دعت منظمة الغذاء العالمية (فاو) اليمن إلى التزام أقصى درجات الحيطة والحذر، والمراقبة الدقيقة لحقول القمح، بعد الكشف عن انتقال "فطر" سام - يعد من أخبث الأنواع المعروفة-إلى أراضيها قادماً من أفريقيا ، مؤكدة أن "كارثة غذائية عالمية قد يواجهها العالم جراء هذا الداء الخبيث". وقالت الفاو- في تقرير أصدرته أمس الجمعة وحصلت "نبأ نيوز" على نسخة منه: أن فطر سام بدأ باجتياح مساحات واسعة مكن مزارع القمح قادما من أفريقيا إلى اليمن وشبه الجزيرة العربية، مشيرة إلى أن الفطر المسمى "صدا الساق" أو "صدأ القمح الأسود" من شأنه التسبب بخسائر فادحة والقضاء التام على جميع حقول القمح. وأضافت: أن بعثة منظمة الفاو العاملة في الميدان أكدت لأول مرة أن هذا الصدأ بدأ يصيب حقول القمح اليمنية، وان النوع الذي تم الكشف عنه في اليمن يعد الأكثر خبثاً وسميّة من النوع المعروف في شرق أفريقيا، وأن المنظمة قامت بإرسال عينات منه إلى كندا والولايات المتحدة من اجل التحليل، محذرة من أمكانية انتقاله إلى السودان ايضاً. وحذرت المنظمة اليمن بشكل خاص من ضرورة البقاء في حالة يقظة ومراقبة الحقول بشكل متواصل وأن تعمل على التدرب والتحضير للتدخل المباشر والسيطرة على مواضع الإصابة بالمرض. وأضافت المنظمة أن أكثر من 80% من مختلف المساحات المزروعة بالقمح في آسيا وأفريقيا معرضة للإصابة بهذا الداء الجديد، مشيرة إلى أن الجراثيم الناقلة غالباً ما تحملها الرياح لمسافات شاسعة عبر القارات. وذكر جاكويس ديوف- مدير عام منظمة الفاو: أن المحصول العالمي للقمح معرض للخطر فيما لو تفشى فطر "صدأ الساق" في البلدان المنتجة الرئيسية للقمح، مبيناً أن الفطر يستطيع الانتشار بسرعة وهناك احتمال أن يتسبب بوباء زراعي عالمي جراء تكبد محاصيل القمح خسائراً بعدة مليارات الدولارات، كما أنه قد يتسبب بزيادة أسعار القمح وبأزمة في الغذاء العالمي. علاوة على أن البلدان النامية التي تعتمد على القمح ولا تمتلك بدائل متعددة عنه قد تتعرض بشكل خاص لضربة موجعة. ونوهت إلى أن أول ظهور لهذا الداء كان في أوغندا عام 1999م ثم ما لبث أن انتشر وامتد إلى كينيا وإثيوبيا.