تلقى عمداء كليات الشريعة بالأزهر رسائل تهديد، من طلاب الدعوة السلفية بالجامعة، على سبيل الاستتابة، تطالبهم بالتبرؤ من العقيدة الأشعرية، التي وصفوها بعقيدة الزيغ والفساد. وطالبت الرسائل أساتذة الجامعة، والعمداء بالإقلاع عما سمته بالعقيدة الكفرية، والتقليد الأعمى وإفساد طلاب العلم، كما هددت الأزهريين باتخاذ موقف حاسم ضدهم، في مرحلة التمكين. وجاء في البيان المرفق بالرسالة، إن ثوابت الدعوة السلفية تتمثل في أن النقاب فرض، والتعدد في الزواج واجب وسنة متبعة، والمرأة المسلمة مكانها البيت، ولا ولاية لها، وأن الديمقراطية كفر، وأن الليبراليين والعلمانيين والنصارى كفار، لا يجوز تسميتهم بالمسيحيين، ولايجوز تهنئتهم بأعياد الميلاد. ووصف البيان، الاشتغال بالسياسة بأنه حرام، والأحزاب والمجالس النيابية والدستور بأنها من الباطل، وأضاف: إن المظاهرات حرام وإن كانت سلمية، بينما تجوز لإعلاء الدعوة السلفية، كما لا يجوز الخروج على الحاكم، وإن كان يظلم الناس ويأخذ أموالهم، بل الصبر عليه ووعظه، وقال إن العقيدة السلفية ترى أن المعابد الأثرية ديار كفر، والتماثيل حرام والعمل بالسياحة والفنادق حرام ويجب هدم الآثار؛ لأنها أصنام يوجد من يعبدها. وقال الدكتور بكر زكي عوض، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، إن عمداء الكليات الشرعية تلقوا تهديدات وبيانات من طلاب الدعوة السلفية بالاستتابة وترك العقيدة الأشعرية وتكفير من لا يتبنون الفكر السلفى، ووصف التهديدات بالسفه العقلى والتخلف الفكري والجهل بالدين، قائلاً: أصحاب الرسائل يقولون كلاماً لا أصل له في الدين. وانتقد الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر، تلك الدعوات قائلاً: إنها كلام غريب على الأزهر بتاريخه العريق ورسالته الوسطية، وإن الوقت الحالى يسمح لكل من «هب ودب» أو صاحب فكر متطرف مخرب، أن ينشر فكره بكل سهولة ويسر. وقال الدكتور رمضان محمد عيد، عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إن من يطلقون تلك الأفكار يسيرون على الفكر الوهابى القادم ، ولا يفهمون السلفية الصحيحة ولا الأشعرية الصحيحة. الجدير بالذكر أن جماعة الدعوة السلفية في مصر يرأسها الدكتور ياسر برهامي وهو عضو في ائتلاف القوى الإسلامية الذي تتزعمه جماعة الإخوان المسلمين في مصر.