اعترف يحيى بدر الدين الحوثى وهو شقيق زعيم التمرد في اليمن بأن الحركة التى تدير حرباً مع السعودية واليمن لا تملك مشروعًا سياسيًّا، وأن كل هدفها فى الوقت الحالى هو وقف هذه الحرب.. ولم يقل ما هو المطلب الذي أدى إلى الحرب أصلاً. الحوثى المقيم فى ألمانيا قال فى حوار عبر الهاتف مع صحيفة "اليوم السابع" المصرية إنهم لا يمثلون يد إيران فى المنطقة، نافياً أن تكون طهران هى الداعم لهم، مطالباً فى الوقت ذاته الدول العربية بالتدخل لإنهاء الحرب. وعلى الرغم من إصرار وسائل الإعلام على تسميته الممثل السياسي لجماعة التمرد الحوثي، إلا أن مكتب الحوثي كرر تأكيده على أن أي تصريحات غير صادرة عن "مكتب السيد عبدالملك الحوثي"، وعن الناطق الرسمي الذي يكني نفسه محمد عبدالسلام لا تمثل الحوثيين. يحيى الحوثي اعترف في هذا الحوار ما ذكرته مصادر عربية مطلعة ل"نشوان نيوز" أوائل سبتمبر الماضي عن محاولته التواصل مع مصر، وقال: "حاولت أكثر من مرة إرسال رسائل للسفارات المصرية بالخارج عبر البريد المسجل دون أن أتلقى رداً ." وعلى الرغم من المساعي المصرية مع اليمن لإيقاف الحرب على الحوثيين إلا أن الحوثي قال إنه لم يتلقى أي رد.. مصادر "نشوان نيوز" يومها أكدت أنه حاول التواصل مع ممثلي دول عربية في ألمانيا وهي مصر والأردن وسوريا وسوريا والمغرب بناء على نصائح من مكتب المرشد الأعلي للثورة في إيران خامنئي ومكتب الرئيس الإيراني أحمدي نجاد تحث الحوثي على الطلب من ممثلي هذه الدول تدخل بلدانهم لإيقاف الحرب. مكتب عبدالملك الحوثي الذي أصبح يرجح أنه لقي مصرعه الأسبوع الماضي في أخر اعتراف له أعلن استعداد المتمردين للانسحاب من الأراضي السعودية مقابل وقف الأخيرة الحملة العسكرية عليهم، واعتبر البعض هذا الإعلان اعترافاً رسمياً بدخولهم الأراضي السعودية... لكن يحيى الحوثي قال في هذا الحوار إنهم لم يهاجموا السعودية وأن المسألة برمتها هي أن "كثير من الإعلاميين يأخذون أموالهم من السعودية هم وصحفهم، لذلك يرددون مقولة إننا هاجمنا السعودية ولا يقولون لماذا تهاجمنا السعودية؟"! فيما يلي نص حوار الحوثي مع "اليوم السابع": الصحيفة: ما حقيقة إصابة عبد الملك الحوثى زعيم الحوثيين؟ يحيى الحوثي: هذا كلام غير صحيح ، السلطات اليمنية تردده لكى تغطى على جريمة ضربها للأسرى اليمنيين ، فهى قتلت حتى الآن 120 أسيرا بالطائرات. الصحيفة: وما الموقف الحالى بالنسبة للقتال الدائر على الحدود الشمالية لليمن؟ يحيى الحوثي:الأمور طيبة وتسير بشكلها الطبيعى، إلا أن الجيشين السعودى واليمنى بدأوا فى استخدام الطائرات بشكل مكثف ضد مواطنين. الصحيفة: كيف تتوقع نهاية هذه الحرب؟ يحيى الحوثي:أتوقع أن يهدى الله النظامين لكى يتركوا الحرب، ويعترفوا بحقوق الناس، فبالنسبة لنا سنتوقف عن الضرب إذا لم يكن هناك رد فعل من جانب القوات السعودية أو اليمنية، رغم أننا نقول دوماً أن ما يحدث هو حرب عدوانية على أهلنا فى صعده وسفيان، ولكن أخواننا قالوا إنه إذا توقفت السعودية عن الضرب فبطبيعة الحال سيتوقف أخواننا، لأننا حتى هذه اللحظة نقف فى موقع الدفاع، ولا نريد شيئاً. الصحيفة: قلت قبل ذلك إن الحرب عليكم بالوكالة، وفى المقابل هناك اتهامات لكم بأنكم يد إيران التى تمولكم بالمال والسلاح؟ يحيى الحوثي: نعم الحرب بالوكالة عن السعودية التى تدعم على عبد الله صالح ، وبالوكالة عن الأجانب ممن يدعمون النظامين السعودى واليمنى، أما كل قيل عن دعم إيران لنا، فهذا محض افتراء لأننا لسنا عملاء لأحد، كما أنه من غير المعقول أن نلقى بأنفسنا إلى الحرب إرضاءً لأحد أو نحارب عن الآخرين، هذا كلام فارغ. الصحيفة: ولكن إيران تمدكم بالسلاح؟ يحيى الحوثي:هذه تهمة يرددونها لتبرير تدخلهم وقمعهم، ولو تلاحظ فإن التدخل السعودى فى اليمن قديم وقبل قيام الثورة الإسلامية فى إيران، كما أنها تتدخل لتعيين الرؤساء، وهى التى تدير الأمور فى اليمن، فهى تتحكم فى كل شئ فى اليمن بعد انسحاب الجيش المصرى. الصحيفة:من أين يصلكم السلاح، فأنتم لا تمثلون دولة مسموحا لها باستيراد السلاح بشكل رسمى؟ يحيى الحوثي:نحن مستعدون أن تأتى الجامعة العربية والدول العربية ويشكلون لجنة لكى ترى هذه الأسلحة ومصدرها، فانا أؤكد لك أن الأسلحة التى يستخدمها إخواننا لا تخرج عن كونها سعودية أو يمنية، وإذا جاءت هذه اللجنة ورأت خلاف ذلك فلهم الحق فى كل شئ. الصحيفة:هل تقول إن الأسلحة التى لديكم هى سعودية ويمنية؟ يحيى الحوثي: نعم أسلحة سعودية ويمنية. الصحيفة:وكيف حصلتم عليها؟ يحيى الحوثي:لن أتحدث فى هذا الأمر. الصحيفة:ومن أين تحصلون على الأموال التى تمولون بها الحرب؟ يحيى الحوثي:شعبنا يكافح عن نفسه، وهو الذى يتولى الإنفاق، أفترض أنه حدث هجوم على مصر، ألم ينتفض الشعب المصرى، هذا ما حدث معنا. الصحيفة:لكن ليس بهذا الشكل الذى يجعلكم تقفون فى وجه جيشين؟ يحيى الحوثي:الأفغان قاوموا الدول الغربية بكل ما معهم بقوة وانتصروا بإرادتهم. الصحيفة: الكثيرون غير مقتنعين بهذا التبرير مما يؤكد أن إيران هى الداعم لكم؟ يحيى الحوثي:من يتحدث عن دعم إيران لنا هم مجموعة تابعة للسعودية، وهم يعلمون أنها تهمة باطلة، حتى الولاياتالمتحدةالأمريكية التى تملك مخابرات قوية تقول إنه لم تمتلك أى أدلة على وجود دعم إيرانى للحوثيين. الأمر الآخر من أين يأتى الدعم الإيرانى والمنطقة كلها محاصرة من الحكومة اليمنية من الجنوب ومن السعودية شمالا، من أين يأتى الدعم الصحيفة:وعلى من تعتمدون فى حربكم؟ يحيى الحوثي:على الله سبحانه وتعالى، لا تنسوا الله، هم دائماً يقولون كيف تواجهوا جيشين، وهو ما يدل على أنهم ينظرون من منظار مادى ويتغافلون عن أن الله هو الذى خلق الناس ويريد لهم الحياة ويقول كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة . الصحيفة:ألا ترى أن حربكم مع السعودية تزيد المخاوف من بروز الهلال الشيعى فى المنطقة؟ يحيى الحوثي:نحن شيعة زيدية، وهناك فوارق كثيرة بيننا وبين شيعة إيران، وأهل مصر العارفين باليمن ممن عملوا باليمن يعرفون ذلك جيداً فالعلماء المصريون يعرفون الزيدية ويحترمونها ويعرفون أنه مذهب وسطى ولا يملك عداء لأحد من المذاهب الإسلامية ، فنحن فى اليمن لم نهدد أحدا، حتى الوهابين يعيشون بيننا واليهود كذلك. الصحيفة:ما علاقة الحوثيين بإيران؟ يحيى الحوثي:علاقاتنا معهم مثل علاقة الحوثيين ببقية المسلمين والدول العربية، فهى علاقة عادية، لكنى دعنى أطرح سؤالاً هو: لماذا لم يتدخل العرب لحل القضية؟ لماذا يتركون القضايا تتهاوى ثم يصيحون من إيران وإسرائيل، الإجابة تتمثل فى عجزهم عن القيام بأى دور، نحن نناديهم ، ونادينا الجامعة العربية للتدخل للحل وليكون لها دور شريطة أن تكون منصفة. الصحيفة:ألا ترى أن الشارع العربى متشكك فى أهدافكم وهو ما جعله يتجاهل قضيتكم؟ يحيى الحوثي:الشعوب العربية مغلوبة على أمرها، هل تظنها مثل الشعوب الأوروبية التى تستطيع النزول إلى الشارع والتظاهر، هذه شعوب مغلوبة على أمرها فى ظل نظام بوليسى. الصحيفة:لماذا دخلتم فى عداء مع السعودية؟ يحيى الحوثي:للأسف كثير من الإعلاميين يأخذون أموالهم من السعودية هم وصحفهم، لذلك يرددون مقولة إننا هاجمنا السعودية ولا يقولون لماذا تهاجمنا السعودية ؟ ماذا تضرب المواطنين بالطائرات فى عمق الأراضى اليمنية ؟ هل لأن اليمنيين فقراء..لله المستعان، أم أنهم لا يملكون ريالات وبترول؟ الصحيفة:ما مطالبكم النهائية من هذه الحرب؟ يحيى الحوثي:الأهم الآن هو إنهاء الحرب، ثم نتحدث عن المطالب التى لا تخرج عن ضرورة التزام النظام بحقوق المواطنين. الصحيفة:والمطالب السياسية؟ يحيى الحوثي: المطالب السياسية لا نبحث عنها ولا نطلب تحقيقها بالسلاح، الحرب هى للدفاع عن النفس ولا غير ذلك. الصحيفة:هل توجد علاقة تربطكم بمصر؟ يحيى الحوثي:نحن ننظر لمصر على أنها دولة كبيرة ، ونريدها كذلك ، لأنها القادرة على قيادة العرب، ولكن من ناحية أخرى نقدر موقفها الرسمى، لأنها من الناحية الرسمية محكومة باتفاقيات عربية تفرض عليها أمورا قد لا ترضى عنها. الصحيفة:هل يوجد اتصال بينكم بين مسئولين مصريين؟ يحيى الحوثي:لا يوجد فى الوقت الحالى تواصل وإن كنا نتمنى أن يكون هناك تواصل، رغم أننى حاولت أكثر من مرة إرسال رسائل للسفارات المصرية بالخارج عبر البريد المسجل دون أن أتلقى رداً . (انتهى). موضوع متعلق: الحوثي يحاول التواصل مع سفراء مصر والأردن وسوريا وسوريا والمغرب في ألمانيا بتوجيهات إيرانية