دعت شخصيات اجتماعية ومشايخ قبلية وتعليمية ونقابية تقاطرت من مختلف محافظات الجمهورية للمشاركة في المؤتمر الوطني العام الذي انعقد أمس بصنعاء بمشاركة أكثر من 60 ألفاً من أبناء الوطن المعارضة اليمنية إلى اختيار نهج الحوار الوطني أساسا للتفاهم في كل القضايا الوطنية لتجنيب الوطن ويلات الفتن والتشرذم والانقسام . وقالوا في أحاديثهم على هامش المؤتمر الوطني العام إن الحوار هو خطوة في الاتجاه الصحيح لرأب الصدع وحل المشاكل في كافة القضايا العالقة بين مختلف شرائح المجتمع اليمني مهما كان حجمها . وعبروا عن دهشتهم لحجم التوافق الوطني الذي اتضحت براهينه بالمشاركة الواسعة في المؤتمر الوطني العام الذي سطرها عشرات الآلاف من كافة فئات الشعب ، الذين استجابوا لدعوة فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي اعتبروه بمثابة الاستفتاء على رفضهم للعنف والتخريب ووقوفهم مع الأمن والاستقرار وحل المشاكل عبر الحوار . توافق وطني الأخ مهدي غالب عفيف أحد القياديين التربويين في مديرية «الرضوم بمحافظة شبوة» قال واصفاً الحوار القائم أمس بملعب المريسي إنه أكبر تجمع حوار تشهده اليمن في تاريخها عبر عن مدى التلاحم والتوافق الوطني الذي سطره الشعب اليمني أمس في المؤتمر الوطني الذي مثل كل أبناء اليمن من اجل حل كافة قضاياه ومشاكله الوطنية والسياسية مهما كان حجمها . وأشار عفيف إلى أن الحوار خطوة في الاتجاه الصحيح لرأب الصدع في كافة القضايا العالقة بين مختلف الأحزاب السياسية الموجودة في الساحة مهما كان حجمها. وقال: «على المعارضة أن تدرك أن ما يحصل في اليمن غير ما يحصل في العالم العربي وخروج عدد من الشباب للتظاهر حول بعض القضايا المهمة لا يعني بالضرورة أنها خرجت لاقتفاء أثر مصر وتونس» وأقول بصراحة إن أحزاب المعارضة استغلت التظاهرات التي خرج بها الشباب لتحقيق مأربها الشخصية والاصطياد في الماء العكر بغرض تدمير البلاد والسعي إلى خرابه. وأضاف «إن مبادرة الرئيس أمس وخروج شخصيات كبيرة لها ثقلها في الساحة الوطنية اليمنية وهذه الأعداد الكبيرة من الجماهير تدل على كبر القاعدة الشعبية المؤيدة للحوار الذي دعا إليه فخامة الرئيس لذا فعلى الأقلية أن تستجيب لنداء أبناء اليمن وتحكم العقل وتقدم بعض التنازلات وتدخل الحوار حقنا لدماء اليمنيين، منوها إلى أن الجماهير اليوم أكدت التوجه العام السائد في البلاد المتمسك بخيار الوحدة والتلاحم الوطني وأن الصف القوي الذي تقف عليه اليوم يتخذ من الحوار منطلقا لحماية أمن واستقرار هذا البلد. وقال: إن الحزب الاشتراكي بالجنوب ذبح الوطن سياسياً منذ زمن وهو الآن يريد تكرار التجربة التي نحن في منا عنها وهذه نقطة مهمة يجب على الجميع أن يدركها، منوها إلى أن أبناء شبوة موقفهم من الحوار الوطني واضح متمسكين بالنظام والقوانين والشرعية الدستورية. وسيلة للتفاهم من جانبه أوضح الشيخ علي محمد العبادي عضو المجلس المحلي «بمديرية الحشا محافظة الضالع» أن الحضور الواسع للجماهير يشير دون أدنى شك إلى أن جماهير شعبنا اليمني اختارت طريق الحوار تجنيباً للشارع سبل التشرذم والانقسام باعتبار أنه أنجع وسيلة للتفاهم حول القضايا الوطنية العالقة، مؤكدا أن ما قدمه امسفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في مبادرته الجديدة إنما عبر فيها عن تطلعات ابناء اليمن لتحقيق الدولة الديمقراطية الحديثة . وأشار إلى أن محافظة الضالع اختارت نهج الحوار وأعلنت عن مشاركتها الواسعة في المؤتمر الوطني العام حيث ضمت مشاركتها بعدد كبير من المشايخ والشخصيات الاجتماعية بالإضافة إلى جموع غفيرة من مواطني المحافظة الذين هبوا من جميع المديريات لإسماع صوتهم للجميع، بأنهم مع الحوار ومع احترام الدستور والقانون وأنهم ضد الفوضى والعنف والتشرذم والانقسام . تنازلات للشعب وقال العبادي: « فخامة رئيس الجمهورية قدم تنازلات كبرى لم يقدمها أي رئيس ونحن نقابلها بمزيد من التأييد والترحيب، كما نشد أيدينا بيده وأزرنا بأزره للخروج بحلول مشرفة لجميع قضايا وطننا الحبيب ونعاهده بالوقوف إلى جانبه حتى يستجيب الآخرون للحوار». وأضاف: «لقد أظهر شعبنا أمس بقدومه إلى ساحة الحوار بأن الشعب اليمني اليوم أصبح أكثر إدراكاً ودراية بالمؤامرات التي تحاك ضده وضد رموزه الوطنية ونحن بدورنا كمشايخ واعيان ومواطنين أن نقف في الصفوف الأولى لإفشال كل المحاولات التي تحاول النيل من الوطن وسنتصدى لها عبر الطرق الديمقراطية المكفولة لنا شرعا وقانونا ليتعين للجميع الحق فيتبعونه والباطل فيتجنبون شره ». بادرة خير طلاب كلية مأرب كان لهم حضور واسع في المؤتمر الوطني للحوار، وقد التقينا بالأخ عبد الناصر صالح شقراء عضو اتحاد طلاب الكلية الذي وصف المؤتمر أنه بادرة خير يراد به إصلاح الشأن اليمني وأنه خطوة نحو الطريق الأفضل لإخراج البلد إلى بر الأمان . وأكد أن اليمن لا يحتمل الدخول في مواجهات قبلية أو عشائرية أو فئوية يكون ثمنها دماء الأبرياء من أبناء الشعب وقد ثبت عبر التاريخ أن الحوار هو الوسيلة المثلى نحو التفاهم وتجنيب الوطن كل الفتن. وأضاف أن جميع طلاب جامعة مأرب جاؤوا لتلبية دعوة فخامة رئيس الجمهورية والجلوس على طاولة الحوار في مؤتمر وطني عام يضم جميع فئات الشعب رفضا للدعوات المغرضة ضد أمن الوطن واستقراره. ونوه إلى أن جميع المواطنين في محافظة مأرب شعارهم هو« نعم للتغيير عبر الحوار وليس عبر الفوضى والشغب والتخريب واليمن ليست (مصر ولا تونس)، اليمن بلد الحكمة والأمل في المؤتمر الوطني للحوار الذي دعا إليه الرئيس . معارضة ظلامية أما الشيخ يسلم عبد الله الصيعري «مديرية العبر حضرموت الوادي والصحراء» فأشار إلى أن أبناء حضرموت لم ينأوا بأنفسهم للمشاركة في المؤتمر وعبروا عن مساندتهم جهود فخامة الأخ رئيس الجمهورية لتوحيد الكلمة ومعالجة هموم الناس عبر المؤتمر الوطني للحوار . وأضاف الصيعري بأن ما يسمى بالمعارضة اليمنية تريد المشاكل لليمن والشعب وتريد إرجاع البلاد إلى العهود الظلامية، وإيقاف عجلة التنمية بمساهمتها في إشاعة الفوضى في البلاد ، وهذا ما لا نرتضيه وسنقف ضده مهما كلفنا ذلك من تضحيات . وأوضح أن محافظة حضرموت حققت خلال الفترة الماضية إنجازات تنموية واسعة وصلت إلى كل مدينة ومديرية وواد حتى المناطق الصحراوية تحسنت فيها ظروف المعيشة والخدمات ونحن لا نريد العيش في ظل عهود الحرمان الذي ستحل معه لعنة الفوضى القادمة على أيدي دعاة من سمون أنفسهم دعاة التغيير . انقلاب على الشرعية ورأى الصيعري ان الدعوة للحوار الوطني فرصة حقيقية لحل كل المشاكل وتجنيب البلاد التشتت والفرقة مؤكدا عدم قبول أبناء محافظة حضرموت دعوات الانقلاب على السلطة والشرعية الدستورية وأنها دعوات مضللة جبانة تستقوي بالأحداث الخارجية لتحقيق الخراب للعباد والبلاد. وطالب الصيعري جميع القوى المعارضة في الساحة السياسية ترك المماحكات الشخصية جانباً وترك الشعب اليمني يحسم اختياره وعدم تشويه الحقائق في ما يجري على الأرض وان نحكم صناديق الاقتراع التي ارتضيناها جميعاً .