شعر /الاديب الراحل لطفي جعفر أمان ألحان وغناء/الفنان الراحل أحمد قاسم يا مزهري الحزين؟ من يرعش الحنين؟ إلى ملاعب الصبا .. و حبنا الدفين؟ هناك .. حيث رفرفت على جناح لهونا أعذب ساعات السنين.. يا مزهري الحزين يامزهري الحزين الذكريات .. الذكريات تعيدني في مركب الاحلام للحياة لنشوة الضياء في مواسم الزهور يستل من شفاهها الرحيق والعطور وبعد هذا كله في صحوة الحقيقه ينتفض الواقع في دقيقه يهزني يشد أوتادي الى آباري العميقة يشدها .. يجذب منها ثورتي العريقة ويغرق الأوهام من مشاعري الرقيقة ويخلق الإنسان مني وثبة وقدرة عواصفا وثورة هنا .. هنا إذ زمجرت رياحنا الحمراء تقتلع القصور من منابت الثراء وتزرع الضياء وتغدق الغذاء .. والكساء والدواء على الذين آمنوا بأنهم أحياء وخيرة الأحياء في الحقل.. في المصنع.. وفي كل بناء يا مزهري الحزين يا مزهري الحزين يا مزهري الضعيف ما عاد شعبي ينسج الأوهام في لحن سخيف عن قيس ليلى ... ( روميو جوليت) .. أسماء كثيرة دبت .. دبيب النحل في أسفارنا المثيرة دبت بنا بحملة الأفيون في سفن خطيرة كي توهم الدنيا بأنا أمة الوهم الحقيرة لكننا .. يا مزهري المحزون .. يا ضعيف نبني .. نحيلك انت من وترٍ حريريٍّ رهيف مستضعف باك .. الى وثب .. الى ضرب عنيف كي يشهد المستعمرون باننا حقا نخيف لا لا لن نخاف أو أن نموت مع الضعاف اسمع إذا مني ووقع لحن قصتي الجديد وابعث به في مركب الشمس العتيده للخلود اسمع.. أنا من قبل قرن أو يزيد قرن وربع القرن بل اكثر من عمري المديد كانت بلادي هذه ملكي انا ملكي انا خيراتها مني ومن خيراتها أحيا أنا كانت وما زالت وهذي قصتي فانصت لنا في ليلة مسعورة موتورة الظلماء أوفت الى شواطئي مراكب الاعداء يقودها القبطان هنس انجليزي حقير يقرصن البحر الشهي وجيفة من الضمير هذا الحقير أرسى هنا ومد عينيه الينا في اشتهاء ونسج المزاعم النكراء في دهاء مدعيا ان جدودي هاجموا سفائنه ونهبوا خزائنه وأننا بكلمة غريبة قراصنه تصوروا.. نحن إذا قراصنه وهكذا انداح له الغزو الى اقصى الحدود ودنس البلاد بالجنود والنقود وبذر القلاقل وفرق القبائل ولملم الدجى على أطرافه يصول يمد من أطماعه مخالب المغول لكننا على المدى منذ احتلال ارضنا كنا يدا يدا تصافح الرفيق في الكفاح لا العدا وقطعة الرغيف والمبدأ الشريف زادان كانا كافيين للبقاء فنحن شعب لا ينال الضيم منا ما يشاء هاماتنا فيها من الشمس بريق الكبرياء لا نعرف الدموع إلا وأن نحيلها دماء تعلو على ضفافها بواسق الإباء وكلما مرت بنا أعوامنا الطويلة نغرس من ثورتنا بذورنا الاصيلة في كل جيل صاعد يؤمن بالضياء بالأرض بالمعول بالسلاح بالبناء ومن هنا تصلبت عقيدة السلاح ونحن منذ خلقنا نعرف ما معنى السلاح نعرفه ونرضع الاطفال منه للكفاح ونصنع الرصاص من مرارة الألم وننتشي نرتقب الفجر الجديد في شمم حتى بيوتنا التي طلاؤها الغبار حيث عم ترمي على سيمائنا ظلالها وتبتسم وانتفض الزمان دقت السويعة الأخيرة فاندفعت جموعنا غفيرة غفيرة تهز معجزاتها في روعة المسيرة وجلجلت ثورتنا تهيب بالابطال الزحف يا رجال الزحف والنضال فكلنا حريه تحن للقتال وهكذا تفجر البركان في ردفان ورددت هديره الجبال في شمسان وانطلقت ثورتنا ماردة النيران تضئ من شرارها حرية الاوطان وتقصف العروش في معاقل الطغيان وتدفع الجياع في مسيرة الانسان يشدهم للشمس نصر يبهر الزمان وهكذا تبددا عهد من الطغيان لن يجددا وحلقت على المدى ثورتنا تهتف فينا أبدا يا عيدنا المخلدا غرد فان الكون من حولي طليقا غردا غرد على الأفنان في ملاعب الجنان الشعب لن يستعبدا الشعب لن يستعبدا قد نال حريته بالدم والنيران وقتل القرصان - 20 / 11 / 1968م