عقدت أمس بديوان عام وزارة الصحة العامة والسكان بالعاصمة صنعاء ورشة عمل خاصة بعرض نتائج دراسة حول أسباب ومخاطر الزواج المبكر بين أوساط الفتيات اليمنيات نظمها قطاع السكان بوزارة الصحة ممثلا بالإدارة العامة لتنمية المرأة بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وبالتعاون مع مشروع تحسين معيشة المجتمع. وفي افتتاح الورشة أكد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور أحمد قاسم العنسي أن الزواج المبكر له مخاطر صحية ونفسية واجتماعية على الفتاة والأسرة والمجتمع. وقال إن الزواج المبكر يعد مأساة من مآسي المجتمع اليمني وظاهرة من مظاهر التخلف في جميع بلدان العالم الثالث .. موضحا أن المجتمع اليمنى قد عانى من مآسٍ حقيقية نتيجة الزواج المبكر، وأن معظمالوفيات تأتي نتيجة الحمل المبكر والذي تكون مضاعفاته خطيرة جدا. ولفت إلى أن احد أهداف خفض نسبة وفيات الأمهات في اليمن هو الحد من الزواج المبكر.. مؤكدا أن وزارة الصحة تضع الزواج المبكر ضمن أولوياتها وسيحظى باهتمام كبير خلال الفترة القادمة وستعمل على تفعيل التثقيف والإعلام الصحي لتوعية المجتمع بمخاطر الزواج المبكر كخطوة للوقاية منها وتحقيق النتائج المرجوة. مثمنا الجهود المبذولة لإعداد هذه الدراسة التي خلصت إلى نتائج مهمة ستكون محل اهتمام الوزارة وما نتج عنها من توصيات. من جانبها أكدت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة الدكتورة شفيقة سعيد أهمية هذه الدراسة التي بينت الأسباب والمخاطر الحقيقية للزواج المبكر. مستعرضة جهود اللجنة الوطنية للمرأة في هذا الجانب. وقالت إن التوعية في أوساط الآباء والأمهات والمجتمع هي التي ستحد من هذه الظاهرة من خلال توضيح مخاطرها .. داعية الإعلام والخطباء والمرشدين إلى تحمل مسئولياتهم في مواجهة هذه الظاهرة من خلال نشر الوعي المجتمعي بمخاطرها.. مطالبة الحكومة والبرلمان في الإسراع بسن القانون الذي يحدد السن الآمن للزواج حفاظا على صحة وحياة الأمهات. من جهتها استعرضت مديرة الإدارة العامة لتنمية المرأة بقطاع السكان بوزارة الصحة الدكتورة كريمان منصور راجح الجهود والمراحل التي مرت بها عملية إعداد وانجاز هذه الدراسة التي نفذت في خمس محافظات هي : إب ، الحديدة ،ذمار، حضرموت الساحل ، حضرموت الوادي خلال عام 2011م رغم الصعوبات والتحديات التي مرت بها اليمن خلال تلك الفترة. وأوضحت أن الهدف من الدراسة هو الحصول على أساس علمي وتوفير بيانات يمكن استخدامها من قبل صناع القرار والمناصرين العاملين نحو خفض وفيات الأمهات في اليمن والضغط باتجاه إصدار قانون يحدد السن الآمن للزواج.. معربة عن الشكر والتقدير للوكالة الأمريكية للتنمية لدعمها لتنفيذ ونشر هذه الدراسة المهمة. مشيرة إلى بالمخاطر الصحية والنفسية والاجتماعية المترتبة عن الزواج المبكر في اليمن. بدورها أشادت مسئولة الصحة بالوكالة الأمريكية للتنمية علياء المهندس بالجهود المبذولة لانجاز هذه الدراسة وما تمخض عنها من نتائج مهمة .. مؤكدة أن الدراسة تمثل خطوه مهمة لمواجهة الزواج المبكر من خلال توضيح وتوعية المجتمع بأسباب ومخاطر هذه الظاهرة.. موضحة أن الوكالة الأمريكية للتنمية ستقوم خلال الأيام القادمة وبالتعاون مع مشروع تحسين معيشة المجتمع على تدريب طواقم الفريق الطبي على خدمات الطوارئ التوليدية وصحة الأم في المناطق المهمشة في محافظات (صنعاء ، لحج ، أبين ،عمران). وأعربت عن شكرها لكل من ساهم في إنجاح الدراسة وتصميم الرسائل الصحية التوعوية المصاحبة. وكان قد تم خلال الورشة عرض نتائج الدراسة ، و الرسائل الصحية لمخاطر الزواج والإنجاب المبكر ، كما تم نقاش مستفيض من قبل المشاركين حول موضوع ومضمون الدراسة والرسائل الصحية وخرجوا بجملة من التوصيات المهمة . حضر الورشة وكيلة قطاع السكان بوزارة الصحة الدكتورة نجيبة عبد الغني الشوافي وممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن الدكتور غلام رباني بوبال وعدد من مدراء مكاتب الصحة في المحافظات والقيادات الصحية والمسئولين من الجهات ذات العلاقة الحكومية وممثلي منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية.