فجرت الحرب التي تشنها المليشيات القبلية المسلحة لأبناء الأحمر منذ أيام حالة ذعر غير مسبوقة في أوساط المعتصمين بساحة التغيير بصنعاء . وشهدت الساعات الماضية من نهار ومساء أمس الأول انسحابات هائلة للمعتصمين الذين بدأوا بمغادرتها أفواجاً عائدين إلى محافظاتهم، خوفاً من امتداد الحرب إلى ساحات الاعتصام وتحولهم إلى «كباش فداء» للحسابات الانتقامية لأبناء الأحمر والقوى المتشددة المتحالفة معها. وذكر موقع «نبأ نيوز» نقلاً عن مصادره في الميدان: أن مجاميع من عناصر الإخوان المسلمين في «اللجان الأمنية» ضربت طوقاً من عشرات المسلحين في محاولة لاعتراض طريق المجاميع التي بدأت بالانسحاب منذ ما بعد الظهر، غير أن اشتباكات بالأيدي حدثت بين مجموعة من أبناء محافظة الضالع وعناصر اللجان الأمنية وكادت تفجر الساحة بمعارك واسعة تداعى إليها المئات من أبناء المحافظات الجنوبية، الأمر الذي اضطر القيادات التنظيمية للساحة إلى التوجيه بعدم اعتراض طريق الراغبين بالانسحاب. وفيما شوهدت مجاميع المنسحبين تشق طريقها باتجاه شارع الزراعة والزبيري وعلى شارع الستين طوال الساعات الماضية فإن (فرزة) باب اليمن التي تتحرك منها سيارات الأجرة بين المحافظات شهدت ازدحاماً كبيراً خاصة على خطوط محافظات تعز والضالع، حيث ظل الشباب يتراكضون خلف السيارات. وذكر موقع «نبأ نيوز» أن ساحة التغيير تكاد تخلو في هذه اللحظات من المعتصمين باستثناء المئات من عناصر حزب الإصلاح، والمجاميع القبلية التابعة لأبناء الأحمر، فيما ظلت الشوارع تغطيها مئات الخيام الخاوية نهائيا من أي جنس بشري بعد أن غادرها أصحابها عائدين إلى محافظاتهم بعد تحول ما كانوا يسمونه ب «الثورة» إلى انقلاب مسلح لحساب أبناء الشيخ عبد الله الأحمر، وبطريقة بربرية وهمجية لا تمت بأي صلة للأخلاق السياسية. وبحسب المنسحبين فإن هواجس مخيفة سيطرت عليهم جراء أنباء ظلت قيادات الإخوان المسلمين تبثها عبر منصة ساحة التغيير حول مجازر محتملة بحقهم، وهو ما أثار لغطاً بين المعتصمين، حيث وجه عدد من أبناء المحافظات الجنوبية اتهامات للإخوان بأنهم يحضرون لمجزرة ويقومون بالتمهيد لها إعلاميا، فيما تخوف آخرون من استغلال طرف مجهول لمثل هذه الترويجات وارتكاب مجزرة بحقهم، في نفس الوقت الذي اعتبرت النسبة الغالبة تفجير المواجهات المسلحة من قبل أبناء الأحمر انقلاباً على «ثورة الشباب» ومغامرة للدفع بأرواح الشباب ثمناً لمغانم ومصالح شخصية لأبناء الأحمر الذين يبسطون أيديهم على ملايين الأراضي وآلاف الشركات والمصالح التجارية والاستثمارية.