دعا وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري المعارضة والحكومة السورية إلى عقد مؤتمر في دولة محايدة للبدء بعملية الانتقال السياسي ضمن أطر زمنية محددة، وطالب المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي بالإسراع في طرح خطة عمل على الأرض وعدم الاكتفاء بسماع الآراء. وقال زيباري إن «إعلان بغداد الذي اتفقنا عليه يدعم المطالب المشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية وبناء مستقبله وتقرير مصيره بنفسه من دون تدخل خارجي». وفيما يخص المرحلة الانتقالية ومطلب تنحي الأسد، قال زيباري إن «هذا لابد أن يكون جزءا من عملية الانتقال السياسي، ولا يحصل بالتمني بل بالواقع»..مؤكدا أنه «لا بد أن يتحقق ذلك في إطار العملية السياسية، بمعنى أن السوريين هم الذين يقررونه». كما انتقد زيباري مواقف المعارضة السورية قائلا إن «الإطلاقية في المواقف، إما كل شيء أو لا شيء، غير مقبولة، إذا كنا نريد عملية سياسية، انتقالا سياسيا، تفاوضا، لا بد من وجود طرف آخر، مع من تتحاور». ولفت إلى انه «تحفظنا أكثر من مرة على الموقف العربي، فنحن مع مصلحة العراق ولسنا مع مصلحة إيران أو سورية أو أمريكا أو روسيا، وننطلق من هنا»، معتبرا أنه « ليس هناك أي ازدواجية في موقفنا، وكنا واقعيين من أول يوم، ونبهنا كل إخواننا وزملائنا العرب الذين كانوا يحاولون إيجاد تغطية عربية من خلال هذه القرارات للتشجيع على تدخل دولي في سورية». وفي معرض رده على سؤال كيف يمكن مساعدة سورية في الخروج من الأزمة أكد زيباري على أنه «أولا من المفروض أن يكون هناك وقف لإطلاق النار، من دونه صعب جدا البدء في أي عملية»، وثانيا «على مبعوث الأممالمتحدة الجديد الأخضر الإبراهيمي أن يدعو إلى مؤتمر للقوى الحقيقية الممثلة للشعب السوري، وبمشاركة ممثلي النظام في بلد محايد، ثم تبدأ عملية الانتقال السياسي بوضع سقوف زمنية لما يجب أن تكون عليه الأمور». و«النقطة الأخرى، هي مرجعية جنيف التي يجب أن تكون المرجعية التي تحكم هذا الموضوع»..لافتا إلى انه «اقترح على وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه ربما هناك ضرورة لعقد مؤتمر جنيف 2 لأجل تفعيل آليات ما اتفق عليه وتنفيذه، وليس لفتح النقاش مرة أخرى أو لإصدار وثيقة ختامية، بل للبحث في آليات تنفيذ وثيقة جنيف، ليكون دعما للمؤتمر الذي سوف يدعو إليه الأخضر الإبراهيمي». وفي سؤاله حول ماإذا كانت فكرته قائمة على عملية سياسية انتقالية بمشاركة النظام السوري أم عبر تسليم الرئيس بشار الأسد مهامه، اقترح المسؤول العراقي أن «يمثل الرئيس بشار الأسد بممثلين عن الحكومة السورية أو يفوض صلاحياته إلى وزير أو مسؤول او الى نائبه.. نحن ملتزمون بكل هذه القرارات ومتمسكون بها، لكن لا بد أن يكون للنظام السوري حضور أيضا، لأن هناك نزاعا وخلافا، وهناك طرفان». وبالنسبة لمهمة الأخضر الإبراهيمي قال زيباري انه «يقول إن مهمته شبه مستحيلة وصعبة ويريد أن يستمع، ولكن حان الوقت لأن يبدأ ببعض الخطوات، لا يكفيه الاستماع والناس تذبح وتقتل يوميا وتترك ديارها وتسعى إلى اللجوء والنزوح، هذا لم يعد مقبولا، وعلى الإبراهيمي الإسراع في التحرك في اتجاه طرح خطة»، مشيرا إلى انه «بحث مع الإبراهيمي رؤيته وكان متفهما جدا وطلب دعم العراق لمهمته». وبحث هوشيار زيباري مع نظيره السوري وليد المعلم في وقت سابق سبل معالجة الأزمة المتفاقمة في سورية، وذلك في مقر الأممالمتحدة بنيويورك.