التقى الأخ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية أمس السفراء العشرة للدول الراعية للمبادرة الخليجية، وهم: سفراء الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي وسفراء مجلس التعاون الخليجي ورئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي. وفي مستهل اللقاء رحب الأخ الرئيس بالسفراء جميعاً، معبراً عن تقديره لجهودهم التي تبذل في سبيل ترجمة التسوية السياسية التاريخية في اليمن وفقاً لمقتضيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقراري مجلس الأمن 2014، 2051. واستعرض الأخ الرئيس جملة من الموضوعات المتصلة بذلك وفقاً للجدول الزمني كما هو محدد في الآلية التنفيذية.. وقال: في كل الأحوال نحن حتى الآن نسير بطريقة حققت الكثير من النجاحات على المستوى السياسي بصفة أكبر، وصولاً إلى تشكيل اللجنة الفنية العليا للحوار الوطني التي طلبت التمديد لثلاثة أسابيع أخرى لإنهاء مهمتها بصورة كاملة. وفي الجانب الاقتصادي.. قال الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي:« إن مؤتمر المانحين الذي عقد في الرياض برعاية من المملكة العربية السعودية الشقيقة ومؤتمر أصدقاء اليمن الذي عقد في نيويورك في 27 من سبتمبر قد حققا نجاحاً ومؤشرات إيجابية جداً على صعيد الدعم الإقليمي والدولي لخروج اليمن من الظروف الصعبة. وأعرب الأخ الرئيس عن اعتقاده بان الأمور على هذا النحو تسير كما هو مطلوب.. وأشار الأخ الرئيس أيضاً إلى أن موضوع إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية تمضي بصورة إيجابية بحسب ما نصت عليه المبادرة الخليجية. وأكد الأخ الرئيس أن أمامنا الآن وفقاً للمرحلة الثانية من المبادرة الخليجية خطوة وطنية استراتيجية على درجة عالية من الأهمية وهو المؤتمر الشامل للحوار الوطني الذي لن يستثني أحداً. وفي هذا الصدد دعا الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى ضرورة تعاون الجميع من القوى السياسية والمجتمعية والثقافية في الداخل وتعاون المجتمع الدولي أيضاً من أجل إنجاح الحوار الوطني الذي يعول عليه إيجاد المخارج العملية والحلول الفعلية لكل الملفات والقضايا العالقة من اجل الوصول إلى الحكم الرشيد المرتكز على الحرية والعدالة والمساواة وكل ما تتطلبه الدولة المدنية الحديثة في ظل الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن، والانطلاق نحو مستقبل اليمن الجديد بكل ثقة واقتدار. وتطرق الأخ الرئيس إلى موضوع سياسات وإعلام الأحزاب والقوى السياسية والمنابر والبرامج التي تحملها وتعمل من أجل تحقيقها. وقال:« وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن 2014، 2051 فإنه يجب أن تكف تلك السياسات الإعلامية والبرامجية وتتخذ من الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية برنامجها السياسي ولعل الجميع يدرك بان المبادرة تمثل خارطة عمل لإخراج اليمن إلى بر الأمان. وأوضح الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي أن ذلك يمثل أهمية ليس لليمن وحده بل من اجل سلام وأمن المنطقة والعالم، الذي أجمع على عدم انزلاق اليمن إلى الحرب الأهلية، باعتبار أن المبادرة الخليجية كانت المخرج الأمن والمشرف للجميع. وأشار الأخ الرئيس إلى أن ما تحقق حتى الآن يعتبر شوطاً كبيراً ونجاحاً باهراً حقق الكثير من الخطوات نحو استعادة الحياة الطبيعية وتكريس الأمن المجتمعي، والفرق بين الأمس واليوم واضح جداً. واعتبر تحقيق المزيد من التقدم نحو ذلك خلال الأشهر الثلاثة المتبقية من هذا العام من اجل أن يأتي العام الجديد بإنجازات أكبر على صعيد تنفيذ التسوية السياسية. وشدد الأخ الرئيس هنا على أنه ينبغي أن يمضي الحوار الوطني من خطوات إعادة الهيكلة في الجيش والأمن ومختلف المسارات في وقت واحد ومنها تشكيل اللجنة العليا للانتخابات والسجل الانتخابي الجديد، حتى لا تتوقف عند بعض الاشتراطات التي قد تولد فيما بعد مشاكل أكبر. وتطرق الأخ الرئيس إلى التوجه لمحاربة الفساد بكل أشكاله وصوره وذلك في طريق الإصلاحات العميقة والشاملة التي خلقتها ثورة التغيير. وقد تحدث سفير المملكة العربية السعودية علي بن محمد الحمدان وسفير الولاياتالمتحدةالأمريكية جيرالد فيرستاين وسفير روسيا الاتحادية سيرجي كوزلوف ، فاجمعوا على أن الدول الراعية للمبادرة من خلال سفرائها في اليمن سيعملون كل ما بوسعهم من جهد المضي في ترجمة المبادرة السياسية التاريخية في اليمن من اجل إخراج اليمن من ظروفه الصعبة إلى بر الأمان وفقاً لقراري مجلس الأمن الدولي 2014 ،2051 وبصفة خاصة ما يتعلق بالحوار الوطني الشامل الذي لا يستثني احداً. وأكدوا أنهم سيقدمون كل المساعدات الممكنة من أجل نجاح كل الخطوات المحددة في المرحلة الانتقالية حتى الوصول إلى الانتخابات في فبراير 2014م. وقد أشاد الأخ الرئيس والسفراء بجهود السفير الصيني ليو دنغ لين في إطار جهود سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية، والذي انتهت فترة عمله في اليمن، متمنين له النجاح والتوفيق في مهامه المستقبلية. حضر اللقاء لأول مرة مدير عام مكتب مجلس التعاون الخليجي في اليمن السفير سعد بن محمد العريفي.