إن هذا السؤال الذي عنونت به مقالي هذا هو سؤال سألني إياه ابن أخي، فهل لديكم –قرائي الكرام- جواب له؟! كان مبعث هذا السؤال رؤية ابن أخي لما ورد في نشرة أخبار الفضائية اليمنية من مناظر وتعليقات على الحادث الإرهابي الأخير الذي وقع في مأرب ومات إثره سبعة سياح أسبان ويمنيين، وعندما عرف ابن أخي أن (القاعدة) كانت وراء الحادث سأل هذا السؤال، فهل من إجابة؟ كيف يمكن لأطفالنا أن لا يصابوا بالانفصام وهم يرون أمامهم إسلامين، أحدهما يدعو إلى الخير والحب والسلام، والآخر يدعو إلى الشر والبغض والإرهاب؟ كيف لهم أن لا تختلط الأمور في أذهانهم الغضة وهم يربطون بين (الإسلام) والقتل؟ كيف لهم أن يشبوا أسوياء وهم مشوشون بين الإسلام الذي نربيهم عليه، والإسلام الذي يرونه أمامهم على شاشات التلفاز!؟نستطيع –نحن البالغين- أن نميز بين الإسلام، والمتدثرين به، المستغلين له، والمتمترسين خلفه، لكن كيف لأبنائنا وبناتنا أن يفعلوا؟! نستطيع أن ندرك أن هؤلاء ليسوا إلا مارقين، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، لكن أبناءنا وبناتنا لا يدركون، وينعكس ذلك بصورة سلبية على تمسكهم بدينهم وإيمانهم. ما الذي فكر فيه هذا المجرم وهو يقوم بفعلته الشنعاء؟ هل كان مخدراً بضلالات لا يمكن لأحد أن يستسيغها لو أعمل العقل لمناقشتها وجادل فيها، أم أنه انصاع لمقولتهم: (لا تجادل يا أخي). ما الذي اعتقد هذا الملعون أنه فاعله وهو يسلب الناس ما لا حق له فيه، ويجعل من نفسه (إلهاً) يميت من يشاء؟! ما الذي يريده هذا المأفون وأمثاله؟! إن الغريب في الأمر أنهم حين يقومون بعملية كهذه لا يقولون لنا –نحن الضحايا- لماذا قاموا بذلك، فما الذي يريدونه؟ كيف لنا أن (نتعلم) من هذا الدرس ونحن لا نعرف أساساً لماذا قاموا بهذا العمل. هلا أخبرتمونا، هل هو (احتجاجاً) على (السياح) أم (جهاد) في غير موضعه، أم أنه (ترويع) لنا؟! لن نفهمكم، لأن (لغتكم) غير لغتنا، وتفكيركم غير تفكيرنا، ومن تصرفاتكم نستنتج أيضاً أن (دينكم) غير ديننا فكفوا عن التحدث باسمه. وختاماً، حتى لا يكون الموضوع إنشائياً بحتاً، أتوجه إليكم بمقترح بسيط، فنحن نعرف أن من قتل مسلماً لا يمكن أن تدوس قدماه الجنة قال تعالى: ((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً))، والآية واضحة في ذلك، وأنا أدعو أن نتمثل الآية فندعو في كل صلاة وبالذات في مساجدنا وأيام الجمع، فنقوم بعد الصلاة جميعاً بالدعاء: (اللهم إنهم قد قتلوا المؤمنين عمدا، فاغضب عليهم والعنهم واعدد لهم عذاباً عظيماً، وأنت المنتقم الجبار يا رب العالمين). وفي كلمة أخيرة، وعلى الرغم من أنني لا أريد خلط الجد بالمزح، إلا أن شيئاً لم يفق الجريمة الإرهابية الشنيعة بشاعة، إلا أخبار الفضائية اليمنية التي استمرت أكثر من ساعتين، فارحمونا يرحمكم الله.