تنظم جمعية كنعان لفلسطين صباح غد الثلاثاء ندوة فكرية عن (أحوال ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين في العراق)، في بادرة هي الأولى التي يحتضنها بلد عربي، لتسليط الضوء على المأساة الإنسانية التي تعيشها آلاف الأسر الفلسطينية المنكوبة التي لجأت إلى العراق منذ سنوات سابقة للغزو الأمريكي. وأكدت مصادر الجمعية ل"نبأ نيوز": أن الجمعية ستستضيف شخصيات عربية بارزة بينها محمد سعيد بركة- برلماني فلسطيني، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمودة، وعبد الله الحوراني- عضو منظمة التحرير الفلسطينية، والسيدة بريلا عيسى – ناشطة حقوق الإنسان في بيروت. وسيتطرق المتحدثون إلى طبيعة وحجم الانتهاكات الحقوقية الإنسانية التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في العراق، في إطار دوامة العنف والإرهاب التي تجتاح العراق منذ الغزو الأمريكي- الأوروبي للعراق في أبريل 2003م، والمواقف العربية والدولية إزاءها، والتصورات الكفيلة بتخفيف معاناتهم وتوفير الحماية لهم. يشار الى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في العراق نحو 40.000 (أربعون ألف) لاجئ، وكان السبب الأساسي لتشردهم هو طردهم من ديارهم بعد قيام دولة إسرائيل 1948 وممارستها عمليات إجلاء وتهجير قسري وعقوبات جماعية، ويشمل هذا الرقم القسم الاكبر من اللاجئين الفلسطينيين، أما القسم الثاني، فقد وصل الى العراق بعد عدوان حزيران (يونيو) عام 1967، والقسم الثالث جاء الى العراق بعد غزو القوات العراقية للكويت 1990 وما بعدها وما تبعها من اضطرار الفلسطينيين الى الهجرة من الكويت. وطبقاً لتقرير وزارة شؤون اللاجئين الفلسطينية لشهر فبراير الماضي ، فإن اللاجئين الفلسطينيين في العراق تعرضوا ل(31) اعتداء عنيفاً خلال شهر فبراير الماضي، على يد ميليشيا مسلحة وقوات الاحتلال الأمريكي، ومازالت الاعتداءات متواصلة. وقالت الوزارة، في تقرير أصدرته الأربعاء الماضي (14/3)، دائرة لاجئ الشتات التابعة للإدارة العامة للتنسيق والمتابعة، أن (8) لاجئين فلسطينيين قتلوا على أيدي الميليشيات والقوات الأمريكيةوالعراقية في حوادث مختلفة، وجرى اختطاف ما لا يقل عن (15) لاجئ فلسطيني من قبل الميليشيات والقوات الأمريكية، وتم الإفراج عن (2) منهم والعثور على جثتي (2) آخرين، فيما لا يزال مصير الباقين مجهول لذويهم، مع تأكيدات على وجود عدد منهم في سجون غير رسمية تديرها الداخلية العراقية. وبين التقرير: أن عدد المهجرين من منازلهم والفارين إلى مخيمات الشتات الجديدة على الحدود العراقية السورية، بلغ (136) لاجئاً فلسطينياً على الأقل، معظمهم توجهوا إلى مخيم الوليد، حيث أصبح هذا المخيم ملاذاً أخيراً لأكثر من (517) لاجئاً فلسطينياً. وسجل التقرير، ما يزيد عن(7) محاولات دهم واعتداء على تجمعات الفلسطينيين في العراق، خاصة في بغداد وضواحيها، تمثلًت هذه الاعتداءات في التفتيش وكسر الأبواب والضرب للسكان وسرقة الأجهزة والأموال، وتخريب محتويات البيوت، واعتقال واحتجاز عدد من اللاجئين. وأوضح التقرير، أنه مع استمرار استهداف اللاجئين الفلسطينيين في العراق بأبشع أنواع الظلم والقتل والتشريد والملاحقة والمداهمات، يستمر سقوط الشهداء والجرحى وتخريب البيوت واختطاف الآمنين وتهجير المهجرين لتتوالى على الفلسطينيين في أرض العراق ويلات العذاب وحياة التشرد واللجوء والشتات. وأشار التقرير، إلى أنه لا يمكن حصر كل الاعتداءات التي يتعرض لها الفلسطينيون في العراق، لأن كثيراً منها لا يصل إلى وسائل الإعلام، ولا تعيرها اهتماماً. ودعا التقرير، وسائل الإعلام المختلفة إلى تسليط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين بالعراق، وفضح الجرائم البشعة الممارسة ضدهم، والضغط باتجاه إيجاد حلول سريعة لقضيتهم الإنسانية. ولفت التقرير، إلى الأوضاع المأساوية والصعبة جداً التي تعيشها الجالية الفلسطينية بالعراق منذ الاحتلال الأمريكي، وبدء استهدافهم من قبل المجموعات المسلحة. وأكد التقرير، على مواصلة المسلسل الدموي وعمليات الملاحقة والتنكيل والخطف ضد اللاجئين الفلسطينيين بالعراق، بهدف إجبارهم على الرحيل، وترك منازلهم وممتلكاتهم. وشدد التقرير، على أن الوزارة تعمل كل ما بوسعها من أجل وقف معاناة اللاجئين المتواجدين والفارين من العراق، وكذلك العالقين حالياً قرب الحدود العراقية السورية والأردنية. ونوه التقرير، إلى أن الحكومة الفلسطينية، ووزارة شؤون اللاجئين، لن تتخل عن هؤلاء اللاجئين، وستسعى لوقف معاناتهم بأسرع وقت ممكن. وجدد التقرير، دعوة الوزارة للحكومتين السورية والأردنية للسماح بدخول اللاجئين الفارين من العراق واللاجئين العالقين قرب حدودها إلى الأراضي السورية والأردنية لوقف معاناتهم الكبيرة. وأكد التقرير، أن الوزارة تجري اتصالات ومراسلات متواصلة من أجل تسهيل دخول اللاجئين العالقين في مخيمات الرويشد والتنف والوليد إلى أراضي سوريا والأردن.