تحقيق الوحدة لم يكن مجرد صدفة أو حظ، فقد كانت نتيجة تراكمات من الاتفاقيات، والصراعات، والمنازعات الحدودية وصراع أيدلوجي كانت قوى خارجية إقليمية ودولية هي المؤثر الرئيسي في إدارة أدوات الصراع، والتي كانت سبباً في الصراع الحدودي. وقد كانت المناطق الوسطى هي محرقة هذا الصراع، وكان اغلب أبناء هذه المناطق هم ضحية هذا الصراع ، فرائحة البارود وأصوات الكلاشنكوف هي الروتين اليومي وجزء من حياتها. عندما تحققت الوحدة الألمانية، وفي يومها الأول كنت متواجدا في ألمانيا وفي جزئها الشرقي، وقد أتت بعد تحقيق الوحدة اليمنية.. وبما إن الأمة الألمانية تعرف ما ستحققه من نتائج ايجابية، وما سيؤثر على اقتصادها لهذا ومن اجل مواجهة المستقبل الجديد للأمة الألمانية رصدت ميزانية محددة لدعم ألمانيا الشرقية من اجل مواكبة التطور والتحديث لما هو موجود في ألمانيا الغربية. وما نريد توضحيه أن المناطق الجنوبية لم تكن ألمانيا الشرقية، والمناطق الشمالية لم تكن ألمانيا الغربية، أضف إلي ذلك أن إمكانيات الجمهورية اليمنية في حينها لا تمتلك ما تقدمه للمناطق الجنوبية من اجل دعم البنية التحتية التي توفرت في المناطق الشمالية بنوع ما.. وقد كانت أهداف الوحدة اليمنية في حينها وقف الحروب، وإزاحة البراميل، وتجميد الاختلافات الفكرية.. فتحققت الوحدة اليمنية بفضل تفاعل جميع الأحزاب السياسية ومشاركة جميع النخب الاجتماعية وبعهد الرئيس صالح التي سوف تحسب له تاريخيا. إن الثورات الحقيقية في الدول الحديثة ليس الثورة في حد ذاتها ولكن الاستمرارية في تحقيق أهدافها، وما من شك أن الوحدة اليمنية لها أهداف وأساسيات ولابد من الاستمرار للعمل لتحقيقها، والعمل على تحقيق الوحدة الاجتماعية التي يحاول البعض في شقها؛ وهذا هو التحدي الحقيقي الذي يواجه اليمنيون- حكام ومعارضة ومؤسسات تقليدية وحديثة. كان هناك من يعتقد أنه بتحقيق الوحدة سوف يرزق من حيث لا يحتسب، وان مؤسسات الدولة بمختلف أشكالها سوف تهتم بمواطنها فردا فردا، وان الأوضاع الاقتصادية بجانب ما تحقق من استقرار امني سيكون أكثر استقرارا.. وهم بذلك يتجاهلون أن الدورة والحركة الاقتصادية تولد من رحم أسواق العرض والطلب! وفي الجانب الآخر هناك من يعتقد أن تحقيق الوحدة واستمرارها مربوط بسياسة "الفيد"، وهم بذلك يتجاهلون أن الشرعية الدستورية وتحقيق دولة القانون هي في طريقها للتنفيذ وهي تحتاج إلي وقت. فقد أثبتت الأيام أن الأرزاق الحكومية العشوائية قد تقلصت وبسبب الأوضاع الاقتصادية لم يعد لسياسة "الفيد" الاستمرار والبقاء. مبروك للشعب اليمني عيد الوحدة المبارك.. وتحية خاصة ووقوف بكل احترام وتقدير لكل شهدائها الأبرار وليكون 22 مايو هو يوم الإنجازات، والانتقال من نجاح إلي آخر. فقد تحققت الوحدة ولابد من ترسيخ أهدافها من اجل الاستمرار في احتفالنا بعيدها - عيد الأعياد.