هاجم مفجر انتحاري مزارا شيعيا بوسط العاصمة الافغانية كابول يوم أمس الثلاثاء حيث تجمع المئات لاحياء يوم عاشوراء ما أسفر عن سقوط 48 قتيلا على الاقل في عنف طائفي غير مسبوق بعد يوم من تعهد الغرب بدعم طويل المدى لافغانستان بعد انسحاب القوات الغربية من البلاد. وجاهدت الشرطة والاطباء لاحصاء عدد القتلى في واحد من أكثر الهجمات دموية منذ سقوط حكومة طالبان عام 2001. وتناثرت اشلاء الجثث والدماء في الشارع بعد الانفجار الذي وقع في قلب مدينة كابول القديمة حيث تجمع المئات للاحتفال بعاشوراء. وأصيب في الانفجار أكثر من مئة. وكان الانفجار تذكرة قاسية بالمشاكل التي تعيشها أفغانستان بعد يوم من تجمع الحلفاء الغربيين في مؤتمر دولي للتعهد بدعم البلاد على المدى البعيد حتى بعد انسحاب القوات القتالية الاجنبية من افغانستان بحلول نهاية عام 2014. وقال الرئيس الافغاني حامد كرزاي للصحفيين في المانيا التي تستضيف مؤتمرا حول مستقبل أفغانستان «هذه هي المرة الاولى التي يحدث فيها ارهاب من هذا النوع المروع في يوم ديني مهم في أفغانستان». ولم تعلن اي جهة المسؤولية كما لم يتسن على الفور الوصول الى متحدثين باسم طالبان للتعليق. وقال محمد ظاهر رئيس ادارة التحقيقات الجنائية في كابول ان 48 قتيلا على الاقل سقطوا بينهم نساء وأطفال في هجوم يوم أمس الثلاثاء الانتحاري عند مزار شيعي في وسط العاصمة الافغانية. وتابع «قتل 48 مدنيا وأصيب أكثر من 100 بينهم نساء وأطفال. ولم يتضح بعد من نفذ الهجوم. لم تعلن أي جهة المسؤولية» مضيفا أن عدد القتلى قد يرتفع. ولافغانستان تاريخ طويل من التوترات بين السنة والاقلية الشيعية لكن منذ سقوط حكومة طالبان لم تشهد البلاد هجمات طائفية كبيرة مثل تلك التي تشهدها جارتها باكستان. ويعتبر هجوم يوم أمس الثلاثاء الذي وقع ظهرا في مزار على ضفة نهر في قلب مدينة كابول القديمة غير مسبوق. وقالت كيت كلارك من شبكة محللي الشؤون الافغانية «أفغانستان في حرب منذ 30 عاما وحدثت أشياء مروعة لكن من الاشياء التي نجا منها الافغان بشكل عام هو هذا النوع من الهجمات الطائفية». وأضافت «لا نعرف من زرع القنبلة بعد والقفز الى نتائج شيء خطير لكن لو كانت طالبان فهذا شيء جد خطير ومثير للقلق جدا». وبعد انفجار كابول بقليل انفجرت قنبلة كانت موضوعة على دراجة قرب المسجد الرئيسي في مدينة مزار الشريف ما ادى الى مقتل أربعة اشخاص واصابة 17 . وكانت شوارع المدينة مليئة بالناس احتفالا بيوم عاشوراء لكن لم يتضح ما اذا كان الهجوم يستهدف الزوار الشيعة. ومن ناحية أخرى قال متحدث باسم حاكم اقليم قندهار بجنوب أفغانستان ان قنبلة مزروعة على دراجة نارية انفجرت في مدينة قندهار يوم أمس الثلاثاء ما أسفر عن اصابة ثلاثة مدنيين. ولم يقع الانفجار قرب أي مسجد أو مزار. وتشهد باكستان هجمات دامية بين الاغلبية السنية والاقلية الشيعية منذ عقود. واشتد الصراع الطائفي منذ ان عزز المتشددون روابطهم بالقاعدة ومتمردي طالبان بعد ان انضمت باكستان الى الحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد المتشددين عقب الهجمات التي تعرضت لها البلاد في 11 سبتمبر ايلول عام 2001.