سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في ندوة حول «أحوال ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين في العراق» نظمتها «كنعان».. «يحيى محمد عبدالله صالح» يجدد الدعوة إلى ضرورة وضع حل للاجئين الفلسطينيين في العراق
جدد العقيد/يحيى محمد عبدالله صالح-رئيس جمعية كنعان لفلسطين- الدعوة إلى ضرورة وضع حل للاجئين الفلسطينيين في العراق، معتبراً ما يحدث لهم «مأساة تمتد فصولاً دموية منذ احتلال العراق». وقال في ندوة عقدت امس بصنعاء حول «اللاجئين الفلسطينيين» إن ما يحدث للاجئين منذ ثلاث سنوات «فيه من الأهوال والحرمان ما يعجز العقل عن استيعابها ويصرخ الضمير الإنساني أمام هولها». مؤكداً أن «العمل والنشاط الجماعي هو الطريق الصحيح للتحرك السليم من أجل الإسهام في إنقاذ حياة الآلاف من الفلسطينيين اللاجئين في العراق». مشيراً إلى أن الندوة تهدف إلى توجيه نداء استغاثة إلى قمة الرياضوالأممالمتحدة، ومجلس الأمن، وبشكل خاص إلى الولاياتالمتحدة الاميركية بصفتها دولة احتلال وفق قرارات الأممالمتحدة، والتي يتحتم عليها بموجب هذه الصفة القيام بحماية المدنيين في الدول والمناطق التي ينطبق عليها هذا التوصيف -حسب قوله. عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية «عبد الله الحوراني» تطرق إلى المعاناة التي يواجهها الفلسطينيون اللاجئون في العراق من قتل وتعذيب في بلد كان يمثل لهم الأمن والأمان، مذكرا بعهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي وجد فيه الفلسطينيون أنفسهم كجزء من الشعب والمجتمع العراقي لهم ماله من الحقوق وعليهم نفس الواجبات. واعتبر الحوراني أن استهداف الفلسطينيين في العراق من قبل من وصفهم ب«عملاء الاحتلال في العراق بسبب عروبتهم ولأنهم فلسطينيون من المسلمين السنة وانتقاما من مواقفهم المساندة للنظام القومي السابق»، منتقدا عدم تدخل إيران لإنهاء معاناتهم ولو مرة واحدة. وأضاف :لم نجد مرجعية من التي تسمي نفسها آية الله تصدر فتوى واحدة تحرم قتل الفلسطينيين، ولم تصدر الحكومة الإيرانية شيئا من هذا القبيل. وفي حين اشار الحوراني إلى أن السلطة الفلسطينية تعمل على حل المشكلة عن طريق الاتصال بجلال الطالباني و مسعود البرزاني اللذين قال عنهما بأنهم لا يقدران على الخروج من بيوتهم ومكاتبهم وهم جزء من القوة العميلة التي جاءت لتحكم العراق، معتبراً أنه حل يمر في الاتجاه غير الصحيح، مؤكداً أن حل المشكلة هو عند العرب وليس عند غيرهم، داعيًا دول الخليج العربي التي تعمل فيها ملايين الخادمات من شرق آسيا إلى تأمين لقمة العيش لهولاء اللاجئين، وقال: هل تعجز دول الخليج عن استيعاب «15000» لاجئ. الناشطة الفلسطينية في مجال حقوق الإنسان «بريلا عيسى» سردت بعضا من معاناة اللاجئين باللهجة اللبنانية كونها إحدى اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ووصفت ما يحدث في العراق "بالحملة الإبادية من قبل قوات الحكومة العراقية، مطالبة الحكومات العربية باستضافة هؤلاء اللاجئين. وعبرت عن أسفها لعدم وجود إمكانية لحماية اللاجئين اللذين يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أساسيات ومقومات الحياة زيادة على معاناة القتل والتعذيب التي يقاسونها على أيدي قوات الحكومة العراقية. في سوريا والاردن لا يملك اللاجئون الفلسطينيون القادمون من العراق جوازات سفر عراقية أو اي وثيقة سفر اخرى، واوضحت بريلا في ورقتها المعنونة «الفلسطينيون المحاصرون في العراق» بأن اللاجئين الفلسطينيين جاؤوا إلى العراق في «3» موجات: اولاً في 1998م حين طرد الفلسطينيون من فلسطين الخاضعة للانتداب، وجاءت المجموعة الثانية من اللاجئين الفلسطينين إلى العراق بعد حرب 1967م، كما جاءت اخيراً، وهي المجموعة الثالثة- إلى العراق في العام 1991م حين طردوا من الكويت ودول خليجية اخرى بعد حرب الخليج في نفس العام. وانهت بريلا ورقتها بالقول: ان الحجم الدقيق للجالية الفلسطينية في العراق غير معروف حيث تقدر «هيومان رايتس ووتش» وجود حوالي «34» الف لاجئ فلسطيني في العراق في 2003م، وسجلت اللجنة العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة حوالي «23» الف لاجئ فلسطيني في نفس العام، لكنهم لم يستطيعوا مواصلة عملية التسجيل بسبب الاحتلال الاميركي والقتال والعنف لاحقاً. وذكرت بريلا عيسى في ورقة عمل لها مقدمة إلى الندوة بأن وضع الفلسطينيين في العراق مريع، فمنظمة «هيومان رايتس ووتش» تفيد في تقريرها أن لا مكان للهرب في ايلول 2006م وان امن اللاجئين الفلسطينيين في العراق تدهور بشدة منذ سقوط حكومة صدام حسين في العام 2003م، ووسط العنف الواسع الانتشار السياسي الدافع والاجرامي في العراق استهدف الفلسطينيون اكثر من الاقليات الأخرى بسبب الاستياء من الامتيازات التي نالها الفلسطينيون خلال حكم صدام حسين. واشارت «بريلا» بأن اللاجئين الفلسطينيين الراغبين في الهروف من العراق يواجهون عقبات اعظم مقارنة بالمواطنين العراقيين، بما في ذلك الجاليات الاقلوية الاخرى المعرضة للتهديد فقد اغلقت البلدان المجاورة حدودها امام اولئك اللاجئين في العراق وعلى خلاف العدد الهائل للاجئين العراقيين الآن. وفي نفس الاطار لخص السيد رضوان نويصر- من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة- في ورقة عمل أخرى قدمت في الندوة حول وضع اللاجئين الفلسطينيين داخل العراق، بأن الفلسطينيين داخل العراق وكذلك اولئك الذين فروا منه إلى الدول المجاورة يواجهون وضعاً انسانياً سيئاً بحيث يفتقرون إلى الحماية الاساسية كلاجئين. واشار بأن وضع اللاجئين الفلسطينيين في العراق غير قابل للاحتمال، في حين يعيش اولئك الذين فروا خارج العراق إلى الاردن وسوريا في ظروف مهينة ومقلقة، مضيفاً بأن الفلسطينيين في العراق يعانون من حالة انعدام الامان اسوة بباقي المواطنين العراقيين، اضافة إلى ذلك فهم مستهدفون بشكل خاص بالمعاملة التمييزية واعمال العنف وكونهم يشكلون شريحة كبيرة من الاقلية الاجنبية وفئة ذات اهمية خاصة، وكونهم استفادوا من عدد كبير من الامتيازات في ظل النظام السابق، فان اللاجئين الفلسطينيين هم اكثر عرضة لخروقات حقوق الانسان والتي تصل غالباً إلى مستوى الاضطهاد، فهم يفتقرون إلى الحماية الملائمة سواء اكانت اجتماعية أو قبلية أو من قبل سلطات الدولة. ودعت الورقة كل الاطراف المشاركة وذات الصلة والمجتمع الدولي بصفة عامة التحرك لتأمين حماية للفلسطينيين داخل العراق، اضافة إلى اولئك الذين فروا منه إلى الدول المجاورة، وانه من المهم فصل الاحتياجات الانسانية المباشرة للاجئين الفلسطينيين في العراق أو الفارين منه على المسألة الاوسع الخاصة باولئك اللاجئين في الشرق الاوسط، وعلى نفس الدرجة من الاهمية يقع على عاتق المجتمع الدولي تفادي تعقيد اضافي لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين والذي قد يولده التدفق الكبير للفلسطينين من العراق. وذكرت الورقة بأن الفلسطينيين في العراق اصبحوا هدفاً للاعتقال العشوائي والسجن والاتهامات الملفقة والاختطاف والارتهان والتعذيب وحتى القتل التعسفي.