أكد الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية أن زيارته للولايات المتحدةالأمريكية ستمثل مناسبة سوف يغتنمها لدعوة الشركات والمستثمرين الأمريكيين مجدداً للاستثمار في اليمن، مؤكدا بأنهم سيحضون بكل الرعاية والتشجيع بما يحقق الفائدة والمصالح المشتركة للجانبين. وأضاف الرئيس لدى مغادرته العاصمة صنعاء اليوم متوجها إلى واشنطن:" هناك نماذج ناجحة للاستثمارات الأمريكية في اليمن, ونحن مقبلون خلال الفترة القادمة وكما أكدنا في مؤتمر فرص الاستثمار في اليمن على اتخاذ المزيد من الإجراءات الهادفة لتقديم المزيد من التسهيلات أمام المستثمرين وتبسيط الإجراءات أمامهم في إطار نظام النافذة الواحدة عبر الهيئة العامة للاستثمار وإيجاد بيئة استثمارية آمنة وجاذبة للمستثمرين" . وعبر عن تفاؤله بمستقبل الاستثمار في بلادنا، مشير ا إلى أنه وأثناء زيارته واشنطن " سنجري مباحثات مع الرئيس بوش والمسئولين في الإدارة الأمريكية تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة القائمة بين بلدينا الصديقين وتنمية التعاون المشترك بينهما في مختلف المجالات". وأشاد في ذات الصدد بالتنامي الذي تشهده علاقات التعاون بين بلادنا والولاياتالمتحدة. وأعرب الرئيس عن ارتياحه للتنامي المضطرد الذي تشهده العلاقات اليمنية- الأمريكية لما فيه تحقيق المصالح المشتركة للشعبين اليمني والأمريكي ". وأضاف :" كما ستتناول مباحثاتنا المستجدات وتطورات الأوضاع الراهنة إقليميا وعربيا ودوليا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها الأوضاع في فلسطينوالعراق ولبنان ودارفور والصومال بالإضافة إلى المبادرة العربية للسلام ". وتابع الرئيس قائلا :" نحن نتطلع كثيراً إلى دور أمريكي فعال للدفع بعملية السلام في المنطقة من خلال إقناع إسرائيل بالقبول بالمبادرة العربية للسلام والتي تم التأكيد عليها مجدداً في قمة الرياض دون أي تعديل أو انتقاص منها، وفي مقدمة ذلك حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والانسحاب الإسرائيلي إلى حدود 4 يونيو عام 1967م ". وأكد فخامة الرئيس أن المبادرة العربية تمثل اليوم خياراً عربياً ودولياً واقعياً لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة, استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي - الإسرائيلي. وأردف صالح قائلا :" من مصلحة الجميع تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة طبقاً للأسس التي عبرت عنها المبادرة العربية, وبدون ذلك فان السلام في المنطقة سيكون مستحيلاً وصعب المنال". وقال رئيس الجمهورية :" ما من شك .. أن الجمهورية اليمنيةوالولاياتالمتحدةالأمريكية تربطهما شراكة متطورة في مختلف المجالات ومنها مكافحة الإرهاب" . ومضى قائلا :" والحمد لله فقد حققت اليمن نجاحات ملموسة في حربها ضد الإرهاب، وهي شريك فاعل للولايات المتحدةالأمريكية وللمجتمع الدولي في مكافحة هذه الآفة الخطيرة التي لا دين ولا وطن لها ويعاني منها الجميع وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم ". وأختتم فخامة الرئيس تصريحه بالقول :" إن مثل هذه اللقاءات المتكررة وتبادل الزيارات بين المسئولين في البلدين وعلى مختلف المستويات، تعزز من العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بينهما وتفتح أمامها آفاقاً واسعة لترجمة التطلعات المشتركة للشعبين اليمني والأمريكي. من جهته قال وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي أن زيارة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية التي بدأها اليوم تلبية للدعوة الموجهة لفخامته من فخامة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش تكتسب أهمية خاصة للدفع بعلاقات التعاون بين البلدين الصديقين إلى الأمام وتوسيع اطر التعاون القائمة حاليا بما يسهم في فتح آفاق رحبة للشراكة الاستراتيجية في ضوء توصيات مركز الشرق الأدنى والدراسات الاستراتيجية الأمريكي في ختام ندوة الحوار عن العلاقات اليمنيةالأمريكية التي نظمها في فبراير الماضي بصنعاء . وكشف وزير الخارجية في تصريح لوكالة "سبأ" إن مباحثات القمة اليمنيةالأمريكية التي ستتناول التعاون الثنائي القائم بين البلدين وآفاق تعزيه في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والزراعية والتجارية ستناقش أيضا سبل تعميق التعاون بين القطاع الخاص في البلدين وتحفيز رجال الأعمال والشركات الأمريكية للاستثمار في اليمن ، إلى جانب استعراض النجاحات التي حققتها اليمن في تعميق وترسيخ النهج الديمقراطي والإصلاحات الاقتصادية والقضائية والحكم المحلي. مبينا أن من بين القضايا المدرجة على جدول أعمال القمة .. بحث تطورات الأوضاع على الساحة الإقليمية وفي مقدمتها الصراع العربي الإسرائيلي وكذا دعوة الرئيس الأمريكي إلى تبني المبادرة العربية للسلام كأساس للحل الشامل والعادل ،إلى جانب بحث الأوضاع في العراق وأزمة دارفور بالسودان وأهمية إيجاد الحل لهما في إطار الحوار بين كافة الأطراف في البلدين". وأشار الدكتور القربي إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تنظر بعين التقدير لما تحقق في اليمن من استقرار سياسي ورسوخ في النهج الديمقراطي القائم على التعددية الحزبية وحرية التعبير وحقوق الإنسان وتحقيق خطوات هامة نحو اللامركزية الإدارية وجهود اليمن في مكافحة الإرهاب ، وإسهامها الايجابي في تعزيز مناخات الاستقرار والأمن والتنمية في منطقة الشرق الأوسط والقرن الإفريقي .. وتعزز ذلك التقدير بعد النجاحات التي حققتها اليمن في برنامج الإصلاح الوطني والانتخابات الرئاسية والمحلية الأخيرة والتي مثلت نقلة نوعية في الممارسة الديمقراطية . وأوضح القربي أن هذا التقدير عكس نفسه على زيادة حجم المساعدات الأمريكية لليمن لدعم المشاريع التنموية وتطوير القدرات الأمنية وإسهامها في إنجاح مؤتمر المانحين لتأهيل الاقتصاد اليمني وتسريع اندماجه في محيطه الإقليمي وإعادة اليمن للاستفادة من برامج صندوق تحديات الألفية. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قد رحبت بزيارة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية لواشنطن. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو أن الرئيس بوش سيجتمع في واشنطن في الثاني من مايو المقبل مع الرئيس علي عبد الله صالح. وقالت إن محادثات القمة ستتناول التقدم الذي أحرزته اليمن أخيرا في مجال الإصلاح السياسي والاقتصادي وسبل تعزيز التعاون بين البلدين.