قل: هذا ردُّ ردٍّ، أو: رد على راد، وهذا رد نقد، أو رد على ناقد؛ ولا تقل: هذا رد على ردٍّ، ولا: هذا ردٌّ على نقد؛ وذلك لأنك تقول: (رددت الكلام القبيح على صاحبه)، ولا تقول: (رددت على الكلام القبيح)؛ فالكلام هو المردود لا صاحبه؛ فينبغي أن يتعدى الفعل إليه. وتستعمل (على) لصاحب الكلام المردود؛ لأن في الرد نوعًا من الأذى، ألا ترى أنه يقال في الأذى: (رددت عليه قوله)، وفي النفع: (رددت إليه ماله وحقه المسلوبين)؛ قال تعالى في قصة موسى عليه السلام: (فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ {13}). وتأتي "ردّ " بمعنى عطفَ، كقول الشاعر: ردوا علي شوارد الأظعان أي اعطفوها عليّ، فلذلك جاز استعمال "على"؛ وهو تعبير خاص بالأظعان وأمثالها. قل: زوّده زادًا وكتابًا وشيئًا آخر، وتزوّدَ هو زادًا وكتابًا وشيئا آخر؛ ولا تقل: زوّده بزاد وبكتاب وبشيء آخر، ولا: تزود هو بها، إلا في الشعر؛ وذلك لأن الأصل في استعمال "زوّده "و "تزوّده "أن يكونا مقصورين على الزاد.