بين فينةٍ من الوقت القارس وأخرى، تلوح في الأفق بوادر أحلافٍ بين النُظم المختلفة، السياسي منها والديني والاجتماعي والأكاديمي، وإلى آخر الخارطة.. في الأزمان الأخيرة، وهي أسوأ الأزمان على الأرجح، تبدو ملامح رسم الخارطات السياسية والدينية والاجتماعية والأكاديمية في صورتها الأكثر نشازاً، وفي أردأ المناظر على الإطلاق.. من يتأمل في الخارطة السياسية للبلد، ونحن حلٌّ بهذا البلد، ووالدٍ وما ولد (!!)، يرى أن الإنسان يخطو في هذا البلد في مشقةٍ وكبد.. وتطالعنا مجدداً أحلافٌ من نوع جديدٍ، آخرها الحلف الذي يعقده رجال الدين مع رجال الدولة، ورجال المال والأعمال مع رجال الدولة أيضاً، وبعض رجالات العمل الأكاديمي والمجتمعي مع الدولة ورجالاتها كذلك!! إنها أحدث وسائل السُّلطة السياسية (غالنا) للتبرير لبقائها، والاستمرار في دفة القيادة بمباركة هؤلاء الحلفاء!! تستطيع الدولة أية دولة عربية أن تحافظ على ديمومتها وبقائها من خلال استعمال المؤسسات الدينية والأكاديمية والاجتماعية وقت الضرورة، وهذا ما يحدث بالفعل في أغلب الأوقات؛ إذ يتحول كثير من العلماء والفقهاء والدكاترة والأساتذة والمشائخ والوجهاء والأعيان إلى أعوان للسُّلطان، يدعون له بطول العُمر، ويدينون له بالسمع والطاعة، ويوالون من والى، ويُعادون من عادى!! مجرد أن تكون ذا عمامةٍ ولحية كثّةٍ، أو ترتدي زياً من أزياء العظمة في بلادنا مثل هذه البلاد، فإن بإمكانك أن تُعري خصومك كما تشاء ومتى تشاء، فما بالك إن كان في صفك وإلى جانبك إمام عادل؟!!.. الأحلاف المتعددون يسوغون أخطاء حلف الأولياء والحُكام، ويسولون للناس بالباطل، ويزيفون الوعي ويطلبون من الناس أن يقولوا بعدهم: آمين!!.. الإسلام، هذا الدين العظيم، ينكل به الأحلاف في كل آنٍ وحينٍ.. في يوم ما نسمع عن حلف "الإسلام التجارة" وفي يوم آخر عن حلف : "الإسلام السياحة" وفي يوم كألف سنة مما تعدون تسمعون عن حلف "الإسلام السياسة"!!.. فمن يتحالف مع الإنسان؟!!