فعاليات وإذاعات مدرسية وزيارة معارض ورياض الشهداء في عمران    بكين تتهم واشنطن: "اختراق على مستوى دولة" وسرقة 13 مليار دولار من البيتكوين    قبائل التحيتا بالحديدة تُعلن النفير العام لمواجهة الأعداء والخونة    مناقشة جوانب ترميم وتأهيل قلعة القاهرة وحصن نعمان بحجة    شليل يحرز لقب فردي الرمح في انطلاق بطولة 30 نوفمبر لالتقاط الأوتاد بصنعاء    افتتاح مركز الصادرات الزراعية بمديرية تريم بتمويل من الاتحاد الأوروبي    قراءة تحليلية لنص "اسحقوا مخاوفكم" ل"أحمد سيف حاشد"    القرود تتوحش في البيضاء وتفترس أكثر من مائة رأس من الأغنام    العليمي يثمن دعم الأشقاء للإصلاحات بما في ذلك دفع المرتبات خلال الأيام المقبلة    مفتاح: مسيرة التغيير التي يتطلع اليها شعبنا ماضية للامام    من المرشح لخلافة محمد صلاح في ليفربول؟    تركيا تعلن مقتل 20 من جنودها بتحطم طائرة شحن عسكرية في جورجيا    المنتصر يدعوا لإعادة ترتيب بيت الإعلام الرياضي بعدن قبل موعد الانتخابات المرتقبة    تألق عدني في جدة.. لاعبو نادي التنس العدني يواصلون النجاح في البطولة الآسيوية    دربحة وفواز إلى النهائي الكبير بعد منافسات حماسية في كأس دوري الملوك – الشرق الأوسط    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    الإخوان والقاعدة يهاجمان الإمارات لأنها تمثل نموذج الدولة الحديثة والعقلانية    جنود في أبين يقطعون الطريق الدولي احتجاجًا على انقطاع المرتبات"    إيفانكا ترامب في أحضان الجولاني    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    خبير في الطقس: برد شتاء هذا العام لن يكون كله صقيع.. وأمطار متوقعة على نطاق محدود من البلاد    عين الوطن الساهرة (2)..الوعي.. الشريك الصامت في خندق الأمن    زيارة ومناورة ومبادرة مؤامرات سعودية جديدة على اليمن    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    إيران تفكك شبكة تجسس مرتبطة بالولايات المتحدة وإسرائيل    اليوم انطلاق بطولة الشركات تحت شعار "شهداء على طريق القدس"    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    أبين.. الأمن يتهاوى بين فوهات البنادق وصراع الجبايات وصمت السلطات    30 نوفمبر...ثمن لا ينتهي!    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    تغاريد حرة .. انكشاف يكبر واحتقان يتوسع قبل ان يتحول إلى غضب    كلمة الحق هي المغامرة الأكثر خطورة    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قاضٍ يوجه رسالة مفتوحة للحوثي مطالباً بالإفراج عن المخفيين قسرياً في صنعاء    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    مشاريع نوعية تنهض بشبكة الطرق في أمانة العاصمة    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    النفط يتجاوز 65 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 3 نوفمبر    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    الحديدة أولا    نائب وزير الشباب والرياضة يطلع على الترتيبات النهائية لانطلاق بطولة 30 نوفمبر للاتحاد العام لالتقاط الاوتاد على كأس الشهيد الغماري    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    البروفيسور الترب يحضر مناقشة رسالة الماجستير للدارس مصطفى محمود    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    عالم أزهري يحذر: الطلاق ب"الفرانكو" غير معترف به شرعا    الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإرهاب عنف لامتناهٍ ناتج عن التطرف والتشدد والغلو
شخصيات سياسية اجتماعية وتربوية تتحدث ل اللاعنف بمناسبة اليوم العالمي لنبذ العنف:
نشر في 14 أكتوبر يوم 02 - 10 - 2012

الشيخ / عبده مقبل الوشاح رئيس منتدى الوشاح الثقافي وعاقل حارة حي الفوارس بالعاصمة صنعاء قال: إذا كان العنف سلوكًا غير رسمي يسعى إلى حلِّ تناقُضاته بالقوة، فإن الإرهاب هو الشكل اليائس للمنخرطين فيه. فالعنف الإرهابي هو أقرب إلى الانتقام والاقتصاص. وهذا ما يمكن لنا استقراؤه من عدة تجارب إرهابية معاصرة في العالم، بما يجعل الإرهاب، بهذا المعنى، عبارة عن عنف لامتناهٍ مبنيٍّ على أساس ما تطرحه الإيديولوجيات.
وهو يكتسي شيئا من التفريق على أساس تصنيفي سياسي ظرفي، وليس على أساس علمي معرفي داخل الحقل الإيستمولوجي، متخذا عدة أشكال مختلفة باختلاف أهدافه ودلالاته وأشكاله التاريخية والسياسية والسوسيوثقافية وبالتالي فان كل فعل شديد يخالف طبيعة الشيء ويكون مرفوضا منه وخارجا عنه فهو بمعنى ما فعل عنيف؛ والعنيف هو القوي الذي تشتد صولته بزيادة الموانع التي تعترض سبله؛ والعنيف من الرجال هو الذي لا يعامل غيره بالرفق؛ والعنف أيضا استخدام القوة استخداما غير مشروع أو غير مطابق للقانون وعليه فان ظاهرة العنف تعتبر من أقدم الظواهر التي عرفها الإنسان في تاريخه، وإنْ كانت هذه الظاهرة شهدت في بعض العصور رواجا وازدهارا.
وهذه الظاهرة تبدو اليوم محمولة على دفقة جديدة من التصاعد الرهيب، في أنحاء المعمورة قاطبة، بما يبعث على القلق، ويحتم التأمل مطولا فيها، شأنها شأن باقي الظواهر السياسية والاجتماعية. فلا تكفي في إيجادها أو إزالتها عزيمة فرد أو أفراد، لأنها حصيلة جملة من العوامل والشروط والظروف، وهي ثمرة مركب كبير معقد من البواعث والقوى. فإذا كان إيمان أفلاطون قديما بجعل الفلسفة مرشدا أمينا للمسلك الإنساني، انطلاقا من سعيه في تأهيل رجال سياسيين قادرين على الحكم بمقتضى أحكام العقل، فتبشير الناس بالعدل وإقامته بينهم اليوم لا يزالان المشروع الأساسي لكلِ فلسفة ترغب في مكافحة العنف بجميع تجلِياته، من ظلم واستبداد وقمع وقتل مجاني، وفي تحقيق العدالة والوحدة والسلام، حيث إن العنف في أشكاله يخضع لقوانين مختلفة تحد من ظهوره ونموِه، وتعمل أيضا على زواله. بل إن السبيل إلى ذلك هو التأثير فيه عن طريق معرفة عوامل مخاضه ونشأته.
وتابع الوشاح حديثه بالقول: إن مثل هذا المركب من الظواهر الاجتماعية صعب وشاق على الإحاطة دون شك، وخصوصا بعدما أصبح متجليا في شكل كبير في مجتمعاتنا العربية المعاصرة، على اختلاف ألوانه ومرجعياته ومدى تأصله في التراث العربي-الإسلامي، كونه كان سببا في التغيرات والأحداث الكبرى التي كونت المجتمعات الإسلامية في تاريخها، الذي لم يخل قط من الصراعات والحروب والنزاعات، وخاصة مجتمعات المغرب العربي ومجتمعات بلاد الرافدين والهلال الخصيب، مقارنة بمجتمعات الخليج الأقل عنفا؛ وهذا يعود إلى أن تلك المجتمعات كانت، تاريخيا، مسرحا للعنف بجميع أطيافه ومسمياته، مما كان سببا كافيا لدخوله في أساس تركيبتها التاريخية، فكل فعل شديد يخالف طبيعة الشيء ويكون مرفوضا منه وخارجا عنه فهو بمعنى ما فعل عنيف؛ والعنيف هو القوي الذي تشتد صولته بزيادة الموانع التي تعترض سبله؛ والعنيف من الرجال هو الذي لا يعامل غيره بالرفق؛ والعنف أيضا استخدام القوة استخداما غير مشروع أو غير مطابق للقانون والحديث عن مكافحة هذه الظاهرة سيطول ولامجال لذلك هنا ويمكن ان انهي حديثي هذا بدعوة كل فرقاء العمل السياسي ببلادنا إلى تغليب مصلحة الوطن وترك الأعمال الصبيانية وأعمال العنف التى تمارس اليوم من قبل بعض الفرقاء السياسيين على أنها مناورات سياسية يعتقدون انها تحقق لهم مكاسب سياسية ونسوا مدى تأثيرها على الوطن وسمعته وقد راينا الكثير من أعمال العنف التي ظهرت بقوة في الآونة الأخيرة تارة باسم الدين وأخرى لأغراض سياسية .
العنف المدرسي
راجح راشد رزيق نائب رئيس شعبة التدريب والتاهيل بمكتب التربية بمحافظة صنعاء قال : إن ظاهرة العنف بشكل عام في الأطر المختلفة تعد من أكثر الظواهر التي تسترعي اهتمام الجهات الحكومية المختلفة من ناحية والأسرة النووية من جهة أخرى. نواجه في الآونة الأخيرة في دول غربية تطورا ليس فقط في كمية أعمال العنف وإنما في الأساليب التي يستخدمها الطلاب في تنفيذ السلوك العنيف كالقتل والهجوم المسلح ضد الطلاب من ناحية والمدرسين من الناحية الأخرى.
العنف كما عرف في النظريات المختلفة: هو كل تصرف يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين، قد يكون الأذى جسميا أو نفسيا. فالسخرية والاستهزاء من الفرد وفرض الآراء بالقوة وإسماع الكلمات البذيئة جميعها أشكال مختلفة لنفس الظاهرة.
ومما لا شك فيه ان الاهتمام والالتفات إلى ظاهرة العنف كان نتيجة تطور وعي عام في مطلع القرن العشرين بما يتعلق بالطفولة، خاصة بعدما تطورت نظريات علم النفس المختلفة التي أخذت تفسر لنا سلوكيات الإنسان على ضوء مرحلة الطفولة المبكرة وأهميتها بتكوين ذات الفرد وتأثيرها على حياته فيما بعد، وضرورة توفير الأجواء الحياتية المناسبة لينمو الأطفال نموا جسديا ونفسيا سليما ومتكاملا. كما ترافق مع نشوء العديد من المؤسسات والحركات التي تدافع عن حقوق الإنسان وحقوق الأطفال بشكل خاص، وقيام الأمم المتحدة بصياغة اتفاقيات عالمية تهتم بحقوق الإنسان عامة وحقوق الطفل خاصة، فاتفاقية حقوق الطفل تنص بشكل واضح وصريح على ضرورة حماية الأطفال من جميع أشكال الإساءة والاستغلال والعنف التي قد يتعرضون لها . اما الحديث عن العنف فى بلادنا بما يشتمل عليه المعنى الكلي للعنف والذي يندرج فيه اعمال الارهاب والتقطع واعمال الشغب وحمل السلاح والعمليات الانتحارية فالحديث عن ذلك سيطول ولا مجال فى هذه العجالة لاختصاره لتشعبه وساكتفى بالحديث عن العنف المدرسي باعتبار ذلك في اطار عملي التربوي رغم أن مجتمعنا يمر في مرحلة انتقالية، إلا أننا نرى جذور المجتمع المبني على السلطة الأبوية ما زالت مسيطرة. فنرى على سبيل المثال أن استخدام العنف من قبل الأخ الكبير أو المدرس هو أمر مباح ويعتبر في إطار المعايير الاجتماعية السليمة، وحسب النظرية النفسية- الاجتماعية فإن الإنسان يكون عنيفا عندما يتواجد في مجتمع يعتبر العنف سلوكا ممكنا، مسموحا ومتفقا عليه.
بناء على ذلك تعتبر المدرسة هي المصب لجميع الضغوطات الخارجية فيأتي الطلاب المعنفون من قبل الأهل والمجتمع المحيط بهم إلى المدرسة ليفرغوا الكبت القائم بسلوكيات عدوانية عنيفة يقابلهم طلاب آخرون يشابهونهم الوضع بسلوكيات مماثلة وبهذه الطريقة تتطور حدة العنف ويزداد انتشارها، كما في داخل المدرسة تتخذ الجماعات ذوات المواقف المتشابهة حيال العنف تحالفات من أجل الانتماء مما يعزز عندهم تلك التوجهات والسلوكيات.
ثقافة سائدة
الى ذلك قال الاخ/ محمد رسام عضو منتدى الوشاح الثقافي: العنف موضوع واسع وشائك، هناك العديد من الأمور التي تؤثر على مواقفنا تجاه العنف بحيث نجد من يرفض ومن يوافق على استخدام العنف لنفس الموقف، وهذا نابع من عدة عوامل كالثقافة السائدة والجنس والخلفية الدينية وغيرها، وبما أن الدين يعتبر عنصرا أساسيا ويلعب دورا فاعلا في حياة الأفراد، فمن الصعب تجاهل هذا العامل وتأثيره على قراراتنا ومواقفنا التربوية، لذا نظرة الدين الإسلامى للعنف يعدم وضوح القوانين وقواعد المدرسة، حدود غير واضحة لا يعرف الطالب بها حقوقه ولا واجباته، مبنى المدرسة واكتظاظ الصفوف- التدريس غير فعال وغير الممتع الذي يعتمد على التلقين والطرق التقليدية، كل هذا وذاك يخلق العديد من الإحباطات عند الطلاب الذي يدفعهم إلى القيام بمشاكل سلوكية تظهر بأشكال عنيفة وأحيانا تخريب للممتلكات الخاصة والعامة ، بالإضافة الى استخدام المعلمين للعنف والذين يعتبرون نموذجا للطلاب حيث يأخذونهم الطلاب قدوة لهم هذا على مستوى العنف المدرسي كما ان هناك عنف جسدياً وبالنسبة لهذا العنف لا يوجد هناك اختلاف كبير ومتباين في التعريفات التي كتبت على أيدي الباحثين حيث أن الوضوح في العنف الجسدي لا يؤدي إلى أي لبس في هذا التعريف، وهنا تعريف شامل لعدد من التعريفات. العنف الجسدي: هو استخدام القوة الجسدية بشكل متعمد اتجاه الآخرين من اجل إيذائهم وإلحاق أضرار جسمية لهم اضف الى ذلك أن العنف النفسي قد يتم من خلال عمل أو الامتناع عن القيام بعمل وهذا وفق مقاييس مجتمعيه ومعرفة علمية للضرر النفسي، وقد تحدث تلك الأفعال على يد شخص أو مجموعة من الأشخاص الذين يمتلكون القوة والسيطرة لجعل الشخص خصوصا الاطفال المتضررين عدائيين مما يؤثر على وظائفه السلوكية، الوجدانية، الذهنية، والجسدية، كما ويضم هذا التعريف وتعاريف أخرى قائمة بأفعال تعتبر عنف نفسي مثل:- رفض وعدم قبول للفرد، إهانة، تخويف، تهديد، عزلة، استغلال، برود عاطفي، صراخ، سلوكيات تلاعبية وغير واضحة، تذنيب الطفل كمتهم، لامبالاة وعدم الاكتراث بالطالب .
دور الخطاب الديني
الاخ / محمد ناجي غليس قال لاشك ان العنف باشكاله المختلفة يعد خطراً على الوطن والمواطن وهو قضية وطنية من الدرجة الاولى تقتضي من الجميع سلطة ومعارضة الارتقاء الى مستوى ماتمثله من مخاطر من خلال إصطفاف وطني إجتماعي على نحو يوازي الجهد العالمي بعد أن أصبحت واضحة الآثار الاقتصادية الناجمة عن تلك الاعمال الأجرامية التي بانعكاساتها شملت كافة مناحي الحياة لتصل اضرارها إلى المس بارزاق واقوات الناس العاديين من ابناء هذا الوطن وبما ان الجانب الديني يلعب دورا اساسيا وبارزا فى محاربة هذه الظاهرة فإن على رجال الدين والخطباء والمرشدين التوعية بمخاطر هذه الظاهرة والإسلام يتعامل مع مفهوم العنف والعقاب على أنهما مفهومان منفصلان ومختلفان، فينبذ العنف ويدعو إلى الرفق والعطف والتسامح ومقابلة السيئة بالحسنة حيث يقول رسول الله ( ص ) « صل من قطعك، وأحسن إلى من أساء إليك، وقل الحق ولو على نفسك، عد من لا يعودك، وأهد لمن لا يهدي لك» 1، ويقول أيضا « اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» 2، وفيما يتعلق بالعنف الكلامي فالإسلام يرفضه رفضا قاطعا ويطالب بعدم الاستهزاء والاستهتار بالآخرين، وهذا واضح من قوله تعالى « يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم و لا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن، و لا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب، بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون»
ظاهرة جديدة
الى ذلك تحدث الاخ / عبد الغني الدميني بالقول :يعتبر العنف والارهاب ظاهرة جديدة في تاريخ اليمن السياسي وكذلك التطرف والغلو يتعارضان مع عقيدة وقيم وتقاليد مجتمعنا اليمني ومواجهة مثل هذه الظاهرة لا يمكن أن يتحقق بالانعزال والانكفاء على الذات في وقت أصبح فيه الارهاب آفة عالمية وليس لها موقع جغرافي محدد تتحرك فيه ولاهوية اولون أو ديانة أوعقيدة تنتمي إليها .
واليوم أصبحنا نرى المشهد الدولي وماوصل اليه من توتر وحالة عدم استقرار وكذلك نشهد انعكاسات الاعمال الاجرامية التي يقترفها البعض وما الحقته ويمكن أن تلحقه بالوطن من اضرار إقتصادية وسياسية واجتماعية وفكرية .. نحن بلد فقير ونام وذو امكانيات إقتصادية محدودة ومانحتاج اليه ليس التطرف والغلو من قبل بعض العناصر الذي تمارسه بإسم الاسلام والاسلام منه براء أوباستغلال مناخات التسامح والنهج الديمقراطي ، وعلى ذلك ينبغي ان تقوم الدولة بواجبها فى التصدي لاعمال التخريب والعنف والارهاب وعلى المواطنين مشاركة الدولة في مواجهة هذه الظواهر السلبية باعتبار الوطن ملكاً للجميع والكل معني بالدفاع عنه وحمايته
أعمال إجرامية
اما الاخ / منصورعبد الله الوشاح فقال : اذا كان العنف هو استعمال غير مشروع أو على الأقل غير قانوني للقوة. فان ما يحدث فى بلادنا من اعمال تخريبية الهدف منها اثارة الفوضى واقلاق السكينة لاتعتبر اعمال عنف فحسب يجب الوقوف عندها ومحاسبة مرتكبيها بل تتعدى ذلك فهى اعمال اجرامية تتنافى مع تعاليم وقيم ديننا الاسلامي الحنيف والجميع مسئول عن مواجهتها والتوعية بمخاطرها وفي المقدمة الدولة والامن فاذا كان العنف سلوكا غير رسمي يسعى إلى حلِ تناقضاته بالقوة، فإن الإرهاب هو الشكل اليائس للمنخرطين فيه. فالعنف الإرهابي هو أقرب إلى الانتقام والاقتصاص. وهذا ما يمكن لنا استقراؤه من عدة تجارب إرهابية معاصرة في العالم، بما يجعل الإرهاب، بهذا المعنى، عبارة عن عنف لامتناه مبني على أساس ما تطرحه الإيديولوجيات. وهو يكتسي شيئا من التفريق على أساس تصنيفي سياسي ظرفي، وليس على أساس علمي معرفي داخل الحقل الإيستمولوجي، متخذا عدة أشكال مختلفة باختلاف أهدافه ودلالاته وأشكاله التاريخية والسياسية.
فما يمكن لنا أن نستخلصه مما سبق هو أن العنف من المواضيع المعقدة، تكهنت جميع الدراسات بمدى خطورته وانعكاساته المدمرة على الحياة بعامة وعلى قيمة الإنسان في الوجود بخاصة.
عناصر مشبعة بمفاهيم ثقافة العنف
والغلو والتشدد الأعمى
من جانبه قال الاخ هادي على شايع: الأعمال الارهابية لايمكن اعتبارها ظاهرة تقتصر على بلد معين أوشعب بعينه ولاحتى أمة بعينها فمن يقترفون هذه الاعمال لاعقيدة لهم ولاوطن فالارهاب ظاهرة تجاوز خطرها في تهديده لاستقرار مجتمع اومجتمعات بحد ذاتها ،بل أصبح يهدد سلام واستقرار المجتمع الدولي والعالم قاطبة ،ولامعنى لمحاولات بعض الدوائر الصهيونية إلصاقه بالاسلام والمسلمين مستفيدة من غياب مفهوم واضح يحدد ماهية الارهاب.
وكل الديانات وفي مقدمتها ديننا الاسلامي الحنيف الذي هو دين محبة وتسامح ورحمة تجرم الارهاب والعنف وسياسيا وأخلاقيا وجنائيا ،وضرورة تعريف الارهاب وإعطاؤه مفهوم واضح يسهم في مواجهته ويخرجه من مجال الاستخدام الذرائعي لغايات واغراض ومصالح معينة ومن ثم نستطيع التفريق بين الارهاب والنضال الوطني الذي تخوضه الشعوب في سبيل حريتها واستقلالها كنضال الشعب العربي الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي وهنا سيتضح من هو الارهابي جيش الاحتلال الذي يمارس القتل وسفك الدماء ام الشعب الفلسطيني الذي يناضل في سبيل حريته واستقلاله مع ايمانه بالسلام مادام يحققه له ذلك وفقا لقرارات ومواثيق الشرعية الدولية.
وفي بلادنا اتخذ الارهاب اتجاهات وابعاداً خطرة على الوحدة والسيادة الوطنية من قبل عناصر مشبعة بمفاهيم ثقافة العنف والغلو والتشدد الاعمى التي لايقرها ديننا وقيم مجتمعنا الحضارية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.