كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون من جامعة تورنتو الكندية عن معلومات جديدة وخطيرة بشأن التحرش الجنسي الذي يحدث للأطفال ودوره في رفع فرص الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة في المرحلة المتأخرة من حياة الطفل في مرحلة الرشد. وأوضحت الدراسة أن الرجال الذين تعرضوا للتحرش الجنسي خلال طفولتهم معرضون للإصابة بالأزمات القلبية بشكل أكبر بمقدار ثلاثة أضعاف مقارنة بالرجال الذين لم يتعرضوا لتلك الممارسات الجنسية في الصغر. ولم تظهر نفس النتائج على النساء، أي أن اللاتي تعرضن للتحرش الجنسي خلال طفولتهن لا ترتفع فرص إصابتهن بالأزمات القلبية مقارنة بأقرانهن اللاتي لم يتعرضن لتلك الممارسات الجنسية الوحشية. وقال الباحثون إن ذلك يعود إلى الطبيعة المختلفة للنساء التي تعتمد في الأغلب على طلب الدعم والمساندة من الغير واستشارتهم للوقوف على حلول لتلك المشكلة الصعبة بعكس الرجال، الذين يفضلون الصمت غالباً. وشملت الدراسة أكثر من (5000) رجل و(7700) امرأة، تزيد أعمارهم جميعاً على 18 عاماً، وأكد الباحثون أن السبب في ذلك قد يكون له علاقة بالضغط العصبي والقلق والأحاسيس السلبية التي تصاحب الشخص خلال حياته بعد التعرض للأزمة. وكانت دراسة أميركية سابقة أشارت إلى أن تعرض الطفل للتحرش والعنف والإيذاء البدني في كثير من الأحيان في طفولته لا يؤثر سلباً على نفسيته ونشأته فقط، بل يعمل على انكماش حجم المخ. وقال الباحثون إن وقوع الطفل فريسة لسوء المعاملة والإيذاء البدني بصورة مستمرة في هذه المرحلة المهمة من نشأته يؤثر سلباً على المنطقة الرمادية في المخ، ويعمل على إحداث تغيرات سلبية بها، حيث يعمل التعرض للضغوط والتوتر المستمر في هذه المرحلة المبكرة من العمر على كبح النمو الطبيعي للمخ. وكان الباحثون عكفوا على دراسة وتحليل مراحل النمو والظروف الاجتماعية والبيئية التي عاش فيها نحو (42) طفلاً، تراوحت أعمارهم ما بين الثانية عشرة والسابعة عشرة لقياس العلاقة بين سوء المعاملة في الصغر والخلل النفسي وتأثيرهما على مراحل نمو المخ. وأشارت المتابعة إلى أن الأطفال الذين عانوا من سوء معاملة في طفولتهم وإيذاء بدني تراجع معدل نمو المخ بمعدل 12 % بينهم، بالمقارنة بالأطفال الذين نعموا بطفولة هادئة مستقرة. ويأتي ذلك في الوقت الذي تشير فيه البيانات والإحصاءات إلى أن نحو 3.7 مليون طفل أميركي يعانون سنوياً من سوء المعاملة في مرحلة الطفولة.