وقع اشتباك يوم أمس الاثنين بين مئات الطلاب التركمان والأكراد في مدينة كركوك المتنازع عليها في شمال العراق بعد أن حاول طلاب تركمان الاحتفال بذكرى قتلى تركمان سقطوا أيام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وتتمتع كركوك باحتياطات نفطية ضخمة وهي منقسمة عرقيا بين الأكراد والتركمان والعرب والمدينة نقطة صراع ساخن في وقت تراجع العنف فيه في معظم أنحاء العراق. وفي هذا السياق ذكرت مصادر في مستشفى كركوك ومركز العمليات العسكرية فيها أن تسعة طلاب وثلاثة من رجال الشرطة أصيبوا في الاشتباك في المعهد التقني بكركوك. وقال مراسل من رويترز في المكان إن شرطة مكافحة الشغب انتشرت ووصل قائد شرطة المدينة لتفريق الاشتباك. ويأتي اندلاع هذا الاشتباك عندما سعى طلاب تركمان إلى إقامة مراسم ذكرى لقتلاهم. وكانت مراسم مماثلة قد أقيمت الأسبوع الماضي لإحياء ذكرى أكراد قتلوا أيام حكم صدام في هجوم بالغاز السام في بلدة حلبجة عام 1988. وقال آيدين محمد وهو طالب من التركمان يبلغ من العمر 19 عاما إن الأكراد كانوا قبل أيام قليلة يحييون ذكرى الأحداث في حلبجة وإن التركمان لم يعترضوا طريقهم واليوم (أمس) يحاول التركمان إقامة مراسم لقتلاهم لكن الأكراد منعوهم. وألقى أحمد كريم وهو طالب كردي يبلغ من العمر 20 عاما باللوم في إثارة العنف على أشخاص من خارج المعهد. وأضاف أن الطلاب الأكراد ليست لديهم مشكلة مع الطلاب التركمان وأن التركمان سألوا إن كان يمكنهم حمل أعلامهم فوافق الأكراد لكن سمع إطلاق نار وتضايق الطلاب الأكراد وبعد ذلك حدث تلاسن تطور إلى قتال. وتابع أن الطلاب لم يتسببوا في هذه المشكلة. وأشار تورهان عبد الرحمن نائب قائد الشرطة لرويترز إلى أن المشكلة حلت وتم قمع العنف. وقضية كركوك واحدة من أكثر القضايا تعقيدا في العراق. ويريد الأكراد ضم كركوك إلى منطقتهم شبه المستقلة لكن العرب والتركمان في المدينة يعارضون هذا الأمر. وتراجع العنف كثيرا في العراق بعد أن وصل الاقتتال الطائفي إلى أوجه بين السنة والشيعة في عامي 2006 و2007 لكن المتشددين ما زالوا يشنون عشرات الهجمات بالقنابل والأسلحة كل أسبوع وكثير من تلك الهجمات يستهدف قوات الأمن العراقية في الأساس.