أشاد وزير الخارجية الدكتور أبو بكر عبد الله القربي بحياة ومسيرة الراحل والمبدع السفير علي أحمد الخضر الحافلة بالعطاء والتفاني والإبداع المتميز. وأكد وزير الخارجية في الاحتفائية الخاصة التي أقامتها المنظمة اليمنية للثقافة أمس بصنعاء إحياء لأربعينية رحيل السفير علي أحمد الخضر تحت شعار «الخضر السياسي المبدع» أن الراحل الخضر سيبقى حيا في القلوب وفي عميق الذكريات وفي الوجدان على الدوام لكل المواقف الوطنية المسئولة للفقيد ولكل ما تركه من أعمال جليلة وآثار باقية وبصمات متميزة في مجالات العمل السياسي والدبلوماسي والإبداعي والفني. وأشار القربي إلى أن الفقيد كان واحدا من الشخصيات الوطنية المتميزة بين رعيل الدبلوماسيين الأوائل الذين أسسوا وزارة الخارجية وقدموا إسهامات جليلة للمؤسسة التي يظل أثرها باقياً حتى اليوم،كما تشهد أعماله والمهام التي تولاها على قدرته الكبيرة وعلى المسؤولية الوطنية حيث كان الفقيد رجل دولة من الطراز الأول يحترم النظام والقانون ويحتكم للمبادئ الدستورية وكان رجل الواقعية والأخلاق والإخلاص والالتزام بأداء واجباته بما يخدم مصلحة الوطن.. لافتاً إلى ما تميز به الراحل الخضر في مجال الفن والموسيقى وكان موضع إعجاب بقدراته الإبداعية التي أضفت على دبلوماسيته الرقة واللغة الراقية والتعامل الإنساني الرفيع. من جانبه ألقى رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح كلمة قال فيها: «أربعون عاما من الحزن والكآبة مرت على أسرة فقيدنا العزيز وعلى أصدقائه ومحبيه وما أكثرهم .ويبدو أنه كلما مر مزيد من الوقت زاد شعور الجميع بمرارة فقدان هذا الفقيد، وإذا كان مرضه قد جعله يعتزل أصدقاءه في المرحلة القصيرة الأخيرة من حياته وأفقدهم الحضور الإنساني النبيل لذلك الإنسان المبدع الجميل فإن الجميع كانوا يعيشون على أمل أن يستعيد صحته وأن يكون المرض الذي ألم به نوبة عابرة وتزول وتعود إليه حيويته وبهجته وبما أن الموت الذي لا مفر منه قد أختطفه فقد تلاشت أحلام الأصدقاء وتحولت إلى دموع وإلى كلمات حزينة وذكريات مرسومة بحبر المحبة وألوانها التي لا تبرح الذاكرة ولا يمكن لها أن تتبدد أو تزول». ونوه الدكتور المقالح بمسيرة الراحل الإبداعية والفنية،منوها بعلاقة الراحل بالأدب والفن وعن صلته الوثيقة والمميزة بالأدباء والفنانين داخل الوطن وخارجه،وأضاف قائلا «لقد عرفت من زملائه أولا ثم منه شخصيا كيف أن الشعر هو الذي قاده إلى الفن وقد كان في بعثة الأربعين التاريخية الثاني المهتم بالشعر وكتابة القصائد بعد الشاعر الكبير المرحوم إبراهيم صادق وعن طريق الشعر أحبَّ الأستاذ علي الخضر الموسيقى والغناء وكان يعد نفسه هاويا مع أنه لو تفرغ لهذا الفن لكان من كبار مبدعيه والمجددين في مجالاته الواسعة وما تركه من أغان بديعة تؤكد ذلك»، مستعرضا بعضاً من المواقف واللحظات الجميلة التي جمعته وكثيراً من أصدقائه بالراحل الخضر وكانت روحه النقية الشفافة تجذب قلوب المبدعين إليه وتجعله في دقائق معدودة صديقا حميما يعتز الجميع بصداقته. فيما نوه عضو مجلس الشورى خالد عبد الله الرويشان بمكانة الراحل الحضر الفنية والإبداعية شاعراً وملحناً ونموذجاً لأرقى درجات المدنية والتحضر قائلاً: كنت أتمنى لو أن الأجيال اليمنية الجديدة قد أدركت قبسا من ضوء هذه الشخصية وعرفت معلما واحدا من معالمها المتعددة إذن لاستفادت وأفادت لكن غبار هذه البلاد وصخب حياتها وضعف إدارتها في معظم الأحايين قد ايبس أجمل أشجارها وأذبل أروع أزهارها وورودها.. داعياً إلى ضرورة العمل على طباعة وإنتاج وإخراج أعمال الراحل الخضر الفنية والإبداعية للاستفادة منها . بدوره ألقى الدكتور عمر عبد العزيز كلمة المنظمة اليمنية للثقافة أشاد فيها بحياة ومسيرة الراحل الحافلة بالعطاء دبلوماسيا وإبداعياً الذي أسس لليمن دبلوماسية راقية لا تخلو من الابتسامة العذبة والنكتة المعبرة والصرامة عند الاحتياج كما تمنى أن يكون لدينا فن أصيل يتمثل في وعي الفنان وجدانيا وحبه الصادق للمهنية باعتبارها أحد مفاتيح الوجدان العاكس لهواجس العاطفة الصادقة.. لافتاً إلى ما خسره الوطن برحيل الخضر، وكثير من أبنائه الشرفاء الذين فضلوا الابتعاد عن السلطة وفسادها لأنهم أكبر من أن يكونوا ناقلي أخبار أو مشيعين للفتن والأحقاد، ونأى بنفسه عن الخضوع والخنوع للسلطة المطلقة التي لا تحترم قواعد العمل الدبلوماسي وطبيعة أسس التعامل الدولي في مجال العلاقات الدبلوماسية. فيما ألقى كل من الشاعر محمد عبد السلام منصور كلمة عن أصدقاء الراحل،وأخرى عن أسرة الراحل استعرضت في مجملها حياة وسيرة الراحل علي أحمد الخضر الحافلة بالعمل والتفاني والإبداع والمثالية في التعامل الخلاق مع أبنائه وزملائه وكل من عرفه دبلوماسيا محنكا وصديقا حميماً وأباً مثالياً رائعا ومبدعا فذا. تخلل الاحتفائية قصيدة للشاعر إسماعيل الوريث بعنوان «أجمل الراحلين»، بالإضافة إلى افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية الخاصة بالراحل والمتتبعة لمسيرة حياته الحافلة بالعطاء والتميز.