دعا الدكتور علي محمد مجور- رئيس الوزراء- إلى ا لتجديد في وسائل التعليم وأساليبه، وتغيير وظيفته التقليدية إلى وظيفة تستوعب كل متطلبات العصر ومستجداته، وحث الوزارات المعنية بالتعليم على التفاعل مع توجهات وزارة التربية والتعليم وتسخير خبراتها وتجاربها المتراكمة لما من شأنه إخراج الاستراتيجية الوطنية للتعليم الثانوي والمساهمة الجادة في إعادة توظيب بيئة التعليم الثانوي وفق أسس علمية سليمة. وقال مجور – في كلمة على هامش افتتاح أعمال المؤتمر الوطني للتعليم الثانوي المنعقد بصنعاء بمشاركة نحو (350) شخصية تربوية-أن الأهمية التي يكتسبها التعليم الثانوي في عملية التنمية الحقيقية الشاملة باعتباره استثمار بشري وحق إنساني تكفله الدولة وتيسره لجميع أبنائها بما يحقق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص فقد عملت الدولة على التوسع في التعليم وحققت نهضة لا مثيل لها قياساً لما كان عليه حال التعليم عند انطلاق ثورتي سبتمبر وأكتوبر. وأشار مجور إلى التحولات الهائلة التي شهدها العالم في جميع مجالات الحياة مما تفرض على مؤسسات التعليم بصورة عامة والتعليم الثانوي بصورة خاصة الاستجابة للمتغيرات والتحولات ومواكبتها، داعيا إلى التجديد في وسائل التعليم وأساليبه، وتغيير وظيفته التقليدية إلى وظيفة تستوعب كل متطلبات العصر ومستجداته. وأكد أن الاهتمام بالتعليم الثانوي أصبح توجها عالميا ويمثل أولوية لدى القيادات التربوية والسياسية في كافة أنحاء العالم لتمكين المعلمين من الحصول على تعليم وجيد ومناسب يستجيب لحاجاته ومساعدتهم على تحديد إمكاناتهم والاستفادة من تكنولوجيا المعلومات. ونوه إلى ما يواجهه التعليم من تحديات كالانفجار المعرفي والسكاني وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتحولات عالمية لا يمكن مواجهتها إلا من خلال إخراج أكثر تحصلا وولاءً وكفاءة، وعزا التحديات التي يواجهها التعليم في اليمن إلى محدودية الإمكانيات الأمر الذي يستدعي إيجاد استراتيجية للتصدي للاختلالات الكمية والنوعية، مؤكدا على أهمية توفر التعليم الثانوي في الريف والحضر وتحسين نوعيته ورفع كفاءة الملتحقين والذي يمكن أن يتحقق ذلك عبر استراتيجية وطنية لتطوير التعليم. واعتبر المؤتمر المنعقد بمثابة تتويج لفعاليات الساحة التربوية خلال العامين الماضيين ويعكس مدى الاهتمام الذي توليه الحكومة للتعليم الثانوي باعتباره حلقة مفصلية للسلم التعليمي. وتطرق الدكتور مجور إلى ما تضمنه البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية من أهداف تسعى إلى أن يكون التعليم الثانوي مطلبيا، والتحول اللا اللامركزية في الإدارة التعليمية بما يمكنها من اتخاذ القرارات التي تحسن كفاءة وفاعلية التعليم، وكذا الإفادة من تجارب الدول المختلفة، والاهتمام بالمعلمين اعداداً وتدريباً باعتبارهم حجر الزاوية في العملية التعليمية، والعمل على رفع كفاءة الإدارة التربوية وغيرها. من جهته، أكد الدكتور عبد السلام الجوفي – وزير التربية والتعليم- إن العلم هو المنطلق الحقيقي نحو التقدم والنمو، وقال أن تطور التعليم بقدر ما هو قرار سياسي فإنه يمثل حاجة المجتمع، مشيراً إلى إن هذا المؤتمر يأتي بعد ثلاث سنوات من تطبيق الاستراتيجية الوطنية للتعليم الأساسي، حيث تم التعلم منها أن التخطيط السليم غير كاف إن لم يكن هناك آليات واضحة للتقييم والمتابعة، وأن الخطط طويلة المدى تحتاج إلى برامج سنوية. وقال: حاولنا أن نستخدم التخطيط العلمي المنهجي المثالي لتطوير التعليم الثانوي مستفيدين من تجربتنا الوطنية وتجارب إقليمية ودول مجاورة لنا باعتباره أهم الملفات المطروحة على الساحة اليمنية والعربية ولتحقيق التكامل بين حلقات التعليم العام الفني والجامعي عبر تحسين نوعية التعليم الثانوي. وقال لقد تعلمنا أن التخطيط السليم غير كاف عن لم يكن هناك آليات واضحة للتقييم والمتابعة، وتعلمنا ان التخطيط غير الطويل المدى ليس كاف بل إن بناء استراتيجيات وفق خطط مستندة وبمراجعة سنوية قابلة للقياس والتقييم السنوي، وتلك الدروس أفادتنا كثيراً برسم الخطوط العريضة في الاستراتيجية الوطنية للتعليم الثانوي. وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية تم عملها بالتعاون مع البنك الدولي من اجل التمويل المشترك من كل المانحين، وسوف يتم اليوم توقيع المانحين على اتفاقية الشراكة الأولى لتمويلها دوليا. وفي تصريح خاص ل"نبا نيوز" قالت عائشة فودا – ممثلة البنك الدولي- أن المؤتمر مهمة جداً لأن التعليم الثانوي أصبح بشكل متزايد ملحاً لكل الدول الفقيرة أو الغنية، لأنهم جميعا يتوسعون في التعليم الأساسي، ونظرا لهذا التوسع يترتب عليه اتساع في التعليم الثانوي ليس فقط في اليمن ولكن في الإقليم.. فأصبح التعليم الثانوي مهم جدا وهذا ساعد على بناء ثنائية مع الاقتصاد.. وأكدت إن اليمن قبل غيرها تتجاذب مع الاستراتيجية. أما الدكتور عبد العزيز بن حبتور- نائب وزير التربية والتعليم- فقد أشار في تصريح خاص ل"نبا نيوز" إلى أن المؤتمر يستمر للفترة 17-19 يوليو الجاري وسيتم خلاله مناقشة الوثيقة الرئيسية لاستراتيجية التعليم الثانوي وأربع أوراق علمية أخرى، الأولى منها تتعلق بعلاقة التعليم الثانوي بالتعليم العام، والثانية علاقة التعليم الثانوي بالتعليم المهني، والثالثة حول هيكلة التعليم الثانوي، والرابعة حول علاقة التعليم الثانوي بالتعليم العالي. وأشار إلى أن أكثر من 350 مشاركا ومشاركة يشاركون في هذا المؤتمر بجانب مدراء مكاتب التربية والتعليم بالمحافظات وممثلين عن الموجهين، والإدارات المدرسية، والإدارات التربوية، والسلطة المحلية وقطاع تعليم الفتاة بالإضافة إلى قيادة الوزارة مع وكلاء ومدراء عموم المسئولين ذوي العلاقة. وتوقع الدكتور بن حبتور أن يكون المؤتمر من المؤتمرات العلمية لان المشاركين فيها على قدر عال من النضج والمسئولية ولدينا بين المشاركين وزراء سابقين للتربية والتعليم، وأعضاء مجلس الشورى في اللجان التربوية وأيضاً عدد من النواب. وقال ستكون هناك مناقشات موضوعية وعلمية هادفة، فالهدف الأول من المؤتمر إقرار الاستراتيجية الوطنية بعد إنضاجها بالعديد من الملاحظات. وأشار إلى أنه عندما تقر الاستراتيجية فإنها ستحل مشكلة في ردم الفجوة ما بين الاستراتيجيات المعروفة لدينا والتي هي استراتيجية محو الأمية وتعليم الكبار واستراتيجية الوطنية للتعليم الأساسي واستراتيجية التعليم الفني والاستراتيجية الوطنية للتعليم العام . وقال: إن المؤتمر ينعقد برعاية كريمة من لدن فخامة الرئيس علي عبد الله صالح وفي ظل الأجواء الاحتفالية بيوم السابع عشر من يوليو، مؤكداً ان نتائج المؤتمر ستكون كبيرة وتحقق الطموحات التي سعت إليها اليمن ومعها المانحين والمنظمات بما قدموا من مساعدات ولعبوا ادوار هامة مثل البنك الدولي .