سعى الرئيس الأفغاني حامد كرزاي يوم أمس الاربعاء الى تخفيف حدة المخاوف في باكستان بشأن اتفاق مهم مع الهند قائلا: انه لن يؤثر على العلاقات مع اسلام اباد. وفي ظل التوتر الشديد في علاقة باكستان مع الولاياتالمتحدة فانها تبدو معزولة على نحو متزايد بعد أن وقعت الهند عدوتها اللدود اتفاقا واسع النطاق مع جارتها افغانستان. وقال كرزاي في كلمة ألقاها في نيودلهي «باكستان شقيقنا التوأم والهند صديقة رائعة. الاتفاق الذي وقعناه مع صديقتنا لن يؤثر على شقيقنا». وأضاف «هذه الشراكة الاستراتيجية... ليست موجهة ضد اي دولة ... هذه الشراكة الاستراتيجية لدعم أفغانستان». وخلال زيارة لنيودلهي مدتها يومان وقع كرزاي ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ اتفاقا يوم أمس الأول الثلاثاء شمل عدة جوانب بدءا بتوثيق العلاقات السياسية وانتهاء بمكافحة الارهاب. ويمثل هذا تعزيزا رسميا للعلاقات قد يثير مخاوف باكستان من أن الهند تنافسها على النفوذ في أفغانستان. والاتفاق مع الهند واحد من عدة اتفاقات تتفاوض عليها كابول بما فيها اتفاق مع الولاياتالمتحدة في اطار مسعى أفغانستان لتحسين الوضع الامني حين تنسحب قوات حلف شمال الاطلسي من البلاد. على صعيد آخر قال جهاز المخابرات الافغاني يوم أمس الأربعاء انه أحبط مخططا لاغتيال الرئيس حامد كرزاي بعد اعتقال حارس شخصي وخمسة أشخاص لهم صلة بشبكة حقاني وتنظيم القاعدة. وقال جهاز المخابرات الذي يطلق عليه الادارة الوطنية للامن في مؤتمر صحفي ان مدبري محاولة الاغتيال جندوا أحد حراس كرزاي. وفي السياق نفسه قالت القوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي في أفغانستان يوم أمس الاربعاء ان ضربة جوية قتلت قائدا كبيرا في شبكة حقاني التي لها صلة بطالبان واثنين من رفاقه في اقليم خوست بشرق البلاد. وكان دلاوار الذي عرف باسم واحد فقط «مساعدا رئيسيا» لحاج مالي خان الذي اسره حلف شمال الاطلسي الاسبوع الماضي وقال في ذلك الوقت انه قائد شبكة حقاني في أفغانستان. وقالت قوة المعاونة الامنية الدولية (ايساف) في بيان وصف مسؤوليات دلاوار بأنها شملت تنسيق الهجمات على القوات الافغانية وترتيب عمليات نقل الاسلحة. ان موته خسارة مهمة أخرى للجماعة المتمردة. وقال حلف الاطلسي ان دلاوار ساعد متشددين اجانب على دخول افغانستان وان له علاقات مع كل من تنظيم القاعدة وحركة أوزبكستان الاسلامية. وقال حلف الاطلسي ان القوات الافغانية وقوات الحلف قامت حتى الان هذا العام بأكثر من 530 عملية لتعطيل شبكة حقاني في شرق افغانستان. وقال الحلف ان نحو 1400 متمرد مشتبه به من شبكة حقاني اعتقلوا هذا العام بينهم 100 منذ بداية اكتوبر تشرين الاول فقط وقتل 20 قائدا بالشبكة. وشبكة حقاني واحدة من ثلاثة فصائل متمردة متحالفة مع طالبان تقاتل في افغانستان وربما كانت أكثر شبكة يخشى بأسها حيث يعتقد انها جلبت التفجيرات الانتحارية الى البلاد وكانت وراء العديد من الهجمات الكبيرة. وهي تدين بالولاء لحركة طالبان لكن يشتبه منذ فترة طويلة ان لها علاقات مع وكالة المخابرات الباكستانية.