هل ستحل القضية الجنوبية بالحوار مع وحيد رشيد وإنصاف مايو، وهل في رفع صورة الشيخ عبدالله حسين الأحمر رأب الصدع وترسيخ الوحدة الوطنية؟! أن رفع أعلام الوحدة على جثث 15 قتيلاً ومائة جريح قد أضاف المترددين من أبناء الجنوب، وحتى الوحدويين إلى صف الانفصال. انعقاد الحوار في عدن لن يحافظ على الوحدة ما لم يكن ممثلو الشارع الجنوبي الحقيقيون حاضرين فيه، ولن يحضروا إلا بعد تقديم بوادر حسن نوايا ومعالجات حقيقية لقضايا المواطنين الجنوبيين وفق الإمكانات المتاحة. المطلوب هو الصدق في التعاطي مع المشكلة، وليس الالتفاف عليها. إنه وطن نخسره.. وإذا فشل الحوار في هذا فلن ينجح إلا في رفع شارة البدء بالمعركة. د. محمد صالح المسفر السؤال الذي يجب طرحه على هذه القوى المؤتمرة في صنعاء في الاسبوع القادم ماذا تريدون؟ هل انتم بصدد الاتفاق المؤكد بينكم لبناء دولة يمنية ذات سيادة وقوة تأخذ مكانها بين الأقوياء ام أنكم قادمون لتقاسم المناصب والمصالح وتعميق جذور الخلاف فيما بينكم. صحيح هناك مظالم وحقوق منهوبة ومال عام منهوب وسيادة مخترقة وانفلات امني رهيب وجنوب اليمن قسم غنائم حرب بين قوى متنفذة. فتحي أبو النصر كشف العطاس ل(العربية)، عن تسليم رؤيا لكيفية حل القضية الجنوبية لياسين سعيد نعمان وعبدالكريم الإرياني وعبدالوهاب الآنسي، وذلك في يوليو2012، قبل بدء لجنة الحوار لعملها، مؤكداً أنهم وعدوا بالرد عليها، إلا أنهم لم يردوا حتى اللحظة!. عجبي المدبل من كل هذا الاستخفاف اللامسؤول الذي لا يدفع لزحزحة المعضلة باتجاه الحلول الموضوعية لها بقدر ما يعيد إنتاج المقومات الجديدة لتكريسها وأسبابها بشكل أسوأ. عدنان كامل صلاح اللعبة السياسية الدائرة في اليمن دموية وفوضوية، إلا أن معالمها واضحة إلى حد كبير.. فالدولة فقدت مصداقيتها مع رجال القبائل الذين يمكن أن يساعدوها في وقف الإرهاب، والجماعات المشاركة في الحكم (المؤقت) القائم الآن تتآمر على الدولة والنظام باستخدام العنف والإرهاب أكان عبر تعاونها مع (القاعدة) واستفادتها من عملياتها الإرهابية أو عبر أجهزتها العسكرية الخاصة في حزب (الإصلاح) والذي نتج عن عملياته في عدن أواخر الشهر الماضي مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص من المواطنين الجنوبيين في يوم واحد. أحمد صالح الفقيه كانت دولة الوحدة فرصة تاريخية للنظام (الجديد) لإقامة قاعدة مدنية واسعة من المجتمع المدني تقف وراءه لو تعايش الاشتراكي والمؤتمر. ولكنهما وقعا ضحية طبيعتهما وتكوينهما الشمولي فكان تبادلهما اطلاق النار في 1994 كمن يطلق النار على قدميه ليجعل نفسه عاجزا كسيحا، وقد كان تنافسهما على ولاء أجهزة الدولة سببا في ترك الحبل لها على الغارب فتضاعف الفساد . واليوم نرى المؤتمر مشبعا بالقيادات القبلية بينما نجد أن حزب الإصلاح ثاني أكبر الأحزاب قد انتهج النهج الخلدوني في إقامة الدولة منذ يومه الأول القائل بالجمع بين العقيدة والفكر (الاخوان)، والعصبية القبلية حاشد والشيخ الأحمر، متبعا مثال دولة آل سعود. سالم عمر مسهور منذ العام 1982م كان (الأخوان المسلمون) جزءاً من حزب المؤتمر الشعبي العام الذي أسسه الرئيس علي عبدالله صالح ، وظلت العلاقة السياسية بين الطرفين علاقة تبادل منافع وتطويع الرأي العام للرئيس وحزبه السياسي ، وقد مارس (الإخوان المسلمون) مع الرئيس سياسة الائتلاف ، واقترب رصيدهم في اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام ومجلس الشورى والمجالس المحلية من أغلبية المقاعد في العادة ، وقاموا بالوقوف إلى جانب السلطة، وخوض المعركة ضد الماركسيين وخطرهم القادم من الجنوب ، لأسباب عقائدية في جوهرها غالبا.