بداية حياة أي زوجين هي التفكير في إنشاء أسرة من اجل الشعور بالاستقرار وانهما يمكن أن يقدما للمجتمع أو الأمة أجيالاً تتحمل المسؤولية التي يتركها الآباء للنهوض بالمجتمع الإنساني ، ولكن مع وجود الكم الهائل من الأمراض التي تحد من استمرار الوجود الإنساني وتبطئ العملية الإنمائية للمجتمع ، وجب تحذير كل من الأم و الأب بإعطائهم النصح والمشورة للوقوف بثبات في مواجهة ما يعترض أطفالهم من المشاكل وخاصة الصحية منها وأصعب ما يمكن مواجهته هو( الإعاقة ) ، وهي اخطر الأمراض لأنها قد تلازم صاحبها إلى أن يغادر الحياة . والإعاقة تتخذ صوراً مختلفة ومتعددة نذكر منها إعاقة ( التوحد ) ونحاول أن نستعرض بعض الأمور المتعلقة بها . المعرفة أولا إن المتوحد هو الذي ينغلق على نفسه ويعيش في عالم من صنعه الخاص ما يحجز كل ما يدور حوله في الواقع الخارجي ، ويحجب عنه بذلك التواصل مع كل ما يحيط به . ولتجنب الإصابة بالتوحد نضع بين أيديكم النصائح والإرشادات التالية : لابد من الحرص عند الإقدام على الحمل أن يتم الكشف المبكر ومعرفة التطورات الطبيعية لنمو الطفل منذ الميلاد حتى دخوله المدرسة . كما أن الاهتمام بالأمهات اللاتي لديهن أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بصفة عامة والذين لديهم إعاقة التوحد بصفة خاصة مهم جدا لتقديم المساعدة لهن في تحمل هذه المحنة . ويجب التأكيد على ضرورة الاهتمام بالأطفال المتوحدين من جانب الجهات المختصة بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة ، عبر إجراء المزيد من البحوث والدراسات الطبية لمعرفة أين الخلل وعلاجه . برامج التوعية والدمج الاجتماعي وما يمكن أن تقوم به المجتمعات للحرص من أجل تقليل نسبة الإعاقة وكثرة (المعاقين ) ، إمداد السيدات الحوامل ببرامج التوعية والحد من الإعاقة ، وذلك بحضورهم ندوات من شأنها أن تكسبهم مهارات للوقاية ومسببات المرض والبعد عن أي مصدر قد يسببه . ويعد الدمج الاجتماعي وخاصة للأسر المتزوجة حديثا ولديهم الطفل الأول من الأساسيات ، وهو ما يوفر عليهم صعوبة العيش في مجتمع يرمقهم بنظرة الشفقة والأسى وبالتالي يجعلهم في معزل عن الاختلاط ، وهذه العزلة الاجتماعية تكون سببا في الإصابة بالتوحد ، كما أن إتاحة الفرصة لدمج المصابين بهذه الإعاقة في المدارس العادية ومحاولة التعامل معهم وإشراكهم في الأنشطة الاجتماعية يحفزهم بالابتعاد عن القوقعة حول أنفسهم وهو ما يفضلون العيش فيه دائما . من الضرورة إعداد برامج توعية لأفراد الأسر من اجل التدخل المبكر مع الطفل التوحدي واحتواء مشكلته وهو مايزال في بدايات عمره ، والعمل على تقديم الأنشطة الحركية في المساعدة على التواصل وخاصة التواصل اللفظي واللغوي والاجتماعي والتي تمكن الطفل التوحدي من مساعدة ذاته وتحقيق الاستقلالية لديه . وتعتبر مشاركة المجتمع ومساهمة كل الأطراف التي من شانها أن تسهم في تفعيل الدور الايجابي لمعرفة الحلول والتخفيف من وجود مثل هذه الإعاقة . فلماذا لا يتم إعداد أقسام تعنى بهذا المرض في كليات الطب وخاصة في أقسام المخ والأعصاب لدراسة هذه الظاهرة التي حار الأطباء فيها ، ومعرفة ما أذا كان هذا المرض هو اضطراب نفسي أو عارض من العوارض النفسية والعصبية ؟ ومن الضروري التأكيد على أهمية دور الإعلام بجميع وسائله في إبراز مايمكن أن ينتجه هذا المرض من جيل يحتاج إلى المساعدة والرعاية بدلا من أن يكون هو المساعد والناهض بأمته ، وحتى لا يتحول مجتمعنا إلى مجتمع معاقين وهو في أمس الحاجة لكل طفل سيسهم في بناء المستقبل .