يقول نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام (انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).. والأخلاق هي الرحمة والتراحم والمحبة في الله والعمل الصالح.. لذلك قالوا (الدين المعاملة).. وقال أحد الأعراب: "قدم إلينا فلان- وسماه- ولا مال معه, فأغنانا"، فقيل له: "وكيف ذلك يا أخ العرب؟". قال: "علمنا مكارم الأخلاق فعاد غنينا على فقيرنا فغنينا كلنا".. أما في عصرنا الحديث فأمير الشعراء يقول: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا منذ قرابة عامين قرأت لأحد قادة ثورة 26 سبتمبر بعد أن بلغ من العمر عتيا.. يخاطب الشباب فيقول لهم (لقد حققنا الثورة وعليكم تحقيق النهضة).. يا خبر!.. بعد أربعين سنة من قيام الثورة ولم تتحقق النهضة.. ماذا كنتم تفعلون إذن.. آه كنتم تتصارعون وتتقاتلون على السلطة.. في الشمال وفي الجنوب.. فوق وتحت.. والى يومنا هذا وأنتم تتقاتلون وتتصارعون من أجل السلطة والثروة.. حتى يستبدل الله بكم قوم آخرون!. أتدرون لماذا.. لأنه ما فيش أخلاق.. طيب هذا كيف يكون ونحن مسلمون.. نصلي ونصوم.. ونربي ذقون.. ونستعمل المسواك وليس المعجون؟!.. أتدرون.. لأن الدين أصبح مظهر لا مخبر.. عمل بلا قلب.. وشعائر بلا شعور.. وحركات بلا روح.. ورجال اتباع السلطة.. لا قادة حياة وروح.. يقول الله في كتابه الكريم "إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء انما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون" (الأنعام 59)..ويقول سبحانه:"قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم ومن تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون"(الأنعام 65). وهكذا بكى الباسندوة وسالت دموعه.. دموع الأديب الإنسان والشاعر المرهف الإحساس.. وهكذا يجب أن نبكي من خشية الله لما فرطنا في جوهر وحق ديننا الإسلام.. فلن ننهض ولن نتحرر.. إلا بعد أن يتحرر الدين.. فالدين هو الأساس.. وأساس الدين الأخلاق.. والأخلاق هي الرحمة والتراحم والمحبة في الله والعمل الصالح.. و.. (ومن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) صدق الله العظيم. E-mail: Farid Sohbi@Yahoo. com