المغزى الحقيقي لحملة التحصين الاحترازية الرامية إلى تطعيم الاطفال دون سن الخامسة باللقاح الذي يحميهم من الاصابة بشلل الاطفال، يأتي في سياق تلافي عودة فيروس شلل الاطفال الى اليمن مجددا. والاحتراز من الشيء في مفهومه اللغوي يقصد به: تجنب أو اتقاء فعله المؤدي للضرر مع الاستعداد لمواجهته، وبالمعنى العام اعداد العدة والجاهزية لأسوأ الاحتمالات. ومن هذا المنطلق تبذل وزارة الصحة العامة والسكان جهودها لمواجهة الفيروس المسبب لشلل الاطفال منعا لعودته الى اليمن بعد ان تخلصت منه منذ العام 2006م واشهار أرض السعيدة عام 2009م بانها بلد خالٍ من فيروس شلل الاطفال من قبل منظمة الصحة العالمية. وهكذا فانه الى يومنا هذا لم تسجل أي حالة اصابة مؤكدة بالمرض والحمد لله، ويعود هذا الى جهود وزارة الصحة ووعي الآباء والأمهات وحرصهم على تطعيم اطفالهم ضد شلل الاطفال بما عزز القدرات المناعية للطفولة ولم يتح لفيروس الشلل دخول اليمن من جديد من خارج الوطن بعدما تخلصت الأرض اليمنية منه تماما. لكن ثمة تساؤلاً يراوح اذهان البعض من الناس: طالما ان اليمن اصبحت خالية من فيروس شلل الاطفال فلماذا إذن تواصل وزارة الصحة تنفيذ حملات التحصين ضد هذا الداء؟. الإجابة على هذا السؤال تتمثل في ان حملات التحصين التي تنفذها وزارة الصحة من حين إلى آخر هي احترازية ووقائية، فالوقاية خير من العلاج- كما يقول اهل الحكمة والعقلاء- وهذا بالتحديد ما تجسد حتى في تسمية حملة التحصين الحالية ضد شلل الاطفال في الفترة من 2 - 4 يونيو 2013م التي تستهدف كغيرها من الحملات جميع الاطفال دون سن الخامسة بامانة العاصمة ومحافظات (عدن، الحديدة، لحج، ابين، المهرة، حجة، مأرب، عمران، صعدة) ولانها من منزل الى منزل ومن خلال المرافق الصحية والمواقع المؤقتة والمستحدثة والفرق المتنقلة بين الأرياف والقرى، الا انها في محافظة صعدة ليست من منزل الى منزل كبقية المحافظات المستهدفة. ان فيروس شلل الاطفال ظهر مؤخرا في الصومال ثم كينيا ومعروف ان تدفق اللاجئين من الصومال الى اليمن لايزال مستمرا مما يصعد خطورة انتقال الفيروس عبر حاملي العدوى القادمين من تلك البلاد لا سيما ان ثمة من يعبرون الى الاراضي اليمنية بصورة غير شرعية هم بمعزل عن الخضوع لأي إجراءات احترازية- كالفحوص الطبية- لتلافي منع دخول حاملي العدوى الى اليمن وتجنيبها من مغبة انتقال وتفشي فيروس الشلل البري. الى الآن هناك زهاء مليون لاجئ صومالي او اكثر وكل يوم يعبر منهم باب خليج عدن العشرات والمئات الى اليمن نتيجة التقارب الجغرافي بين البلدين. لذلك على الآباء والامهات ان يواصلوا مشوارهم الطيب في تحصين اطفالهم فلذات اكبادهم حماية لهم من هذا المرض وحفاظا على صحتهم. لذا سيأتي العامل الصحي اعتبارا من تاريخ 2 4 يونيو الجاري ليقرع الابواب في المحافظات المستهدفة وهي (عدن، الحديدة، لحج، ابين، المهرة، حجة، مأرب، عمران) بالاضافة الى أمانة العاصمة وفي محافظة صعدة تقام في المرافق الصحية ومن خلال الفرق المتنقلة بين القرى والمواقع المؤقتة باعتبار ان التحصين الروتيني للاطفال يشهد تدنيا في معدلات التغطية باللقاحات ضد امراض الطفولة القاتلة في هذه المحافظات لمن هم دون العام والنصف من العمر ومن بين تلك الامراض داء شلل الاطفال المروع. وهذه دعوة نجددها لجميع الآباء والأمهات فليحرصوا على نيل أطفالهم لقاح شلل الأطفال حرصا على سلامتهم. المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان