اتهمت روسيا أمس القوات الأوكرانية بخرق القانون الدولي الذي يحمي المدنيين في أوقات الحرب، وذلك بقتلها وجرحها مدنيين سلميين أثناء حملتها العسكرية المتواصلة ضد الانفصاليين الموالين لموسكو، في حين قتل امس ستة انفصاليين وهم يحاولون انتشال جثث زملائهم الذين قتلوا الأسبوع الماضي قرب مطار دونيتسك شرقي أوكرانيا. وقالت لجنة التحقيقات الروسية -وهي مؤسسة شبيهة بمكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي- في بيان لها، إن الجيش الأوكراني والحرس الوطني الأوكراني ومجموعة يمينية أوكرانية تسببت في وفاة مدنيين، في خرق لاتفاقية جنيف للعام 1949 في ما يخص حماية المدنيين إبان الحروب. وأشارت السلطات الروسية إلى مقتل صحفي إيطالي ومساعده -وهو ناشط حقوقي روسي- في تبادل إطلاق النار بين القوات الأوكرانية والانفصاليين في سلافيانسك، إضافة إلى اعتقال كييف لصحفيين روسيين، فضلا عن مقتل وجرح انفصاليين كانوا في مركبة قرب مطار دونيتسك الأسبوع الماضي. من جانب آخر، قال زعيم الانفصاليين الأوكرانيين دينيس بوشيلين إن ستة انفصاليين قتلوا وهم يحاولون انتشال جثث زملائهم الذين قتلوا بنيران الجيش الأوكراني في وقت سابق الأسبوع الماضي قرب مطار دونيتسك. واستعادت كييف السيطرة على المطار الواقع شرقي البلاد الاثنين الماضي وقتلت ما لا يقل عن خمسين انفصاليا. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء الروسية عن رئيس وزراء ما يسمى جمهورية دونيتسك الشعبية قوله إن الانفصاليين سيطلبون مساعدة الصليب الأحمر الدولي في انتشال الجثث القريبة من المطار. ودعا نحو ألف متظاهر من الانفصاليين الموالين لموسكو في دونيتسك روسيا إلى حمايتهم من الجيش الأوكراني. وتحدث المتظاهرون عما وصفوه بتعرض البلدة للقصف الجوي والبري من الجيش الأوكراني ومصرع الأبرياء تحت سمع وبصر العالم دون أن يحرك أحد ساكنا. وأعرب قائد الانفصاليين في دونيتسك عن امتنانه لروسيا ورئيسها فلاديمير بوتين لما وصفه بدعمه لشعب شرقي أوكرانيا رغم الضغوط الدولية التي يواجهها. وقالت الخارجية الروسية إن على بعثة مراقبي منظمة الأمن والتعاون بأوروبا الموجودين في أوكرانيا البقاء هناك رغم المخاوف الأمنية. وجاءت تصريحات موسكو عقب حديث وسيط المنظمة في الحوار الوطني بأوكرانيا ولفغانغ إيشنغر عن احتمال سحب المراقبين خوفاً على سلامتهم، في ظل استمرار الاشتباكات بين القوات الأوكرانية والانفصاليين. وذكرت المنظمة أنها فقدت الاتصال الخميس الماضي مع مجموعة مكونة من خمسة مراقبين في منطقة يسيطر عليها الانفصاليون، ويضاف إليهم أربعة آخرون يحتجزهم المسلحون شرقي أوكرانيا منذ الاثنين الماضي.