أقر المؤتمر الوطني للتعليم الثانوي في ختام جلساته اليوم الخميس الاستراتيجية الوطنية للتعليم الثانوي، بعد جلسات استمرت للفترة (17 – 19) يوليو/ تموز ، شارك فيها أكثر من 350 شخصية تربوية وممثلو مؤسسات دولية مانحة، ومنظمات مجتمع مدني، ورؤساء جامعات، ووزراء تربية سابقون، وقطاعات مختلفة من ذوي العلاقة. وفي كلمة ختامية وصف الدكتور عبد السلام الجوفي- وزير التربية والتعليم- ما وصل اليه المؤتمر بأنه مفترق طرق بين ما قبل الاستراتيجية وما بعدها بعد أن اقر المؤتمر الاستراتيجية الوطنية، معلناً أن وزارة التربية والتعليم تعتبر الاستراتيجية "بأنها من اليوم برنامجها التنفيذي- وهو المنفذ أساساً للبرنامج الانتخابي للأخ الرئيس- قد بدأ فعلا في مجال التعليم الثانوي، والوزارة من هذا العام ستعمل على وضع البرامج التنفيذية المنفذة للاستراتيجية الوطنية بعد أن يقرها مجلس الوزراء لكي تصبح استراتيجية وطنية لا تهم وزارة التربية والتعليم ومؤسساتها، ولا المهتمين بالشأن التربوي فقط، لكنها تصبح ورقة عمل للحكومة ملزمة لكافة قطاعاتها من المالية والتخطيط والإدارة المحلية وكافة الأطر العامة". وأكد: لقد شاركنا الرأي عدد كبير جدا من المؤسسات التمويلية الدولية والدول المانحة، لأنها بالفعل تعتبر تطوير التعليم الثانوي عملية مهمة جدا بعد إن تحدثنا عن تطوير التعليم الأساسي وحصل على دعم- قد لا يكون كافي لسد الفجوة التمويلية ولكنه كان كافي لبدء العملية التعليمية وتطوير التعليم الأساسي- ننظر باحترام للمؤسسات الدولية التي أبدت مبدئياً استعدادها لدعم وتطوير التعليم الثانوي. وأشار إلى أن التعليم عملية تشاركية ومسئولية الجميع ومنظمات المجتمع الدولي والسلطات المحلية وأصبحت سياستنا مع الإدارة المحلية أصبحت اقرب إلى أن تنضج وأصبح هناك تفهم لقضايا التعليم وتفهم من خلال المشكلات التي ظهرت. كما كشف الدكتور الجوفي عن تأجيل التشعيب إلى عام 2008م، منوهاً إلى أن الورقة المقدمة بهذا الخصوص كانت متميزة ولكن "لا يمكن خلال يومين أو ثلاثة إن نحدد مستقبل أبنائنا"، وسيبدأ وضع التصور المقترح موضع الدراسة الجادة داخل الأطر بوزارة التربية والتعليم ويعرض على مجلس الوكلاء، ثم سيتم تطبيقه على مدارس محددة في بادي الأمر. وأكد أن القرارات التي خلص إليها المؤتمر "ستكون ملزمة وسيتم تقنينها، وستكون هناك آليات ومؤشرات للقياس" بالاستفادة من الخبرات التي تراكمت عبر تنفيذ استراتيجية التعليم الأساسي. وفي تصريح خاص ل"نبا نيوز"، قال الدكتور عبد العزيز بن حبتور- نائب وزير التربية والتعليم، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر: أن المؤتمر خرج بسلسة من القرارات كان أبرزها إقرار الاستراتيجية الوطنية للتعليم الثانوي، وتطوير فكرة التشعيب للتعليم الثانوي، وإعادة هيكلة بنية التعليم الثانوي، بالإضافة إلى موضوع تحسين النوعية وانتشار التعليم، وحق المساواة في الحصول على فرصة التعليم الثانوي لأبنائنا. وأضاف: لقد شعرنا بأن هناك رضا كامل من قبل كل أعضاء المؤتمر من خلال المداخلات والمناقشات وكان مؤتمر متميز و ناجح جدا، وأظهر فيه التربويون والتربويات قدرة عالية على العمل والتنظيم والمساهمة في إنجاز المهام الكبيرة. هذا وشملت التوصيات التي خرج بها المؤتمر الوطني للتعليم الثانوي أن "يقتصر التوظيف للعمل للمعلمين في المرحلة الثانوية لخريجي كلية التربية، مع التنسيق بين الوزارة وكليات التربية بما يلبي الاحتياجات القائمة والمسستقبلية". وكذلك "إعادة النظر في نظام التشعيب بعد دراسة معمقة ودقيقة ومتأنية لواقع الحال ومتطلبات التغيير والاختيار للأفضل من نماذج التشعيب الممكنة بما يضمن مراعاة تفاعل وتكامل التعليم الثانوي مع مستويات التعليم الأخرى الموازية له (فني- مهني) والتالية له (العالي والجامعي). كما تضمنت التوصيات الفصل بين مدارس التعليم الأساسي والثانوي، وإنشاء مواقع الكترونية للمدارس الثانوية،وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في التعليم الثانوي، وتطوير المناهج الدراسية، وتكثيف التدريب للكوادر، وتنويع مصادر تمويل التعليم، وتطوير آليات القياس والتقويم وربط ترقيات المعلمين بالدورات التدريبية ووضع آليات تحفيزية للفتيات.