يعترف الإسرائيليون أن قضية اللاجئين هي محور الصراع ولا يمكن أن يكون هناك سلام في المنطقة بدون حلها، خاصة أنها من قامت في عام 1948م بطرد سكان 531 مدينة وقرية فلسطينية، كانوا يشكلون الأغلبية في فلسطين، لهذا واستباقاً لأي طرح لقضية اللاجئين على أبواب زيارة أوباما للمنطقة، تعمل حكومة الكيان الصهيوني في هذه الأيام على إيجاد تعريف جديد للاجئ الفلسطيني لدى المنظمات الدولية، وتقول إن اللاجئ هو من خرج من فلسطين عام 1948م وبأن عددهم لا يتعدى خمسمائة ألف لاجئ ، أما ذرية هؤلاء وزيادة أعدادهم في الشتات فهي ليست مسؤولة عنهم، أي إنها غير مسؤولة عن ما يزيد على سبعة ملايين لاجئ فلسطيني، وهنا تمارس حكومة الاحتلال حملة جديدة من التضليل والمخادعة بالحديث عن شيء رمزي في المسؤولية عن اللاجئين في حالة التفاوض عن حق العودة أما الحقيقة فإن حق العودة غير قابل للتصرف وهو حق مكفول بالميثاق العالمي لحقوق الإنسان والمواثيق الإقليمية الأخرى وهو تطبيق للقانون الدولي تم تخصيصه للاجئين الفلسطينيين في قرار الأم المتحدة رقم 194 والذي تم تأكيده أكثر من 135 مرة، وهو نابع من حرمة الملكية الخاصة التي لا تنقضي بالزمن ولا بالاحتلال ولا بالسيادة على الأرض، وهو حق فردي لا تجوز فيه الانابة أو التمثيل وهو حق جماعي تطبيقاً لحق تقرير المصير، وكون إسرائيل هدفها إنكار حق العودة، نجدها تلجأ أثناء المفاوضات لتغليف هذا الإنكار بقبول رمزي هي تحدده. ما يجب أن تفهمه حكومة الكيان الصهيوني أنه اليوم وبعد مايزيد على أربعة وستين عاماً من الحروب والتشرد والمنافي والمعاناة لن يتخلى اللاجئون عن حقهم في العودة إلى وطنهم وديارهم ولن يكون هناك تسوية فعلية في منطقة الشرق الأوسط دون عودة اللاجئين إلى الديار التي طردوا منها، أما كلمة ( العودة ) فهي تزداد ترسخاً على مر الأجيال الفلسطينية اللاجئة وبشكل تزايد. اليوم يجري الحديث عن زيارة مرتقبة للسيد أوباما للمنطقة: إلى الكيان الصهيوني، وإلى رام الله مقر السلطة الفلسطينية، والسؤال المطروح ماذا يحمل أوباما في جعبته للاجئ الفلسطيني؟ أسئلة محددة للسيد أوباما: س1) هل أنت مع حق عودة اللاجئين كل اللاجئين في الشتات إلى وطنهم وتطبيق قرار 194 الصادر عن الأممالمتحدة ؟ س2) هل أنت مع وقف بناء المستوطنات؟ وفي حالة عدم التزام إسرائيل بذلك ماهو موقفكم؟ س3) هل أنتم مع تهويد القدس ؟ س4) هل انتم مع دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف؟ س5) ماهو موقفكم من موضوع 5000 أسير في سجون الاحتلال ؟ نحن نريد أجوبه محددة، خاصة في ظل حالة الغليان التي يعيشها شعبنا الفلسطيني في الضفة والقطاع جراء التعسف الصهيوني. هل ستكيلون بمكيالين كما تعودنا ؟ أنا لا أريد أن استبق الأحداث، ولكن الشعب الفلسطيني لن ينتظر طويلاً، وهذا ما يجب أن يفهمه الجميع.