ستكون جماهير كرة القدم الآسيوية على موعد اليوم الأحد مع مواجهة من العيار الثقيل في ثالث مباريات الدور ربع النهائي من كأس أمم آسيا الرابعة عشرة، عندما يلتقي المنتخب الإيراني بطل آسيا أعوام 1968 و1972 و1976 مع نظيره الكوري الجنوبي بطل آسيا في أعوام 1956 و1960. وتعد المباراة بأن تكون واحدة من أكثر مباريات البطولة إثارة، فالفريقان اعتادوا في البطولات الثلاث الأخيرة أن يلتقوا في نفس الدور ويقدموا مباريات قمة في الإثارة، ففي عام 1996 في الإمارات فاز المنتخب الإيراني بنتيجة 6-2 في لقاء أحرز فيه النجم الإيراني السابق علي داءي أربعة أهداف كاملة، ورد المنتخب الكوري الجنوبي الدين في ربع نهائي البطولة التالية في لبنان عام 2000، فأطاح بالمنتخب الإيراني بالفوز عليه 2-1 في الوقت الإضافي، علماً أن المنتخب الإيراني كان متقدماً بهدف لكريم باقري حتى الدقيقة 90 التي أحرز في كيم سانغ سيك هدف التعادل، قبل أن يسجل لي دونغ كوك (الموجود مع الفريق في بطولة 2007) هدف الفوز في الوقت بدل الضائع. واستمرت المواجهات المثيرة بين الفريقين في ربع نهائي 2004 في الصين، وفاز المنتخب الإيراني هذه المرة بنتيجة 4-3 بفضل ثلاثية من علي كريمي. وبالعودة لبطولة عام 2007، قدم المنتخبان عروضا متفاوتة، فبدأتها إيران بالفوز على أوزبكستان 2-1، ثم تعادلت مع الصين 2-2، وفازت على ماليزيا 2-صفر، أما كوريا فتعادلت مع السعودية 1-1، ثم خسرت بشكل مفاجئ أمام البحرين 1-2، قبل أن تتدارك الأمر وتفوز على اندونيسيا 1-صفر. من جهة اخرى سيسعى المنتخب السعودي إلى مواصلة عروضه القوية في كأس أمم آسيا الرابعة عشرة عندما يلاقي نظيره الأوزبكستاني في أخر مباريات الدور ربع النهائي، والتي سيستضيفها ملعب بونغ كارنو بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا. ولن يكون اللقاء سهلاً أمام المنتخب الأوزبكستاني، فالأخير قدم عروضاً جيدة أيضاً في الدور الأول وهو صاحب أقوى خط هجوم في الدور الأول برصيد 9 أهداف، كما أنه حقق فوز على امنتخب السعودي في البطولة الماضية، التي ودع فيها الأخضر المنافسات من الدور محققاً اسوأ نتيجة في تاريخه. وسيلتقي الفائز من هذا اللقاء مع المنتخب الياباني في مباراة الدور نصف النهائي التي تستضيفها العاصمة الفيتنامية هانوي يوم الأربعاء. وبالنظر إلى سجل المنتخبين في كأس أسيا، نرى أن المنتخب السعودي يملك أفضلية كبيرة حيث شارك في النهائيات ست مرات قبل هذه الدورة، فأحرز ثلاثة ألقاب أعوام 1984 و1988 و1996، وخسر النهائي مرتين عامي 1992 و2000، وكانت مشاركته الماضية عام 2004 هي الأسوأ في تاريخه حيث حل رابعا وأخيرا في مجموعته بنقطة واحدة جراء تعادله مع تركمانستان المتواضعة 2-2 وخسارته أمام أوزبكستان صفر-1 وأمام العراق 1-2. أما منتخب أوزبكستان فما يزال يسعى إلى إثبات نفسه كقوة كروية في القارة الأسيوية منذ أن انضم إلى البطولة للمرة الأولى عام 1996 عقب انهيار الإتحاد السوفيتي، فخرج حينها من الدور الأول، وواجه المصير ذاته عام 2000 في لبنان حين سقط سقوطا مدويا أمام السعودية بالذات بخمسة أهداف نظيفة، ثم بلغ ربع النهائي في الصين قبل أن يخسر أمام البحرين 3-4 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي 2-2. المنتخب السعودي الذي رفع شعار "تحقيق نتائج أفضل من الدورة الماضية في الصين" ظهر التفاهم واضحا في هذه البطولة في جميع خطوطه رغم صغر سن لاعبيه، وارتفعت ثقة اللاعبين خصوصا وليد عبد ربه الذي حل بديلا لحمد المنتشري المبعد بقرار فني من المدرب البرازيلي هيليو سيزار دوس أنجوس، وعبد الرحمن القحطاني الذي كان خير خلف لمحمد الشلهوب المصاب قبل انطلاق البطولة. وبرز معظم اللاعبين السعوديين في الدور الأول، فبالإضافة لعبد ربه وعبد الرحمن القحطاني، كان المهاجمان ياسر القحطاني ومالك معاذ خطيرين جدا، كما تألق البديل تيسير الجاسم، ومعه سعود كريري وخالد عزيز، ومن خلفهم الحارس تيسير المسيليم. وتعرض عبد الرحمن القحطاني إلى إصابة في المباراة السابقة ضد البحرين، لكن المدرب دوس أنجوس أوضح أن إصابته بسيطة وان هناك إمكانية لإشراكه ضد أوزبكستان، واكتفى القحطاني بالجري حول المضمار ولم يشارك في التدريبات الفعلية للمباراة مع زملائه. ويعود إلى صفوف المنتخب السعودي لاعب الوسط خالد عزيز الذي حصل على إشادة خاصة من المدرب، علماً أنه غاب ضد البحرين لحصوله على إنذارين. من جهة أخرى، ينتظر منتخب أوزبكستان الذي حقق نتيجة مدوية في الجولة الثالثة من منافسات الدور الأول بفوزه الكبير على نظيره الصيني وصيف بطل النسخة الماضية بثلاثية نظيفة، ما رفع من شأنه كثيرا ووضعه في مصاف المنتخبات المرشحة للعب دور متقدم جدا في البطولة. وكانت أوزبكستان قد خسرت مباراتها الأولى أمام إيران 1-2 بعد أن كانت قد افتتحت التسجيل، لكن بعد انضمام مهاجمها الخطير ماكسيم شاتسكيخ إلى رفاقه اثر تنفيذه عقوبة الإيقاف في التصفيات بانت خطورة الأوزبكستانيين فاكتسحوا ماليزيا 5-صفر، قبل أن يؤكدوا علو كعبهم أمام الصين. ويعتمد منتخب أوزبكستان على القوة البدنية والكرات العالية، وسيفتقد يوم الأربعاء لاعب الوسط النشيط يولوغبيك باكاييف الذي حصل على إنذارين في الدور الأول.