قالت متحدثة باسم وزارة الداخلية يوم أمس الاثنين إن السلطات الصربية احتجزت 180 شخصا هاجموا الشرطة وأصابوا 32 من أفرادها خلال احتجاج على إلقاء القبض على الجنرال الصربي السابق راتكو ملاديتش. وكثيرون ممن شاركوا في تظاهرة الليلة الماضية في بلجراد من الشبان والبعض منهم لم يكن قد ولد خلال حرب البوسنة التي دارت رحاها بين 1992 و1995 . وكان عشرات ممن احتجزتهم شرطة مكافحة الشغب من القصر. وجلب الحزب الراديكالي الصربي الذي يحاكم زعيمه في لاهاي أيضا أنصاره بالحافلات من أرجاء صربيا لمساندة ملاديتش. كما جاء كثيرون بعد مباريات كرة القدم يوم أمس الأول الأحد. وقالت الشرطة إن إعمال العنف أسفرت عن إصابة 32 من إفرادها و11 محتجا كما اصيبت خمس سيارات وستة متاجر باضرار. والقي القبض على ملاديتش يوم الخميس في قرية تبعد مئة كيلومتر شمال شرقي بلجراد بعد 16 عاما من الهرب. وهو متهم بالابادة الجماعية خلال حصار فرض على مدينة سراييفو لمدة 43 شهرا وارتكاب مذبحة راح ضحيتها 8000 في بلدة سربرنيتشا. ويوم الجمعة قررت محكمة في بلجراد أن حالة ملاديتش الصحية تسمح بأن يحاكم أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وسلمت اوراق ترحيله وتسليمه للمحكمة. وقال ميلوس سالييتش محامي ملاديتش انه سيستأنف ضد قرار تسليمه يوم أمس الاثنين. واعتقال ملاديتش خطوة مهمة لمسعى صربيا الانضمام الى الاتحاد الاوروبي وجاء قبل اسابيع من الموعد المقرر لتقديم سيرجي برامرتز كبير مدعي جرائم الحرب في المحكمة التابعة للامم المتحدة تقريرا لمجلس الامن عما احرزته صربيا من تقدم نحو اعتقال ملاديتش. ومن المقرر ان تزور زوجة وابن ملاديتش المقيمان في بلجراد الجنرال السابق في السجن. وفي احتجاج يوم أمس الأول الأحد قال ابنه داركو ان والده كان يدافع عن شعبه. وقال للمتظاهرين «راتكو ملاديتش ليس مجرما ولم يصدر اوامر القتل. دافع عن شعبة بشكل مشرف ونزيه ومهني». ويتفق معه كثيرون من مواطني الصرب ويكنون اعجابا لملاديتش كعسكري مخلص لم يسع لتحقيق الثراء لنفسه من وراء الحرب ولكن اخرين ابدوا سعادتهم بالقبض عليه لتخرج صربيا وتنأي بنفسها عن وضع الدولة المنبوذة دوليا الذي لاحقها في التسعينات. وقالت اسرة ملاديتش ومحاميه انه مشوش ذهنيا ومريض لدرجة يتعذر معها محاكمته.