على الرغم من العواصف الترابية والرياح الشديدة، وغياب الدعوات لتنظيم أي فعاليات أو تظاهرات داخل ميدان التحرير، إلا أن الميدان يرفض أن تمر عليه أي جمعة دون وجود متظاهرين، حيث توافد العشرات على ميدان التحرير عقب أداء صلاة الجمعة، للتعبير عن رفضهم لحكم جماعة الإخوان المسلمين، منددين ببعض ممارسات قوات الشرطة، حيث تجمع العشرات حول المنصة الرئيسية بميدان التحرير، للاستماع لكلمات عدد من المتوافدين على الميدان الذين يحكون للمعتصمين بميدان التحرير عن تجارب لهم جمعتهم بالنظام الحالي أو تجاربهم مع الشرطة. من جانبه، شدد سامح المصري المتحدث باسم المنصة الرئيسية في الميدان على عدم السماح بانفصال مدن القناة عن مصر، مؤكدا أن الجماعة بممارساتها تسعى لتفتيت الوطن، مضيفا في حديثه للمتظاهرين داخل ميدان التحرير «شعب بورسعيد علمنا معنى الصمود ضد الطغيان مهما كانت النتائج»، كما انتقد ممارسات الشرطة مع الشعب البورسعيدى، محذرا من سيناريوهات تفتيت البلاد، كما أعلن تضامن المعتصمين بميدان التحرير مع شعب بورسعيد ضد ما يتعرض له من قبل النظام الحكام، كما ردد المتظاهرون عددا من الهتافات المناهضة للرئيس وللنظام الحاكم منها «يسقط يسقط حكم المرشد»، و» طول ما الدم المصري رخيص يسقط يسقط أي رئيس». كما أعلنت المنصة الرئيسية بالميدان، عن أن هناك شخصين حتفهما في المواجهات التي دارت خلال الأيام الماضية بين قوات الشرطة ومحتجين على طريق كورنيش النيل. على جانب آخر، تجددت الاشتباكات مرة أخرى على طريق كورنيش النيل بين قوات الأمن ومحتجين عقب قيام المحتجين برشق قوات الأمن المتمركزة في محيط السفارة الأمريكية بالحجارة، وهو ما قابلته قوات الشرطة في بداية الأمر بحالة من ضبط النفس، ثم بعدها بدأت الشرطة في التراشق بالحجارة معهم، وهو ما أدى إلى توقف الحركة المرورية في طريق الكورنيش بشكل كامل. وتمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على عدد من المحتجين أثناء محاولتهم قطع طريق الكورنيش. من جانبه أكد حزب الحركة الوطنية، أن مصر ترغب في الاستقلال ممن أطلق عليه «المحتل الإخواني»، واستكمال روح ثورتي 1919 و25 يناير اللتين فجرهما الشباب والتف حولهما الشعب، مع احتفالها بثورة 1919. وتساءل الحزب، في بيان له أمس، هل من مستجيب؟ وهل يتم إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وعزل «الوالي الإخواني» مثلما تم عزل الحاكم البريطاني عقب الثورة، أم أن هناك «ودناً من طين وأخرى من عجين»؟. وأشار البيان إلى أن مصر تشهد حالياً، ونحن نحتفل بالذكرى الرابعة والتسعين لقيام ثورة 1919، أربع ممارسات إخوانية رئيسية تعيد إلى الأذهان ممارسات المحتل البريطاني مع سعد زغلول ورفاقه. وذكر البيان المظهر الأول لهذا «الاحتلال» وهو اتساع دائرة أخونة مؤسسات الدولة ومحاولة السيطرة على مفاصل الدولة الحيوية على نحو دفع د.يونس مخيون رئيس حزب النور الإسلامي الشريك المخالف للحرية والعدالة، إلى تقديم ملف للرئيس مرسي في جلسة الحوار الوطني يوم 26 فبراير الماضي يتضمن حصراً بأسماء وأعداد 13 ألف موظف قامت الجماعة بتعيينهم في الجهاز الإداري للدولة في 13 محافظة، وتهديده يوم 5 مارس على صفحته على شبكة الفيس بوك بنشر هذا الملف تفصيلياً في الإعلام إذا استمر هذا النهج. والمظهر الثاني، هو اتساع الدعوة إلى العصيان المدني في عدد من المحافظات والقطاعات، وتطبيقها بالفعل في محافظات القناة التي أسقطت الإنجليز وأسقطها د.مرسي وجماعته من حساباتهم، وفي بعض معسكرات الأمن المركزي في الدقهلية والإسماعيلية وقطاع أبوبكر الصديق بالقاهرة، والذين طالبوا بإبعاد وزارة الداخلية عن العمل السياسي، وألا تتحمل الداخلية أخطاء النظام الحاكم. وأضاف البيان، أن المظهرالثالث هو دخول مصر في مرحلة تبادل الأسرى، ولكن بصورة مختلفة عما شهدته مصر في مقاومتها ضد المحتل البريطاني سنة 1956 والإسرائيلي سنة 1967 حيث دخل ضباط الجيش بمحافظة بورسعيد في وساطة بين الشرطة والمتظاهرين تضمنت تسليم أمين شرطة مقابل 5 متظاهرين. وطبقا للبيان فإن المظهر الرابع، هو شعور عدد كبير من المواطنين بالاغتراب الداخلي في وطنهم في ظل هيمنة الإخوان وإقصاء حزب الحرية والعدالة لكافة التيارات السياسية والأخرى، وأبرز هذه القطاعات شباب الأقباط والمهمشون وموظفو الوزارات التي يسيطر عليها الإخوان. كما نظمت عشرات القوى السياسية والحركات الثورية بالمحلة، مسيرة بشارع البحر الرئيسي، مطالبين بالقصاص من قتلة الشهداء خرجت عقب صلاة الجمعة أمس من مسجد عبد الحي خليل مرورا بشارع البحر متوجهة إلى ميدان الشون. وردد المتظاهرون عدداً من الهتافات منها: «يسقط يسقط حكم المرشد.. محمد مرسي باطل محمد بديع باطل الإخوان باطل.. يسقط يسقط حكم المرسي.. الشعب يريد إسقاط النظام الشعب يريد إسقاط الإخوان». بينما خرجت مسيرة من مسجد السيد البدوي متوجهة إلى ساحة الشهداء للتنديد بسياسة الإخوان ورددوا هتافات «ارفع راسك فوق أنت مصري»، حيث طافت المسيرة شارع البحر الرئيسي للوقوف أمام ديوان عام المحافظة. وتصاعدت ألسنة الدخان من بعض الغرف الملحقة بالقسم الموجود بها الصناديق الخشبية التي كانت تستخدم في الانتخابات في الفترة الماضية، بعد تعرض القسم لهجوم من قبل المتظاهرين طوال الليل. وكان قسم ثان المحلة قد تعرض عقب صلاة الجمعة أمس، للرشق بالحجارة من جانب بعض المتظاهرين أثناء مشاهدتهم لبعض قوات الأمن التي كانت متوجهة للقسم لتأمينه، في الوقت الذي قام فيه اللواء إسماعيل البيلى مساعد مدير الأمن والعميد خالد العرنوسي مدير المباحث الجنائية بالتواجد بالقسم لمعاينة التلفيات والحريق الذي شب بالغرف المحلقة بالقسم والمسجد.