موقف رائع وديمقراطي من الزميلين حافظ البكاري ورحمة حجيرة بتعميمهما لموضوع القذف الذي أستهدفتهما به الصحيفة الصفر المسماه بالبلاد أمام الرأي العام والأسرة الصحفية اليمنية برغم أنه كان بإمكانهم السكوت ولن يعرف أحد بما كتب في هذه الصحيفة النكرة التي بالتأكيد طبعت من صفرها عشرات النسخ لأن الواقع يؤكد أن أمهات الصحف لا يزيد طباعتها عن بضعة آلاف، إنني أكبر فيهم شجاعتهم وثقتهم بأنفسهم ليرسوا تقاليد ديمقراطية وبأن الديمقراطية صعبة والأصعب منها فهمها.. والموقف الأروع موقف الزملاء في الأسر ة الصحفية اليمنية الذين هبوا مستنكرين بجد وحزم أمام مهزلة أخلاقية بعيدة كل البعد عن عرف الصحافة. إن صحيفة تصدر في عددها الصفر تحمل إسم "البلاد" يفترض بها أن تعبر عن الأخلاق والقيم والمبادئ النبيلة التي تزخر بها البلاد اليمنية.. أهذه أخلاقنا يا من تتحدثون باسم بلادنا..؟! أم أنكم تنفذون أجندة لتكون كذلك في المستقبل؟ لمصلحة من؟! إنهم يريدون ترشيح مقولة أن الشعب اليمني لم يرق بعد لمستوى الديمقراطية وأن المجتمع لم يتهيأ بعد لقبولها وممارستها (بدري عليه). كلام لا أساس له من الصحة.. الديمقراطية وجدت في اليمن ولا رجعة للوراء مهما حاول الخفافيش ومدعوا الثقافة ..قلت دوما إن مجتمعنا بحاجة إلى مثقفين حقيقيين وصحفيين حقيقيين وليس موظفون يمارسون وظيفة برتبة مثقف وصحفي ليكون عليها أخر الشهر راتب هزيل، لأن الثقافة والصحافة سلوك ينعكس في رقي أخلاقنا وتعاملنا مع الآخرين، وها أنا أرى اليوم في هذه الأزمة وقوف زملاء أعزاء إنهم مثقفون وصحفيون بحق. إن الإسفاف والانحطاط في اللفظ يخرجنا عن الآدمية إذا صدر عن أناس عاديين فما هو الحال في إصدار ذلك ممن يفترض أن يكونوا قدوة وقادة لرأي عام أو ليس الصحفي كذلك؟ هنا المصيبة التي تجعلنا نتوقف عند من هو الصحفي الذي يفترض أن يمارس سلطة رابعة تستند مرجعيتها لأنها تعبر عن رأي مجتمع وتعالج مشكلاته وتنقد سلبياته وتثبت إيقاعات إيجابياته، أما أن تتحول الصحافة إلى منشور سري بأسلوب علني كما في صفر البلاد، فذلك ما يبعث على الغثيان وحرام السكوت عنه في كافة شرائع السماء والأرض إننا مع حرية الرأي ومع حرية الصحافة إذا كانت بهدف خدمة المجتمع والمدافعة عن الحق ومحاربة الفاسدين ومقارعة الحجة بالحجة، أما أن تنحط إلى الإسفاف والتسطيح فهذه ليست بصحافة إنها لغة العاجزين المتجردين من الآدمية.. ما هذه الصحيفة التي لا توصف ولا تنتسب لأي مدرسة حتى أسوأها ومن هذا الدخيل على قيمة الصحافة من كتب أو من سمع بنشر هذه "السَّوءة".. عيب أن ينتسب هؤلاء للصحافة لأن ماقاموا به لا يحسب عليها.. إن المجتمع بحاجة إلى من يقف لحمايته من الغوغاء الذين يسرقون كالكلاب المسعورة يخبطون خبط عشواء في أعراض الناس لأنهم ببساطة غير آدميين فليس صعباً الرد عليهم بأفضع مما تقيأوا به فما أكثر عدد صفحات قواميس الشتائم والقبح والابتذال ولكن الإنسان السوي يكبحها ويسيطر عليها لأن إنسان ميزه الله عن الحيوان الذي لا يستطيع أن يداري سوءاته وغرائزه بالعقل فإذا ذهبت هذه الميزة من التفريق بين الحق والباطل والعيب وعكسه فمعنى ذلك الخروج عن الآدمية!! وأنا متأكد أن أدعياء الصحافة في هذه المطبوعة النكرة كانوا متوقعين الرد بأكثر مما قالوا ولن يهمهم لأنهم ببساطة خارج إطار الآدمية ولم يدركوا أن لا أحد سيرد عليهم بأسلوبهم وذلك ببساطة لعدم وجود أحداً يشبههم أو يماثلهم فيما قالوه منهم متفردون بهذه الصفات وحدهم!! إنها عاصفة ستمر جعلتنا كصحفيين وشرفاء أكثر تماساً ووعياً بما سيحصل في المستقبل ولن تثنينا عن المسير قدماً نحو الهدف الأسمى إلا وهو الديمقراطية مهما كانت التضحيات.. إنهم يردون أن يثبتوا أن الديمقراطية سيئة وأن حرية الرأي أسوأ. لا يا...... الديمقراطية سلوك حر وحرية الرأي مبدأ وموقف وما يعملونه لا هو ديمقراطية ولا يمس حرية الرأي من قريب أو من بعيد وما تظنونه حرية وما قمتم به هو قذف وتشهير وقلة أدب يواجه ليس بالحوار والمزيد من الديمقراطية بل بالجلد والزبط والتعزير لما جاء في شرع الله الذي تطبقه "البلاد" من صنعاء إلى حضرموت وليس "البلاد" حقكم.. وذلك أمام الأشهاد حتى يرتدع من تسول له نفسه أن يبيع ضميره وقلمه وكلمته للشهير والقذف في أعراض البشر، أما أنتم فلن ترتدعوا، لأن السفالة والانحطاط سلوك فيكم والطبع كما قال غلب التطبع.. والذي أستمرأ رائحة النتانة والعفن.. يصاب بالدوخة والرؤاس من أريج الزنبق والياسمين.