قبل نصف قرن، كانت مدينة «مويناك» الواقعة في لكاراكالباكستان غرب أوزبكستان، واحدة من أكبر المدن الساحلية الواقعة على ضفاف بحر آرال وتضم أكبر ميناء لكاراكالباكستان كما كانت تزخر بثروة سمكية كبيرة. وكانت مويناك وغيرها من المدن القريبة من البحر توفر حينها حوالي 160 طنا من الأسماك يوميا أما اليوم فتفرقت مويناك عن البحر وابتعدت عنه بمساحة تفوق ال150 كيلومتراً. و«آرال» هو بحر داخلي يقع في آسيا الوسطى بين كازاخستان شمالا وأوزبكستان جنوبا، عرفه جغرافيو العرب ببحر خوارزم، ويعد رابع اكبر بحر في العالم. ووفقا ل«ويكيبيديا»، تبلغ مساحة «آرال» 68 ألف كيلومتر مربعا، وتحول إلى صحراء قاحلة بعدما بدأت مياهه تنخفض محولة القاع إلى مقبرة للسفن التي صدئت مع مرور الزمن بفعل تأثير الشمس. كارثة من صنع الإنسان في الأربعينات بدأ مخططون سوفييت طموحون بتنفيذ برنامج ضخم هدفه ري الصحراء وتجهيزها لزراعة الأرز والبطيخ والحبوب والقطن. وتقرر بذلك تحويل مسار النهرين (أمو داريا في الجنوب وسير داريا في شمال شرق البلاد) اللذين يغذيان بحر آرال. وبحلول عام 1960، بدا تحويل ما بين 20 إلى 60 كيلومترا مكعبا من المياه في كل عام إلى اليابسة بدلا من البحر. ومع انعدام إمدادات المياه في البحر بدأت مياه آرال تنخفض شيئاً فشيئا. فمن عام 1961 إلى عام 1970، انخفض مستوى آرال بمعدل 20سم في السنة، وفي السبعينات تضاعف المعدل ثلاث مرات تقريبا ليصل إلى 50-60سم سنويا، وبحلول الثمانينات استمر مستوى البحر في الانخفاض، بنسبة 80 إلى 90سم سنويا، وبحلول عام 2007، انخفضت مياه بحر آرال إلى 10 ٪ من حجمها الأصلي. وأدى ذلك إلى القضاء على صناعة السمك التي كانت في أوجها ويعمل بها نحو 40 ألف شخص وكانت تمثل سدس الثروة السمكية في الاتحاد السوفياتي، وتحولت المدن الممتدة على طول الشواطئ إلى مقابر للسفن، حيث تقبع قوارب الصيد المنتشرة على الأراضي الجافة منذ 20 عاما. وتسببت عواصف الغبار السامة التي تمر من قاع البحر المتلوث في انتشار العديد من الأمراض المزمنة والحادة بين السكان القلائل الذين اختاروا البقاء، يتحملون إضافة إلى الأمراض صيفاً أشد حرارة وشتاء اشد برودة من المعتاد.