حقق علماء الفضاء في جامعتي ميتشيجن وكاليفورنيا بالولايات المتحدةالأمريكية اكتشافاً مذهلاً خلال مراجعتهم لمجموعة من الصور القديمة التي أرسلها مسبار الفضاء (جاليليو) قبل تحطمه على المشتري عام 2003، إذ عثروا على أحد أقماره ما يدل على وجود بحر من حمم البراكين تحت قشرته السطحية الرقيقة . وأشار العلماء إلى أن هذه الصور العائدة للقم(Io) تكشف بوضوح هذه الظاهرة التي لا توجد في أي مكان آخر معروف ضمن مجموعتنا الشمسية، مشبهين ما يوجد تحت سطح هذا القمر بأنه (بحار من نار) . وكانت الأبحاث السابقة حول هذا القمر قد كشفت منذ سنوات أنه من بين الكواكب الأكثر نشاطاً على الصعيد الجيولوجي، بعدما صور المسبار (جاليليو) الثوران الهائل لأحد البراكين على سطحه ، إذ اندفعت الحمم والأدخنة من فوهته لتصل إلى ارتفاع 257 كيلومترا . ويحيط بالمشتري أكثر من 63 قمرا، وما زال العلماء يجهلون العدد النهائي الممكن لهذه الأقمار بسبب صغر حجم بعضها، ويبرز بينها أربعة أقمار كبيرة هي أوروبا وجانيميد وكاليستو، إلى جانب (Io) نفسه. ويدور القمر (Io) حول المشتري بسرعة وقوة بسبب قربه الشديد منه وخضوعه لجاذبيته بشكل قوي، الأمر الذي يفاقم من ارتفاع حرارته ويتسبب بتفجر دائم ومتزامن لعشرات البراكين على سطحه. وبحسب العلماء الذين اكتشفوا الصور فإن وجود هذه البحار من الحمم البركانية تجعل مراقبة قمر(Io ) أمراً ضروريا باعتبار أن العديد من النظريات حول نشوء الأرض تشير إلى أن سطح كوكبنا كان قد شهد حالة مماثلة في العصور السحيقة .