مع استمرار الحرب في اليمن تحول مئات من صيادي الأسماك اليمنيين في محافظة "الحديدة"، غربي البلاد، التي يسيطر عليها "الحوثيون" إلى فريسة للبطالة والظروف المعيشية القاسية، فأعمال العنف المتصاعدة منذ نحو عام، واستهداف قراهم الساحلية، وانعدام الوقود اللازم لتشغيل قوارب الصيد، منعهم من ممارسة حرفتهم، ليفقدوا مصدر رزقهم الوحيد. ومع تصاعد أعمال العنف في المحافظاتاليمنية على سواحل البحر الأحمر، بدأ الصيادون بالنزوح والبحث عن مصدر رزق آخر، لتوفير قوت أطفالهم، وتحسين ظروفهم الاقتصادية الصعبة. وبدأت معاناة صيادي "الحديدة"، منذ سيطرة الحوثيين عليها، قبل نحو عام، حيث فقدت المشتقات النفطية اللازمة لتشغيل القوارب من الأسواق، ودخلت قرى الصيادين الساحلية، ضمن دائرة الاستهداف من طائرات "التحالف العربي"، التي تحاول وقف أعمال التهريب عبر سواحل البحر الأحمر، بحسب ما أفاد شهود عيان ل"الأناضول". وقال "محمد الحسني"، رئيس "ملتقى الصيادين التهامي الأهلي" (غير حكومي)، إن الصيادين اليمنيين تعرضوا خلال الفترة الماضية، لعمليات استهداف مباشرة، في الجزر اليمنية ومراكز الإنزال السمكي، وسقط ضحايا بينهم، بسبب الاشتباه بقوارب تهريب مفترضة" . وأضاف "الحسني"، ل"الأناضول"، أن "صيادي مدن (الخوخة) و(ميدي) و(النخيلا) و(المتينة) ومناطق كثيرة، تركوا أعمالهم ونزحوا صوب مدينة (الحديدة)، بحثا عن الآمان، بعد الاستهداف المتواصل لقراهم وقواربهم". وأعرب عن أمله أن تتدخل السلطات الحكومية اليمنية، لتنقذ حياة مئات الصيادين، عبر إبلاغ طائرات "التحالف العربي" بوقف استهدافهم. وقال، إن "الصيادين في حالة يرثى لها فهم يبحثون عن مناطق آمنة لممارسة مهنتهم، ليوفروا قوت أطفالهم وعوائلهم". ووفقا ل"الحسني"، فإن الجهات المختصة في محافظة "الحديدة"، الخاضعة لسيطرة "الحوثيين"، هي الأخرى تتسبب بمعاناة للصيادين، فهي لا توفر المشتقات النفطية لهم بالسعر الرسمي، الأمر الذي يتسبب في توقف محركات قواربهم . ولم تقتصر تأثيرات الحرب على ارتفاع أسعار الوقود، واستهداف الصيادين، فالاشتباكات الدائرة على الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية، أوقفت تصدير الأسماك إلى السوق السعودي، ما زاد من نسبة البطالة في صفوف كل يعمل بمهن مرتبطة بالصيد. وفي هذا الصدد، قال الصياد اليمني، "حسن عايش"، ل"الأناضول"، "كنا نقوم بتصدير الأسماك إلى أسواق مدينة جازان السعودية، وتوقف ذلك بسبب إغلاق منفذ (الطوال) البري". وتابع "عايش"، "نحن الآن عاطلين عن العمل، وعندما نبحر لصيد الأسماك في حالات نادرة، نراقب السماء خشية من الطائرات بدلا من مراقبة قاع البحر بحثا عن السمك". وإضافة إلى ظروف الحرب، وارتفاع أسعار الوقود، فإن صيادي الأسماك في السواحل الغربية لليمن، يعانون منذ أعوام مع الجانب الأريتيري، بسبب الخلافات القائمة بين صنعاء وأسمرا، على حدود مناطق الصيد بالمياه الأقليمية. وقد أفرجت أريتيريا، مؤخراً، عن 65 صيادا يمنيا، كانوا محتجزين لديها لمدة 10 أشهر، بحسب رئيس ملتقى الصيادين، محمد الحسني، الذي يقول أيضا، إن "هناك العشرات من الصيادين المعتقلين الذين تستخدمهم السلطات الأريتيرية كعمال في منشآتها". وتشهد معظم المحافظاتاليمنية، منذ نحو عام، حربا بين مسلحي جماعة أنصار الله "الحوثيين" المسنودة بقوات الرئيس السابق "على عبد الله صالح" من جهة، وقوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني الموالي للرئيس الشرعي "عبد ربه منصور هادي"، مدعومة بقوات مشتركة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية من جهةٍ أخرى. وباستثناء سواحل ميناء "ميدي"، التابعة لمحافظة "حجة" (شمال غرب)، التي سيطر عليها الجيش الوطني، قبل عدة أسابيع، ما زالت جميع سواحل البحر الأحمر في قبضة "الحوثيين" و"قوات صالح" . نشوان نيوز - الاناضول