تابعنا مؤخراً وبكل أسف الأحداث التي دارت في أرض الكنانة (جمهورية مصر العربية)، ولهذه الأحداث تفاصيل كبيرة ومتشعبة لدى كل طرف ، ولكنني أرجح أن أهم سبب يعود لتضارب الرؤى والغايات والمسلمات لكل طرف بموجب معتقداته الفكرية والأيدلوجية ،ولهذا الأثر الكبير في حب فرض الأمر الواقع على البقية دون الرجوع لتوافق يضمن مشاركة جميع الأطراف السياسية في صياغة مستقبل مصر ودستورها ووفق حسن النوايا والمصلحة العامة. ومن هنا يتبين لنا نعمة الحوار الوطني الذي سيقام في اليمن بغرض صياغة مشتركة لمستقبل اليمن من جميع الأطراف السياسية والفكرية والعقائدية والمذهبية ،المناطقي والنوعي والعمري ،بحيث يتفق الجميع في وضع اللبنات الأولى لبناء اليمن الجديد وفق رؤى متداخلة وخبرات وتجارب متراكمة وهذا ما يميز اليمن عن مصر.. حيث بدأنا بمرحلة انتقالية من رئيس للجمهورية وحكومة توافقية ،ثم دخلنا مرحلة الحوار الوطني وفق مبدأ توازن معقول بين جميع الأطراف، بحيث لا يغلب طرف على طرف وفق مبدأ الأغلبية والذي وقعت فيه الشقيقة مصر ، لأن لا أغلبية في صياغة مستقبل الدولة وكذا في صياغة دستور يجب أن يتراضى عليه الجميع – قدر المستطاع – لتحكم الأكثرية وفق تراضي وأسس الإجماع الوطني، ومن ثم ننطلق لاستفتاء على الدستور ( التوافقي ) يلحقه انتخابات رئاسية وبرلمانية وهذا هو التسلسل الأفضل والأنسب ، وهذا ما تم إغفاله في مصر العروبة رغم إيماني العميق بإمكانية تجاوز هذه المرحلة الصعبة هناك بكل اقتدار بحسب ما عهدناه من الأشقاء على مر تأريخهم العظيم. ورغم احترامي لمن امتنع أو سيمتنع عن المشاركة في الحوار الوطني - الهام والمفصلي – يكون قد أقصى نفسه بيديه ، كون الحوار سيكون دون سقف أو شرط مسبق. أخيراً أشدد بأن المرحلة الانتقالية يجب أن ترتكز على أساس توافقي متين ،بغرض الانطلاق لمرحلة جديدة وبخطى ثابتة ، وأكثر ما أخشاه هو سوء اختيار أعضاء الحوار الوطني وتغليب المصالح الضيقة عن المصلحة العامة ، ولكن تظل رعاية الله هي الأهم والحكمة اليمانية هي الرهان الأكبر لتجاوز أدق مرحلة في مستقبل اليمن السعيد .