نظمت مؤسسة العفيف الثقافية بعد عصر أمس الثلاثاء حلقة نقاشية بعنوان "المؤسسات الثقافية .. الواقع والدور المطلب" شارك فيها الدكتور عبد الواسع الحميري رئيس منتدى الناقد العربي بصنعاء، والدكتورة رؤوفة حسن رئيسة مؤسسة برامج التنمية الثقافية، والأستاذ أحمد ناجي أحمد نائب امين عام اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين الذي افتتح حلقة النقاش بتسليط الضوء على الدور الذي يقوم به اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين في مجال رعاية وإقامة الانشطة الثقافية عبر مقره الرئيسي في العاصمة وفروعه في المحافظات. كما تطرق ناجي إلى الخلفية التاريخية لتأسيس الإتحاد الذي نشأ موحداً منذ تأسيسه، والأدوار التي لعبها في سبيل تحقيق الوحدة اليمنية عبر شخصيات الإتحاد القيادية وعلى رأسها الراحل عمر الجاوي. وتناول أحمد ناجي جهود الإتحاد في الحفاظ على حقوق المبدعين، مشيراً إلى الحملة التي يقودها الإتحاد هذه الأيام لتسوية الوضع المعيشي للفنان اليمني الشهير أيوب طارش صاحب لحن النشيد الوطني لليمن الذي أحالته الحكومة مؤخراً إلى التقاعد، وقال بأن الإتحاد كان قد واجه قراراً مماثلا عندما أحالت الجهات الإدارية في الحكومة الشاعر الكبير الراحل عبد الله البردوني إلى التقاعد بدرجة وظيفية متدنية، ونجح الإتحاد في الضغط على الجهات المختصة بمنح الشاعر الراحل امتيازات تتناسب مع أهمية شخصيته الأدبية والثقافية.
من جهته شن الدكتور عبد الواسع الحميري هجوماً لاذعا على المؤسسات الثقافية في اليمن وعلى المثقفين بصورة عامة، وقال أنهم يفتقدون للإستقلالية ويوجهون كتاباتهم ونشاطاتهم لصالح جهات سياسية متعددة، واعتبر أن المثقف في أغلب الأحوال مجرد تابع ولا يتمتع بالحيادية. فيما استهلت الدكتورة رؤوفة حسن مداخلتها بالتعليق على حديث الحميري واصفة حديثه تجاه موضوع النقاش بالتشاؤمي، وانتقدت رؤوفة حسن عنوان حلقة النقاش الذي اتصف بالعمومية الأمر الذي جعل النقاش يتجه نحو زوايا مختلفة، واختتمت حديثها بتقديم لمحة عن مؤسسة برامج التنمية الثقافية التي تديرها، وأشارت في سياق حديثها إلى الصعوبات التي تواجه المؤسسات الثقافية المستقلة من ناحية التمويل والإستمرارية. بعد ذلك فتح باب النقاش للجمهور الذي حضر الفعالية، وقام المحاضرون بالرد على الأسئلة والتعقيبات التي قدمت من القاعة.