حين دعاني الدكتور عبد الغني نصر علي الشميري ان اقدم لكتابه عن "سياسة الاصلاحات الامريكية في المنطقة: بين القيم والمصالح" ترددت كثيرا لاسباب في نفسي، ولكن داهمني في مكتبي مشروع كتابه مطبوعا وكان علي ان استجيب لطلب الدكتور عبد الغني. رحت اقرأ مقدمة كتابه الطويلة شوقني في مقدمته لقراءة الكتاب فصلا فصلا. والحق ان هذا الكتاب جدير بامعان النظر في مادته ومنهجه قبل البدء في قراءته. لقد اودع عبد الغني في سفره هذا حصيلة قراءاته وبحوثه المتعددة فجاء دائرة معارف عن الاصلاح ومعوقاته ومشاريع الولاياتالمتحدةالامريكية للشرق الاوسط منبها ومحذرا من مخاطر تلك المشاريع داعيا الى اجراء اصلاحات عربية شاملة تكون نابعة من واقع الامة العربية. لم يترك عبدالغني في مصنفه هذا صغيرة ولا كبيرة تتعلق بهذا الامر "الاصلاح" الا وعرض لها معالجا اياها مقترحا مايراه صالحا لاصلاح حال الامة العربية. لقد جد عبدالغني العزيز في الكشف عن سند يؤيد به ما كان يؤمن به من انه لا سبيل الى انقاذ الامة العربية من وهادها الا بالتمكين لاصلاحات شاملة وعلى كل الصعد واشراك المواطن في كل القرارات السيادية قبل اتخاذها من صاحب السيادة. لقد جمع الشميري في مصنفه هذا الى جانب دعوته الى الاصلاح دعوته الى اعمال المنهج الديمقراطي متناولا اشكالية التعثر الديمقراطي في المنطقة وطرق الخروج من تلك الاشكالية . لم يترك الدكتور عبد الغني سفره هذا يمر دون تناول "حركة الربيع العربي" الا ان الربيع العربي لم تكتمل حلقاته وما انفك هذا الربيع سماءه ملبدة بغيوم حالكة السواد وامواج عاتية وفي تقديري فان الصورة عن هذا الربيع تظل قاتمة. والحق ان الدكتور الشميري يقدم مرجعا لطلاب العلوم السياسية والباحثين في علومها وخاصة الاصلاح والديمقراطية لا غنى عنه . انه سفر غني بالمراجع حديثها وقديمها . انه يشكل علامة فارقة بين الدراسات المتوفرة عن الاصلاح والديمقراطية والتدخلات الامريكية واشكالية الدين والثقافة والاقتصاد في المنطقة . وخاتمة القول: ارجو الله عز وجل ان ينفع بهذا الكتاب حامل السيف وحامل القلم والله ولي التوفيق. أ . د. محمد صالح المسفر استاذ العلوم السياسية جامعة قطر (مقدمة كتاب الدكتور عبدالغني الشميري "سياسة الاصلاحات الامريكية في المنطقة: بين القيم والمصالح" الصادر حديثا عن منتدى المعارف ببيروت)
