في مختلف البلدان العربية، تابع الملايين وقائع محاكمة حسني مبارك ونجليه. فكيف تابع الشارع اليمني والشارع التونسي تلك المحاكمة التاريخية؟ قوبلت محاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك بترحاب الشارع الاحتجاجي اليمني الذي يقود ثورة شعبية مماثلة، كتلك التي أطاحت بالرئيس مبارك. نقل عدنان الصنوي، مراسل مونت كارلو الدولية في اليمن، أصداء الشارع اليمني فمنهم من "اعتبر أن رؤية محاكمة حسني مبارك هو أفضل موقفٍ في حياتهم. و منهم من تمتع كثيراً بمشاهدة حسني مبارك خلف القضبان، وسيستمتعون أكثر بمشاهدة علي عبد الله صالح بدوره خلف القضبان". وتحت ضغط انقطاع التيار الكهربائي، تجمّع العشرات أمام المحال التجارية ، في حين اصطفّ الآلاف في ساحات الاحتجاجات العامة لمشاهدة المحاكمة التاريخية التي قالوا أنها دلالة واضحة على نجاح الثورة المصرية. وأنها "أثبتت أن طريق الثورة لن تضيّع أبداً، وأنها نجحت.بالرغم من كل الكلام الذي قيل بأنّ الثورة المصرية فشلت . كما أن مشاهد المحاكمة هذه فيها الكثير من العِبر لمن أراد أن يعتبر من الزعماء العرب. و قد فتحت هذه المحاكمة باب التمني لمشاهَد عربية مماثلة. و أنّ الثوب الذي طُرّز لوداع حسني مبارك، أن يطرّز نفسه لبشار الأسد وعلي عبد الله صالح ومعمّر القذافي". وبدوره فإن الشارع التونسي تابع باهتمامٍ كبير مشهد حسني مبارك وراء القضبان ماثلا أمام القضاء المصري. ويقول عبد الرزاق طبيب، مراسل مونت كارلو الدولية في تونس، "أن التونسيين انتظروا الحدث طويلاً وهم يمنّون النفس بأن يكون رئيسهم السابق بن علي مكان مبارك، لتتمّ محاسبته على فسادٍ كرّسه لأكثر من 23 سنة، قتل البلاد والعباد. محاكمة الرئيس المصري السابق لم يكن لها علاقة مباشرة بالتونسيين. إلاّ أنها أدخلت البهجة والارتياح في نفوس الشعب التونسي، الذي لا يزال يطالب بجلب بن علي وعقيلته الفارّين ومثولهما أمام القضاء ليحاسبوا على جرائم فاق عددها لحد الآن 120 قضية. لذلك فإن نقطة الاختلاف الوحيدة التي يراها التونسيون والتي تميز الثورة المصرية عن ثورتهم، هي أن الشعب المصري حقق ما يعجز عنه التونسيون لحد الآن. هذا الحدث عند البعض الآخر من التونسيين ترك حسرة ولوعة كبيرتين. فهم يعتبرون أنّ ثورتهم لم تكتمل ولن تكتمل إلاّ عند مشاهدة جميع رموز النظام السابق وراء القضبان. كما مثلت هذه المحاكمة أيضاً أرضية مقارنةٍ تشدّ الاهتمام بين أداء القضاء المصري ونظيره التونسي في قضايا لم تتعوّد أروقة المحاكم في البلدَين على النظر فيها ".