هدد برلمانيون كويتيون بتوجيه سؤال إلى وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد الصباح، عن مبررات منع الداعية السعودي محمد العريفي من دخول الكويت. ويمثل هذا التهديد حلقة جديدة من حلقات الأزمات المتلاحقة التي تعكر صفو العلاقة بين الحكومة الكويتية وأعضاء مجلس الأمة، بعدما قامت وزارة الداخلية الكويتية بوضع اسم العريفي، ضمن قوائم الممنوعين من دخول دولة الكويت. وأفادت مصادر كويتية، بأن قرار منع العريفي من دخول الكويت، جاء في أعقاب الاتهامات التي وجهها العريفي إلى "الشيعة" بالسعي لمحاصرة السعودية بدعم من إيران، التي قال إنها تساند الحوثيين في الجنوب، وتلعب أدوارا ضد الرياض في الشمال والشرق، ووصفه المرجع الشيعي العراقي، علي السيستاني، بأنه "زنديق وفاجر". واعتاد العريفي المرور بالكويت يوم السبت من كل أسبوع، في طريقه إلى قطر، حيث يقدم برنامجا بإحدى المحطات التلفزيونية هناك، إذ لا توجد رحلات طيران مباشرة بين الرياض والدوحة في هذا اليوم، الأمر الذي سيدفع الشيخ السعودي إلى تغيير برنامج سفره إلى العاصمة القطرية. وردا على قرار وزارة الداخلية، أعلن عدد من أعضاء مجلس الأمة عن عزمهم عقد ندوة الاثنين المقبل، لمناقشة التداعيات التي قد تنجم عن صدور هذا القرار، وسط تحذيرات بأن منع الشيخ السعودي قد يؤدي إلى تعميق الخلافات الطائفية بين السنة والشيعة في الكويت. وقال النائب وليد الطبطبائي إنه سيوجه سؤالا إلى وزير الداخلية، الشيخ جابر الخالد الصباح، عن مبررات منع الشيخ محمد العريفي، وأضاف قائلا "من باب أولى منع كل من تطاول على الصحابة، وزوجات الرسول، وكل من تطاول على علماء السنة". وفي تطور، لم يتضح على الفور ما إذا كانت له علاقة مباشرة بالانتقادات التي أطلقها العريفي بحق الشيعة، أفاد النائب الكويتي محمد هايف المطيري، بقيام مجهولين ب"تخريب مسجدين، والكتابة على جدرانهما بعبارات تثير الفتنة"، إلا أنه قال إنه "إذا تم منع دخول العريفي إلى البلاد، فلدينا قوائم سوف نطالب بمنعها من الدخول". وفي الشأن نفسه، طالب النائب صالح عاشور، وزارتي الداخلية والأوقاف، بالتأكد "مما أثاره البعض حول الادعاء بمحاولات تخريب مسجدين في منطقة الدعية، وبالتصريح بذلك، سواء بالنفي، أو الإجراءات التي اتخذتها الوزارتان، إن صح الخبر، وذلك لخطورة الأمر، وتأثيره على الوحدة الوطنية". كما أبدى النائب محمد براك المطير استغرابه لمنع الشيخ العريفي من دخول البلاد، قائلا إن الشيخ السعودي "دافع عن وطنه ضد الفئة الحوثية المارقة، التي تريد ضرب الخاصرة السعودية، والعقيدة، ولم يمس الكويت لا من قريب أو بعيد". من جانبه، وصف النائب مبارك الوعلان قرار منع العريفي من دخول البلاد بأنه "قرار متخبط، وغير مدروس"، وتابع قائلا إن "علماء الدعوة بالسعودية لهم السبق بالوقوف مع قضايا الكويت"، كما أكد في الوقت ذاته أن "أي منع لهم سيواجه بقوة، حماية لمعتقداتنا، ولرجال الدين الأجلاء". كما أفاد النائب علي صالح العمير بأنه أبلغ وزير الداخلية تحفظه على منع الشيخ السعودي من دخول البلاد، مؤكدا أن "الكويت ليست طرفا في الخلاف، كما أنها لم يمسها شيء مما ذكره العريفي"، وشدد على "ضرورة رفع المنع عنه، درءا للفتنة". وكان العريفي ألقى "خطبة جمعة" حملها أنصاره على مواقع الانترنت، تحت عنوان "قصة الحوثيين"، قال فيها إن مذهب التشيع "أساسه المجوسية"، وهي ديانة كانت سائدة في إيران قبل الإسلام، ووصف أتباعه بأنهم من "أهل البدع الذين يرفع بعضهم الأئمة من أهل البيت إلى مراتب النبوة بل الإلهية".