمتد فصولاً دموية منذ احتلال العراق". وقال: إنها "أربع سنوات من القتل والخطف والتعذيب والطرد من المساكن ، وإلقاء الأسر أطفالا ونساء وشيوخاً في الصحاري منذ ما يزيد على ثلاث سنين عانوا فيها من الأهوال والحرمان ما يعجز العقل عن استيعابها ويصرخ الضمير الإنساني أمام هولها". ودعا يحيى صالح إلى "العمل والنشاط الجماعي" باعتباره هو الطريق الصحيح للتحرك السليم من أجل الإسهام في إنقاذ حياة الآلاف من الفلسطينيين اللاجئين في العراق "الذين أصبحوا يتوقعون وصول الموت بين لحظة وأخرى". كما دعا إلى التعبير عما يجول في الأنفس "في موقف واضح تجاه هذه المأساة الإنسانية من خلال توجيه نداء استغاثة من أجل حماية حياة الآلاف من البشر" إلى القمة العربية التي ستعقد غدا في المملكة العربية السعودية، والى الأمين العام للأمم المتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وبشكل خاص إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية بصفتها دولة الاحتلال. من جهته هاجم عبد الله حوراني - عضو المكتب السياسي لحركة فتح الفلسطينية- من وصفهم بالمراجع والآيات الإيرانية لالتزامهم الصمت حيال ما يتعرض له اللاجئون الفلسطينيون من قمع وتعذيب واضطهاد لا يستثني احد منهم في الأراضي العراقية. وقال: إن جزءا كبيرا من حل مشكلة الفلسطينيين في العراق يكمن بيد الإدارة الإيرانية وحكومة المالكي. ولو أصدر آيات إيران فتوى بتحريم الدم الفلسطيني لما وجدنا كل هذا التنكيل بهم. أما محمد بركة- - فقد أبدى استياءً بالغاً لما يتعرض له اللاجئون الفلسطينيون في العراق، وقال انه ليس ذنبهم أنهم كانوا مرتاحون في زمن الرئيس الراحل صدام حسين ليتم الانتقام منهم وتصفيات الحسابات بهم..وأعلن رفضه "رفضاً قاطعاً المفاضلة فيمن يقتل الفلسطينيين" . وقال : "نحمل حكومة العراق التي جاءت على الحراب الأمريكية مسئولية مقتل شعبنا لنها هي الحكومة المعترف بها والتي ستمثل العراق في القمة العربية"، مشيراً الى توارد أنباء عن التوصل الى صيغة اتفاق حول الملف العراقي، ومتسائلاً:"هل شعبنا الفلسطيني في هذه الصيغة؟" وطالب القمة العربية أن تصدر بياناً "تحمل فيه الحكومة العراقية مسئولية مقتل أبناء شعبنا "، مهاجماً "الراعي الامريكي" الذين "يسوقون صباح مساء الديمقراطية الانتقائية والحديث عن حقوق الإنسان" ، منوها إلى أن "حقوق الإنسان في عرفهم يجب أن يكون ذو لون وملامح معينة وهذه هي العقلية التي تعظنا صباح مساء". كما حمل الحكومة الإيرانية المسئولية، وقال " الحكومة الإيرانية التي لا تستطيع أن تستقبل إسماعيل هنية- رئيس الوزراء- كي لا تدس أنفها بالقضية الفلسطينية، لكن الذين يقتلون شعبنا في العراق هم خارج الصورة". ودعا القمة العربية إلى تحمل مسئوليتها إزاء الشعب الفلسطيني، وحقه في الحياة. هذا وتخللت الندوة أيضاً عرضاً لمجموعة من صور القتلى، علق عليها الوفد الفلسطيني بأنهم من اللاجئين الفلسطينيين الذين تعرضوا للتعذيب والقتل في العراق على أيدي ميليشيات مقتدى الصدر، وقوات المغاوير العراقية، وقطاعات عسكرية تابعة للحكومة العراقية.