وصل إلى العاصمة العراقية بغداد في الساعات الأولى من يوم أمس الخميس جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي لإجراء مباحثات قبل الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من العراق، وهو الانسحاب المتوقع نهاية العام الحالي. ووصل بايدن إلى بغداد في زيارة لم يعلن عنها من قبل، بعد زيارة مماثلة إلى أفغانستان وباكستان، وهي أول زيارة لمسؤول أميركي كبير إلى العراق منذ تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، كما أنها السابعة لبايدن إلى بغداد منذ يناير/كانون الثاني 2009، والثالثة له في الأشهر الاثني عشر الأخيرة. ومن المتوقع أن يلتقي بايدن الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، وكذا زعيم قائمة العراقية إياد علاوي. وقال مسؤولون عراقيون إنهم يتوقعون أن تهيمن على محادثات بايدن وحكام العراق مسألة ما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستسحب كل قواتها من العراق بنهاية هذا العام أم أنها ستحتفظ ببعضها. وتنص اتفاقية أمنية وقعتها واشنطن وبغداد في نوفمبر/تشرين الثاني 2008 على أن تسحب الولاياتالمتحدة كل قواتها من العراق بنهاية يوم 31 ديسمبر/كانون الأول المقبل. غير أن مسؤولا عسكريا عراقيا قال إنه لا بد من أن تبقى بعض القوات الأميركية في العراق إلى أن تصبح القوات العراقية قادرة على تأمين البلد، وقدر بأنها لا بد أن تبقى إلى حدود عام 2020. وبدورها قالت الولاياتالمتحدة إنها ستسحب قواتها كاملة بنهاية هذا العام، ولن تبقي منها شيئا إلا إذا طلبت الحكومة العراقية إبقاءها. ويبلغ عدد القوات الأميركية الآن في العراق نحو خمسين ألف جندي، وحسب الاتفاقية الأمنية فإنها ستنسحب إلى الثكنات العسكرية ولن تتدخل في الشوارع والمدن إلا إذا طلبت منها الحكومة العراقية ذلك. كما أن القوات الأميركية تضطلع أيضا بموجب الاتفاقية نفسها بمهمة التدريب والتوجيه للقوات العراقية. وتتعرض الحكومة العراقية لضغوط من أجل عدم طلب بقاء القوات الأميركية، وآخرها تصريحات طالب فيها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الأسبوع الماضي برحيل القوات الأميركية، وذلك بعد عودته من إيران حيث أمضى أربع سنوات.