ارجأ الرئيس اللبناني ميشال سليمان المشاورات البرلمانية لتشكليل حكومة جديدة والتي كانت مقررة يوم أمس الاثنين لمدة اسبوع وذلك قبل وقت قصير من بدء اجتماع في دمشق بين زعماء سورياوتركياوقطر لمناقشة الازمة السياسية الحادة. وجاء في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية «بعد تقييم موقف مختلف الاطراف اللبنانية وتوخيا لتأمين المصلحة الوطنية قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ارجاء الاستشارات النيابية الى يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين. وانهارت حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية التي تشكلت قبل 14 شهرا بقيادة رئيس الوزراء سعد الحريري يوم الأربعاء بعد استقالة وزراء من حزب الله وحلفائه. وقال امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أمس الاحد ان المعارضة لن ترشح الحريري لتشكيل حكومة جديدة. وجاءت الاستقالات بعدما أخفقت القوتان الإقليميتان سوريا والسعودية في إبرام اتفاق لتخفيف التوتر المتعلق بالتحقيق الذي تدعمه الأممالمتحدة في حادث اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005 اثر معلومات عن قرب صدور قرار اتهام عناصر من حزب الله بالتورط في الاغتيال. وينفي حزب الله لعب اي دور في اغتيال الحريري وكان قد دعا رئيس الوزراء اللبناني ابن الحريري الراحل الى تجميد تمويل لبنان للمحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرا لها وسحب القضاة اللبنانيين منها ووقف تعاونه معها لكن الحريري رفض. ويتمتع حزب الله بدعم من سوريا وايران في حين ان الحريري يحظى بدعم الغرب والسعودية وهذا يعني ان الانقسامات العميقة بين الاطراف اللبنانية قد تقود الى توترات اقليمية. وبدأ زعماء سورياوقطروتركيا اجتماعا اليوم في دمشق لمناقشة الازمة الناشبة بسبب المحكمة التي يصفها حزب الله بانها « مشروع اسرائيلي. وقال نصر الله امس ان حزبه «سيتصرف للدفاع عن كرامته ووجوده في مواجهة القرار الظني. مضيفا «لن نسمح بأن تمس سمعتنا وكرامتنا وان يتم التآمر علينا وان يلبسنا احد ظلما وعدوانا دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولو ظنا او اتهاما. وقبيل مغادرته تركيا الى دمشق للقاء الرئيس بشار الاسد وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني قال رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان ان عدم استقرار لبنان يعتبر مصدر قلق للشرق الاوسط باكمله. وقال اردوغان في مطار اسطنبول «منطقتنا لا يمكن ان تتحمل ان يدخل لبنان مرحلة جديدة من عدم اليقين. واضاف «بهذه الزيارة نحن نريد ان نناقش ما يمكننا القيام به للتغلب على هذه الازمة وما يمكن للدول الاخرى في المنطقة ان تفعله من اجل استقرار لبنان. واوضح اردوغان ان وزير الخارجية الايراني بالانابة علي أكبر صالحي سيزور تركيا مساء اليوم الاثنين بعد مشاورات كان قد اجراها رئيس الوزراء التركي في عطلة نهاية الاسبوع مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد. وقال نصر الله ان دولا عدة تتدخل لاعادة ترشيح الحريري لتشكيل حكومة جديدة لكن المعارضة لن ترشحه مرة اخرى. ودافع نصر الله عن اسقاط الحكومة. وقال «اسقاط الحكومة العاجزة قد يفتح الباب امام لبنان لتشكيل حكومة قادرة حكومة مسؤولة حكومة مخلصة حكومة تحمل العبء حكومة حاضرة تتابع وتعالج الامور وتتحمل المسؤوليات. اسقاط الحكومة قد يفتح الباب. اما ابقاؤها فسوف يبقي الباب مسدودا ولذلك كان واجبنا الوطني والاخلاقي ان نذهب الى اسقاط الحكومة. وقد يعيش لبنان الآن أزمة سياسية مطولة فضلا عن تصاعد التوتر الطائفي لكن محللين قالوا إنهم لا يتوقعون أي مواجهة عسكرية مفتوحة تضع حزب الله الشيعي في مواجهة أنصار الحريري من السنة. ويقول محللون إنه في حين أن نشوب صراع صريح قد يكون غير مرجح فإن احتجاجات الشوارع والمناوشات او حتى العودة الى التفجيرات والاغتيالات السياسية التي أعقبت اغتيال الحريري الاب عام 2005 لا يمكن استبعادها. وقال الزعيم المسيحي المؤيد لسوريا سليمان فرنجية في حديث تلفزيوني مساء الاحد «لقد دخلنا في مرحلة النفق المظلم وسواء ربحنا نحن او الفريق الآخر فالبلد دخل في انقسام.