تعصف بالوطن رياح أزمة قاسية، تقتلع ما تبقى من إحساس بالأمن والأمان.. يلتقط مع كل أزمة حكماء وعقلاء اليمن من كتاب النصيحة ما يستطيعون حمله ويمزجونها مع عصارة الخبرة السياسية وحرارة الانتماء الوطني وحساسية المسئولية، لتتبلور بعدها خارطة طريق ورؤية إنقاذية؛ لتلافي حصاد المجهول السيئ، والخروج بالوطن معافى من تداعيات هذه الأزمة أو تلك، إلا أنها سرعان ما تختفي ويخفت صداها في وديان الإقصاء والتصعير السلطوي.. والمحصلة وطن تراكمت فوق جسده أثقال الأزمات، طرحته أرضا،ً وأقعدته رهينة الخطايا والأخطاء، تتناثر فوق حاضره، وتخنق ما تبقى من مخارج للإفلات من حسابات الأزمات الثقيلة.. اليمن- اليوم- يعيش أسوأ أزماته بل وأخطرها، تهدد بتفتيت اللحمة الوطنية والاجتماعية، متشبثة بفواتير الأخطاء والخطايا السابقة، وتحرق أية بادرة لحلحلتها أو تهدئتها أرقام جديدة للسياسة الاستكبارية، وترحيل حقيقة أركان الأزمة وتمييعها، وإسكات أي صوت للحكمة والعقل والمنطق، والرفض المتحاذق لمعالجة أزمات الوطن تحت مظلة الحوار الوطني الذي لا يستثني أحداً.. إلا أن رياح الأزمة العاصفة التي تعيشها بلادنا هذه الأيام ستقتلع الجميع حتى صناع الخطايا... فكل المؤشرات تشير إلى أن الرياح الجنوبية والشمالية ما هي إلا مقدمات لإعصار الأثقال، سيطبق على كل الجهات الأربع الأصلية، وكذلك الفرعية للوطن -لا قدر الله!!- إذا لم يتم التنازل قليلاً عن سياسة التصعير والاستكبار.. توقفت المطاردة مع وصول العناصر التخريبية إلى لحظة استسلام، حينها كان أفراد الأمن قد كثفوا من إطلاق أعيرتهم النارية صوب السيارة التي كانت تستقلها تلك العناصر المشبوهة... انتشر أفراد الشرطة الجدد في مسرح الحادث، وطوقوا السيارة وخرجت العناصر رافعة لشارة الاستسلام. وتم في الحال، إيداعها في سيارات خاصة بالشرطة. تفاصيل المشهد أظهرت أيضاً، أن العناصر المكبلة بالحديد كانت ترتدي ما يعرف «معوز وقميص» على ما يبدو، وهي ملابس تنتشر بكثرة بين أبناء المحافظات الجنوبية. ذلك استرجاع سريع لبعض مشاهد العرض العسكري الذي رافق احتفال رسمي حضره رئيس الجمهورية بصنعاء بمناسبة تخرج دفعة جديدة من القوات الخاصة. الحفل الرسمي المتزامن مع ذكرى السابع من يوليو، كان توقيته متوازياً مع احتفالات رسمية كثيرة تؤيد الوحدة، ومضاداً في الوقت ذاته، لمظاهرات واحتجاجات مناهضة للوحدة، شهدتها بعض محافظات الجنوب.