حذرت الحكومة المصرية الاربعاء من "مخططات الثورة المضادة" وذلك وسط صدامات في القاهرة بين انصار الثورة وموالين لنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك وغداة صدامات طائفية دامية. وجاء في البيان الذي نقلته وكالة انباء الشرق الاوسط، ان الحكومة "ومن منطلق انها تستمد شرعيتها من جماهير الشعب وطليعتها الممثلة في ثوار 25 يناير، فهي تؤكد انحيازها الكامل لمصالح الشعب وتحقيق اهداف ثورته والوقوف بحسم ضد مخططات الثورة المضادة". واشار البيان الى ان مجلس الوزراء الذي "يتابع ببالغ الاهتمام والقلق ما يدور في البلاد" درس في اجتماعه الاربعاء "الموقف الحالي في البلاد وبصفة خاصة الظواهر والممارسات التي كان من شانها عرقلة انتظام الحياة الطبيعية والتسبب في حدوث حالة من الانفلات الامني وانتشار اعمال البلطجة وترويع المواطنين الامنين فضلا عن مظاهر التوتر التي تمس الوحدة الوطنية" ووقعت اشتباكات بعد ظهر الاربعاء بين متظاهرين مؤيدين للانتفاضة التي اطاحت بمبارك وانصار الاخير الذين يحاولون اخلاء الميدان بالقوة، حسبما اكد معتصمون. وبدأت الاشتباكات قرابة الساعة 14,000 "12,00 تغ" "عندما حاول عشرات من مؤيدي مبارك المسلحين بالعصي والحجارة اقتحام الميدان لكننا تصدينا لهم وحصل تراشق بالحجارة ادى الى تراجعهم"، بحسب ما قال لفرانس برس معز محمد احد الشبان المعتصمين المؤيدين للديموقراطية. وقال صحافي من وكالة فرانس برس في ميدان التحرير ان موجة ثانية من الاشتباكات بدأت قرابة الساعة 16,00 "14,00 تغ" تم خلالها ايضا التراشق بالحجارة بعنف. وما زال مئات من المتظاهرين الذين شاركوا في الانتفاضة التي اطاحت بالرئيس مبارك في 11 شباط/فبراير الماضي معتصمين في الحديقة الدائرية الموجودة في قلب ميدان التحرير من اجل "مراقبة تنفيذ مطالب الثورة"، حسب ما يقولون. ومع حلول المساء، اعاد الجيش الهدوء الى ميدان التحرير بعد ان ازال خيما نصبها المتظاهرون بعد بداية الثورة الشعبية في 25 كانون الثاني/يناير، كما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط. من جهة اخرى اسفرت صدامات بين مسلمين ومسيحيين اقباط الثلاثاء في منطقة المقطم الفقيرة في القاهرة عن 13 قتيلا و140 جريحا، بحسب وزارة الصحة. وما زال الوضع متوترا في هذا الحي الفقير الذي يسكنه عمال تنظيفات وجامعي قمامة غالبيتهم من المسيحيين. وردا على سؤال حول مصدر اطلاق النار على المتظاهرين الاقباط، قال القس سمعان ابراهيم "البلطجية والسلفيون كانوا يطلقون النار وكان الجيش متواجدا في المنطقة". واكد ان "هؤلاء البلطجية القوا كذلك زجاجات مولوتوف على ثلاثة منازل واشعلوا النيران في ثلاثة مصانع للبلاستيك ومخزني كرتون". واكد القس بطرس رشدي من كنيسة القديس سمعان الخارز في حي الزرايب "الزبالين" في المقطم ان سبعة اقباط قتلوا في الصدامات، وقتل مسلم فيما كان يحاول الدفاع عن جيرانه المسيحيين. وكانت الصدامات وقعت مساء الثلاثاء بعد ان هاجم مسلمون اقباطا كانوا يتظاهرون في "حي الزرايب" احتجاجا على قيام مسلمين السبت الماضي باحراق كنيسة في قرية صول بمحافظة حلوان "جنوب غرب القاهرة" واعلان السلفيين "جماعة دينية متشددة" في هذه القرية عزمهم على بناء مسجد في موقع هذه الكنيسة التي تهدمت نتيجة الحريق. واعلنت الحكومة عقب اجتماعها انها قررت "الاسراع بعودة الشرطة بكامل قواها للقيام بمهامها الوطنية المتمثلة في حماية الوطن والمواطنين" ودعت المواطنين الى "مساندتها في القيام بواجبها". واضافت انه "لمواجهة اعمال البلطجة التي شاعت في المجتمع في الفترة الاخيرة فقد وافق مجلس الوزراء على اصدار مرسوم بقانون مكافحة اعمال البلطجة والترويع وتطبيق العقوبات الواردة فيه على مرتكبي هذه الافعال". "ا ف ب"