أكدت مصادر محلية ل"نبأ نيوز" أنه تم في ساعة متأخرة من مساء يوم السبت الإفراج عن جبر البناء الذي كان معتقلاً لدى سلطات الأمن السياسي بتهمة الإرهاب، والذي سبق أن أعلنت الإدارة الأمريكية عن مكافأة (5) ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى إلقاء القبض عليه. وقالت المصادر- من أقارب البناء- أن جبر تم إطلاق سراحه وقد وصل منزله في قرية "يهر" من مديرية جبن/ محافظة الضالع قبل ساعتين من إعداد هذا الخبر (أي الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل). ولم تكشف المصادر عن تفاصيل أخرى نظراً لوصوله للتو لأسرته وعدم تمكنه من شرح تفاصيل ما حدث في ظل وجود حشود المهنئين بإطلاق سراحه.. وستقوم "نبا نيوز" خلال الساعات القادمة بنشر تفاصيل الحدث، من خلال لقاء تجريه مع البناء عبر مراسلها في الضالع المتواجد حالياً مع البناء. وكانت الولاياتالمتحدة طالبت اليمن باعتقال جبر البناء بإدعاء تزعمه خلية "لاكوانا/ 6" التي من بين أعضائها شعفل مسعد (25 عام)، مختار البكري (23 عام)، فيصل جلاب (27 عام)، ساهم الوان (30 عام)، وياسين طاهر (25 عام)، ويحيى جوبع (26 عام) الذي قدم معلومات هامة للحكومة الأمريكية فشملته ببرنامج حماية الشهود، فيما الشخص الآخير هو جبر البناء الذي لم تستطع الولاياتالمتحدة في عام 2003م القبض عليه نظراً لوجوده في اليمن، فيما ألقت القبض على الآخرين داخل الولاياتالمتحدة، الأمر الذي دفع ال (أف. بي. آي) إلى تخصيص مكافأة قدرها (5) مليون دولار لمن يفيدها بمعلومات تقود إلى إلقاء القبض عليه. لكن في أواخر عام 2003م ألقت السلطات اليمنية القبض على جبر البنا، بعد وساطة قام بها قيادي رفيع في الحزب الحاكم حصل بموجبها على تعهدات من السلطات الأمنية بعدم تسليمه للولايات المتحدة مقابل أن يسلم نفسه، فكان أن سلم نفسه إلى إدارة أمن محافظة تعز، وتم احتجازه لاحقاً لدى الأمن السياسي بصنعاء، حتى تمكن مجدداً من الفرار ضمن مجموعة ال(23) معتقلاً الذين فروا من السجن في مايو الماضي. وكان البناء -(39 عاماً) من مواليد قرية "يهر" بمديرية جبن محافظة الضالع- دخل الولاياتالمتحدة على خلفية والديه الأمريكيين بالتجنس، وعمل في شركة "كريسلا" لصناعة السيارات بمدينة لاكوانا ولاية بافلو. وهناك أقام جبر البناء علاقات مع ستة أشخاص اتهموا بالاشتراك في تدريبات عسكرية بإحدى المعسكرات العائدة لتنظيم القاعدة في أفغانستان التي ذهبوا إليها في ربيع عام 2001م عبر الولاياتالمتحدة. وفيما عاد رفاقه من أفغانستان إلى الولاياتالمتحدة قبيل أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فإن البناء ظل خارج أمريكا واختفت أخباره حتى إلقاء القبض عليه من قبل الأمن اليمني أواخر 2003م. وكان اعتقال هذه المجموعة التي أطلقت عليها الولاياتالمتحدة اسم " لاكوانا سكس" على إثر اعتقال رمزي الشيبه أحد الرؤوس المدبرة لأحداث سبتمبر في شقه بإحدى المدن الباكستانية وإدلائه بمعلومات قادت إلى القبض على أول رجل من مجموعة لاكوانا وهو "مختار البكري" أثناء استعداده للزفاف في البحرين. فكان اعتقال البكري هو فاتحة اعتقال بقية أفراد الخلية المذكورين أعلاه. وكانت السلطات الفيدرالية الأمريكية أشارت في وقت سابق بأن أفراد خلية "لاكوانا" المدانين بتقديم الدعم المادي لتنظيم القاعدة. قدموا معلومات في غاية الأهمية كانت بمثابة المعين الرئيس للتحريات الحكومية حول الإرهاب. حيث أن المعلومات التي قدموها كانت تشمل على تفاصيل بخصوص جوانب مهمة مثل: - وسائل تجنيد القاعدة – بما فيها كيفية التوصل إلى مجندين من بين الشعب الأمريكي. - وسائل نقل المجندين من بلدانهم الأصلية إلى معسكرات التدريب في الخارج. - كيفية تعبئة المجندين بالعدائية ضد أمريكا. - وصف لعدد من قيادات القاعدة، والمدربين والمجندين في صفوفها. - تدريبات الأسلحة والمتفجرات في معسكرات القاعدة بأفغانستان والتدريبات على الأعمال الإرهابية. - أماكن أو مقرات القاعدة، وتحركاتها داخل وخارج أفغانستان. وعلى اثر المعلومات التي أدلوا بها تقدم محاموهم للمحكمة بطلب نقل مكان اعتقالهم إلى موضع قريب من وطنهم – اليمن- ليتسنى لأسرهم تفقد أحوالهم ، وقد وافقت السلطات القضائية آنذاك على الطلب، إلاّ أن السلطات الفيدرالية لم تأخذ به، وهو الأمر الذي جعل من نقلهم من غوانتنامو إلى أنديانا موضع حيرة وجدل المحامين الذين لم يستطيعوا تفسير ما جرى.