تقع كنيسة ودير القديس سمعان، والمعروفة أيضا باسم كنيسة الكهف في جبل المقطم جنوب شرق القاهرة، في المنطقة التي تعرف باسم « مدينة القمامة « نظرا لعدد جامعي القمامة أو الزبالين الكبير الذين يعيشون في المنطقة. هؤلاء الزبالين هم من نسل المزارعين الذين بدؤوا يهاجرون من صعيد مصر إلى القاهرة في الأربعينات، والذين نزحوا بسبب نقص المحاصيل والفقر وجاؤوا إلى المدينة بحثا عن العمل وإنشاء مستوطنات مؤقتة في جميع أنحائها. في البداية، تمسك الزبالون بتقاليدهم في تربية الخنازير والماعز والدجاج وغيرها من الحيوانات، ولكنهم مع الوقت وجدوا في جمع وفرز النفايات التي يخلفها سكان المدينة ربحاً أفضل. فمن خلال فرز القمامة المنزلية وبيع الأشياء القيمة، يحصد الأهالي لقمة عيشهم ويوفرون الكثير من خلال استغلال المواد العضوية وتحويلها إلى غذاء لحيواناتهم. وبعد انتعاش هذه التجارة، بدأت موجات متتالية من المهاجرين جاؤوا من صعيد مصر للعيش والعمل في قرية القمامة التي تأسست حديثا في القاهرة. لسنوات تم نقل مستوطنات الزبالين المؤقتة في جميع أنحاء المدينة في محاولة لتجنب السلطات البلدية. وأخيرا، استقرت مجموعة كبيرة من الزبالين تحت منحدرات جبل المقطم في الطرف الشرقي من المدينة التي تزايد عدد سكانها من 8000 نسمة في الثمانينات إلى 30 ألفا وفقا للإحصائيات حديثة. تأسست الكنيسة القبطية المحلية في قرية المقطم في عام 1975، وكان لتأسيسها أثر كبير في نفوس الزبالين، إذ شعروا بأمان أكبر في قريتهم وعندها فقط بدؤوا في استخدام مواد بناء أكثر دواما لمنازلهم، مثل الحجر والطوب. فنظرا لخبرتهم السابقة حين تم ترحليهم من الجيزة في عام 1970، كان الزبالون يعيشون في أكواخ مؤقتة من الصفيح. وفي عام 1976، اندلع حريق كبير في منشية ناصر، ما أدى إلى بداية بناء أول كنيسة تحت جبل المقطم على موقع مساحته 1000 متر مربع. وقد تم بناء العديد من الكنائس الأخرى في كهوف المقطم، من بينها كنيسة دير القديس سمعان الخراز وهي الأكبر وتتسع ل 20 ألف شخص. وفي الواقع، فإن هذه الكنيسة هي أكبر كنيسة في الشرق الأوسط .